طردت اسرائيل في نهاية الاسبوع من مطار بن غوريون ثلاث مواطنات سويديات وصلوا الى البلاد كجزء من وفد من سبع شبان بخلفية يهودية وفلسطينية نشطاء في بلادهم في مجموعة تعليم يهودية – فلسطينية. الثلاثة، اثنتان منهم من مواليد السويد وثلاثة من أصل فلسطيني، مواطنات سويديات فقط، دفعن نحو الطائرة عائدات الى بلادهن بعد أن أوقفن في المطار لنحو ثماني ساعات جرى خلالها التحقيق معهن. عميرة هاس، التي كتبت عن ذلك في "هآرتس"، أول أمس رمت ايضا بأن أحد اليهود في الجماعة، تغران فايلر، جدته كانت من مؤسسي كيبوتس يد حنا وأبوه كان الفنان الاسرائيلي السابق درور فايلر، أوقف هو ايضا وطلب اليه في النهاية ايداع ضمان والتعهد الخطي بعدم الدخول الى المناطق المحتلة. وقد وقع في ظل الاحتجاج، بعد أن روى بأنه في الماضي زار نحو 25 مرة اسرائيل ولم يصطدم ابدا بمعاملة عدائية كهذه. وزارة الداخلية لم تكلف نفسها على الاطلاق عناء الرد على توجه "هآرتس" بتقديم تفاصيل عن ملابسات طرد المواطنات السويديات الثلاث وتوقيف فايلر. كما أن الوزارة لم تقدم حتى الان معطيات عن عدد المطرودين على هذه الخلفية من البلاد ولكن يبدو ان مؤخرا ازدادت الحالات التي تمنع في اسرائيل أجانب من دخول نطاقها بسبب آرائهم المؤيدة للفلسطينيين او نشاطهم من اجل السلام بين الشعبين. وهكذا ايضا منع قبل نحو سنتين الدخول الى اسرائيل المؤرخ اليهودي – الامريكي البروفسور نورمان فينكلشتاين الذي أبعد مكللا بالعار بعد ان اعتقل هو ايضا في مطار بن غوريون. من الصعب التصديق بأن السويديات الثلاث كن يشكلن خطرا على أمن الدولة. فقد جئنا الى هنا لعقد لقاءات تعليمية مع مجموعات اسرائيلية وفلسطينية. سياسة اغلاق البوابات حسب الآراء السياسية غريبة عن الانظمة الديمقراطية وهي تذكرنا بأنظمة أخرى. كما ان حقيقة ان ليهود المجموعة سمح في نهاية المطاف بالدخول فيما ان السويديات من اصل فلسطيني ابعدن، ينم عنها رائحة تمييز على خلفية قومية. المجموعة السويدية وصلت الى البلاد بتمويل معهد اولوف بالما واعضاؤها نشطاء في منظمة تعمل في مدارس في السويد من اجل التعايش بين اليهود والفلسطينيين. كان ينبغي لبوابات اسرائيل ان تكون مفتوحة امامهن. استمرار سياسة اغلاق بوابات الدولة حسب الآراء السياسية من شأنه ان يؤدي بدول في اوروبا وربما ايضا الولايات المتحدة الى اتخاذ سياسة مشابهة تجاه مواطني اسرائيل. من الصعب تصور اي فضيحة كانت ستنشب في اسرائيل لو ان السويد منعت دخول مستوطنين او نشطاء يمين الى اراضيها. على اسرائيل ان تواصل كونها دولة مفتوحة لضيوفها، مهما كانت آرائهم. أعمال الطرد لمواطنين من الخارج يثير اصداء سلبية عديدة في بلادهم الاصلية ولا تساهم في ترميم مكانة اسرائيل كدولة ليبرالية ومتنورة، والتي هي متهالكة على أي حال. وطالما ان هؤلاء لا يعرضون للخطر أمن الدولة على نحو مباشر، فانه محظور طردهم. يجمل باسرائيل ان تعتذر للمواطنات السويديات المطرودات وان تدعوهن باحترام للعودة الى هنا كي يزورن البلاد وأن تأخذن الانطباع من النظرة الاولى والمفتوحة عما يجري فيها.