غزة / سلطان ناصر / أكد مجموعة من الباحثين والسياسيين الفلسطينيين على ضرورة وضع خطة دورية تضمن أستمر حماية حق عودة للاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من بيوتهم وديارهم في عام 1948 وفقاً للقرار 194. هذه التأكيدات جاءت خلال المؤتمر الذي عقده التجمع الشعبي الفلسطيني للدفاع عن حق العودة و مركز قدس نت للدراسات والإعلام والنشر الالكتروني اليوم الأربعاء تحت عنوان " الحركة الشعبية الفلسطينية: دورها, وآليات تفعيلها في الدفاع عن حق العودة" ، في فندق الكومودور بغزة ويستمر حتي يومي الأربعاء والخميس . هجوم على السلطة المنسق العام للتجمع الشعبي للدفاع عن حق العودة عبد الله الحوراني وجه هجوماً لاذعاً علي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه بسبب توقيعه اتفاقية جنيف بشأن حق العودة. وقال الحوراني " هناك مجموعة من الشخصيات الفلسطينية تقيم علاقة مع إسرائيل وتسعي لتنفيذ المشروع الأمريكي في إنهاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين بالشتات " وأكد الحوراني أن هناك تجاوز خطير وتلاعب ينقص من أمكانية حماية حق عودة اللاجئين الفلسطينيين, إلي أرضهم , نتيجة الخطاب السياسي الفلسطيني الرسمي والعربي الذي يشوه مفهوم ( حق العودة ) ويجعله حق يمكن التفاوض . ورفض الحوراني بشدة مسألة إجراء استفتاء من أجل حل القضية الفلسطينية ويكون حق العودة ضمن هذا الاستفتاء قائلاً :" لا أحد يمكنه الاستفتاء على حقوق اللاجئين الفلسطينيين " موضحاً أنه يجب أن يكون موقف القيادة الفلسطينية وأضح اتجاه الموضوع ورفضه من الأساس . وبدوره حمل وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني حركتي حماس وفتح المسؤولية الكاملة اتجاه تغييب حق العودة عن الساحة الفلسطينية بسبب الانقسام الفلسطيني الحاصل بين شطري الوطن. وقال العوض في رسالة لحماس وفتح :" إسرائيل تقود المنطقة إلي منحرف خطير وهو الصراع الدموي من خلال الاعتداءات المتكررة على المدنيين الفلسطينيين بغزة والضفة وأيضا على المسجد الأقصى لذا يجب عليكم إنهاء حالة الانقسام واتخاذ إجراءات حقيقة وتصعيد الكفاح الفلسطيني في كل مناطق تواجد الفلسطينيين الهدف منها إحياء وحماية القضية الفلسطينية ". وبين العوض :" أن الفلسطينيين أمس في مسيرات يوم الأرض استطاعوا أن يوجهوا رسالة للمجتمع الدولي والعربي مفادها أن جوهر الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي يدور حول قضية مركزية وهي حق العودة لأرضينا المغتصبة من قبل الاحتلال . وبدوره أكد دكتور علم اللغة في جامعة الأزهر صادق أبو سليمان أن قضية عودة المهجرين الفلسطينيين واحدة من أبرز الظواهر التهجير القسري مأساوية القرن العشرين وهي قضية عالمية تجاوزت حدودها الفلسطينية , ففيها الجانب القومي والديني والإنساني والقانوني . طالب أبو سلمان السلطة الفلسطينية ووزارة التربية والتعليم الفلسطينية بضرورة إدراج قضية حق العودة والقضايا المصيرية في المناهج الفلسطينية بشكل أكبر , حتي تبقي في ذاكرة الأجيال يتوارثونها جيل بعد جيل للحفاظ عليها من الضياع نتيجة مرور الوقت واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية اليومية بحق الفلسطينيين . ويعتبر حق العودة هو حق لكل فلسطيني سواء كان رجلاً أو امرأة طرد أو خرج من موطنه لأي سبب عام 1948 أو في أي وقت بعد ذلك، وله الحق في العودة إلى الديار أو الأرض أو البيت الذي كان يعيش فيه حياة اعتيادية قبل 1948 ، وينطبق كذلك على ذرية أي منهما مهما بلغ عددها وأماكن تواجدها ومكان ولادتها وظروفها السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ومن جانبه أوضح يحي رباح في كلمة له عن القوى الوطنية الفلسطينية : " أن وجود قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين طرودا من بيوتهم تحت تهديد السلاح والموت , هو أهم ما يميز القضية الفلسطينية عن باقي القضايا بالعالم, ولا يصحح هذه الجريمة التاريخية ضد الشعب الفلسطيني، إلا حق العودة لديارهم التي هجروا منها . وحول المفاوضات الفلسطينية حول حق العودة قال رباح :" أن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة لبيوتهم التي هجروا منها حاضراً في كل جولات المفاوضات". نافياً غيابه من أي جولة من جولات ولا يمكن التنازل عنه . وبين رباح أن الاحتلال الإسرائيلي يسعي بكل الوسائل لشطب حق العودة من خلال المؤتمرات التي طالبت فيه بإنهائه أو إلغاء قرار الشرعية الدولية الهادف إلى إفشال حق العودة أو إلغائه من جولات المفاوضات لذلك . وأكد رباح على أن حق العودة في خطر شديد في ظل استمرار الانقسام الفلسطيني الذي لا يدعم حق العودة بل يضر بالمشروع الوطني من جهة , ومن جهة أخرى ما يحدث من انتهاكات إسرائيلية بحق المقدسات بالقدس , معبر عن قلقه لما وصل لها الفلسطينيين خاصة سياسة جلد الذات التي تتبعها القيادات الفلسطينية بحق أنفسهم.