خرج مسؤولو فتح أمس للتظاهر امام حاجز الجيش الاسرائيلي احتجاجا على اعتقال رفيقهم، عضو اللجنة المركزية للمنظمة عباس زكي. وهذه هي المرة الاولى منذ الانتفاضة الاولى التي يعتقل فيها رجال فتح في مكانته بسبب مشاركته في نشاط شعبي ضد الاحتلال. بحث في تمديد اعتقاله كان يفترض أن يجري اليوم في المحكمة العسكرية في عوفر. ويوم الثلاثاء عقد زملاؤه في اللجنة المركزية اجتماعا عاما في رام الله دعوا فيه الى تعزيز الكفاح الشعبي.وكان زكي اعتقل بعد مشاركته يوم الاحد في مظاهرة ضد سياسة اسرائيل في القدس والمس بحرية العبادة للمسيحيين. ومعه تظاهر مسؤولون آخرون من فتح ونشطاء لجنة الكفاح الشعبي في منطقة بيت لحم. واعتقل معه 14 شخصا آخرين: 4 اسرائيليات ومواطنة اجنبية اطلق سراحهن في شروط مخففة بعد عدة ساعات أما 10 الفلسطينيين الذين اعتقلوا فقد نقلوا الى منشأة الحبس في عوفر.ضد الاعتقال تظاهر أمس بضع مئات من الاشخاص قرب الحاجز في قرية بيتونيا (التي بني معتقل ومحكمة عوفر على اراضيها)، وكان بين المتظاهرين مسؤولون من فتح كجبريل الرجوب، رئيس جهاز الامن الوقائي في الضفة سابقا، محمود العالول، محافظ نابلس سابقا وقدورة فارس رئيس "نادي الاسير" لفتح وماهر غنيم الوزير في حكومة سلام فياض لشؤون مكافحة المستوطنات والجدار، وعيسى قراقع، وزير شؤون الاسرى. في أثناء المظاهرة حاول الشباب اقتحام الحاجز – الذي هو جزء من جدار الفصل وشبكة العوائق التي تمنع الحركة الحرة الفلسطينية في جنوب غرب رام الله. احد المشاركين في المظاهرة روى بان شرطة حرس الحدود اطلقوا الغاز المسيل للدموع نحوهم، وفي نفس الوقت بدأ الشباب يرشقون الحجارة. وحسب حرس الحدود، اصيب ثلاثة من افراد الشرطة بالحجارة. واعتقل اثنان من المتظاهرين بينهم حسب شاهد عيان ابن 16 كان يجلس في سيارة أبيه وسحبه منها رجال الشرطة. المظاهرات يوم الاحد وأمس تشكل المرحلة الجديدة التي قادت نحوها لجان الكفاح الشعبي التي تقف على رأس المظاهرات ضد جدار الفصل. في هذه المرحلة الجديدة، لا يكتفي مسؤولو فتح بالدعم اللفظي او بالمشاركة الرمزية في المهرجانات داخل القرى، مثلما كان بشكل عام حتى الان، بل ينضمون الى المظاهرات الشعبية، في "خط المواجهة" مع الجنود. بمعنى، ان المسؤولين يستجيبون للميل وللمبادرة اللذين بدأ بهما النشطاء الميدانيون، دون تعليمات وتوجيهات من فوق. اعتقال زكي عزز هذه المسيرة فقط. فياض نفسه شارك في يوم الارض، يوم الثلاثاء، في مظاهرة في قرية قراوة بني حسن في منطقة سلفيت، والتي توجد معظم اراضيها في المنطقة ج ويمنع المستوطنون والجيش في احيان قريبة الوصول اليها والى نبع القرية. ومنذ عين رئيسا للوزراء اعرب فياض عن تأييده للنشاط الشعبي، غير المسلح، ضد الاحتلال بل وخصص ميزانيات خاصة لدعم القرى والمجتمعات المتضررة مباشرة من جدار الفصل ومن تنكيل المستوطنين. وبلورت حكومته خطة خاصة لدعم الزراعة التي هي في معظمها في المنطقة ج. وعليه، فان الخطة تصطدم مباشرة بالقيود التي تفرضها اسرائيل هناك على التنمية الفلسطينية.يوم الثلاثاء، في اعقاب اعتقال زكي، عقد زملاؤه في اللجنة المركزية لفتح اجتماعا في رام الله دعوا فيه الى تعزيز الكفاح الشعبي. ووعد نبيل شعث في هذا الاجتماع بان تلعب حركة فتح دورا مركزيا في جهود الكفاح غير المسلح. وقال: "نحن سنظهر في كل المواقع التي يجري فيها الكفاح الشعبي، هذا جزء من برنامج الحركة الذي تبناه المؤتمر السادس". هذا ما افادت به وكالة "معا" للانباء. في حكومة فياض وفي فتح يحذرون المرة تلو الاخرى من خطر احتدام الكفاح، ويخشون من أن تؤدي اعمال الجيش الاسرائيلي، مثل قتل متظاهرين قبل 12 يوما في قرية عراق بورين الى تصعيد عسكري. جمال زقوت، المستشار السياسي لفياض ومن زعماء الانتفاضة الاولى (كان في حينه عضوا في الجبهة الديمقراطية) قال لـ "هآرتس" انه في الحكومة يخشون بانه يوجد في الجيش الاسرائيلي من هم معنيون بانعطافة عسكرية للكفاح، والتي سيكون من الاسهل قمعها. في الجمهور الفلسطيني يوجد دوما تخوف من ان يكون العناق الذي يمنحه مسؤولون كبار للمبادرة الشعبية يرمي الى السيطرة عليها او كبح جماحها وتوجيهها او استغلالها لاهداف دعائية مختلفة. ولكن احد النشطاء المركزيين في اللجان قال لـ "هآرتس" ان برأيه انضمام كبار فتح هذه المرة صادق ويدل على خيبة الامل من طريق المفاوضات وكذا على الاعتراف بان استخدام السلاح في اثناء الانتفاضة الثانية لم يقدم الفلسطينيين نحو الاستقلال. ومع ذلك، لا ريب ان اعتقال زكي اضاف "نقاط" لحركته التي كان هو احد اوائل اعضائها في الخارج. زكي وتسعة المعتقلين الفلسطينيين الاخرين يوم الاحد رفضوا اطلاق سراحهم بشروط مقيدة، وهذا ايضا اضاف "نقاط" للحركة. في المظاهرة يوم الاحد بمناسبة دخول المسيح الى القدس شارك بضع مئات من الاشخاص من المسلمين، المسيحيين واليهود وقد بدأت في حاجز بيت لحم. ورغم تحصينه الشديد الا ان المتظاهرين نجحوا في اجتيازه ومواصلة التظاهر في الجانب الاخر في المنطقة التي الحقت بالقدس. وبعد بضعة خطابات بدأ المتظاهرون يعودون باتجاه بيت لحم وعندها اعتقلتهم الشرطة. هارتس 1 / 4/ 2010