من هيام حسان لندن ـ ’القدس العربي’ من هيام حسان: تقف نجلاء ابنة المفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد هذه الايام على خشبة مسرح في مدينة نيويورك لتروي قصة نشأتها في المدينة المعروفة بوجود جالية يهودية كبيرة فيها. وتتحدث نجلاء سعيد عن تأثير ذلك عليها خلال نشأتها الى الحد الذي ذهبت معه صحيفة يهودية تصدر في لندن الى عنونة هذه التجربة بالقول على لسانها: أنا عربية أمريكية.. ويهودية.وقالت صحيفة الجالية اليهودية في بريطانيا (الجويش كرونيكل) ان نجلاء سعيد تؤدي نصاً مسرحياً كتبته بنفسها بعد وفاة والدها في العام 2003 يدور حول حياتها وتشكل وعيها بهويتها في مدينة نيويورك التي ’نشأت كيهودية’ فيها كما جاء في المسرحية على حد زعم الصحيفة. وتقول الصحيفة ان سعيد التي كان والدها معروف بمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية تؤدي النص المسرحي بطريقة فكاهية لا تغفل الجوانب الحساسة التي واجهتها في طريق تشكل هويتها. وتنقل الصحيفة اليهودية عن سعيد قولها انها نشأت على ترديد بعض المصطلحات شائعة الاستخدام في الوسط اليهودي أكثر من استعمالها للكلمات العربية. كما تشير الى حالة القلق التي تلبستها في المرة الاولى التي قدمت فيها العرض ونقلت عنها قولها: ’في مسألة من هذا النوع فان حساسية الناس تكون على أشدها، ولهذا كنت قلقة، ولكني كنت أعلم أنني قادرة على رواية قصتي بسبب الطريقة التي نشأت عليها والمكان الذي عشت وأعيش فيه وسط اليهود في نيويورك حيث لم أواجه بأي عداوة من أي نوع’. وتعتبر سعيد أن هناك الكثير من العوامل المشتركة بين العرب واليهود وأن ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم وهي حقيقة مؤذية بطريقة أو بأخرى كما ترى ولكن الصحيفة تقول ان عبارتها تلك تشكل روح ورؤية العمل المسرحي بكامله والذي يدور حول قصة حياة أميرة من حي مانهاتن في نيويورك تشكل وعيها من خلال المدارس الخاصة والمعسكرات الصيفية الخاصة بأبناء النخبة. ولا يخلو العمل من محطات لها علاقة بالجانب الآخر في حياة سعيد البعيد عن حياة نيويورك النخبوية مثل أمر زيارتها مع والدها لمخيم لاجئين في قطاع غزة أو لقائها بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ضمن أحد الاحتفالات. وهي’تقدم هذه المحطات على ما يبدو بروح لا تخلو من النقد لبعض المظاهر التي شهدتها.ومن اللافت في العمل المسرحي ما أوردته الصحيفة حول حادثة القاء ادوارد سعيد بحجر تجاه بوابة فاطمة في جنوب لبنان والتي أثارت عاصفة من الغضب ذلك الوقت في جامعة كولومبيا التي كان الراحل سعيد يعمل بها. وتقول نجلاء سعيد أن الامر في حقيقته لم يكن أكثر من منافسة بين سعيد وابنه (أخيها)، واصفة الحملة الشديدة التي جوبه بها سعيد بسبب هذا العمل بأنها كانت مؤلمة. وتنقل الصحيفة عن سعيد قولها بأن عملها المسرحي ليس له غايات سياسية وانما هو تعبير عن صوتها فقط كما أنه يرمي الى تسليط الضوء على التعاطي مع المشاكل الكبيرة بطريقة مرحة وفكاهية كما تفعل عائلتها.