القدس المحتلة / سما / تبدو الهزة الأرضية التي حدثت في "هاييتي" قبل حوالي شهرين، في أعين الكثيرين بأنها طُويت وذهبت أدراج الرياح، ولكنها بقيت حاضرة في أذهان البعض ومن الصعب أن تغيب عن أنظارهم، وخاصة عشرات الآلاف من الأيتام الذين بقوا بمفردهم دون مُعيل لهم. وهناك عشرات الأزواج من الإسرائيليين الذين يطالبون بتبني هؤلاء الأيتام، بالإضافة إلى وزارة الشئون الاجتماعية التي تعمل جاهدة أيضا من أجل هذا الهدف. وعلمت صحيفة معاريف أن هناك تقدّم بين إسرائيل وهاييتي بهذا الصدد، حيث تم توقيع اتفاق بين البلدين، من أجل تبني هؤلاء الأطفال. وقد أبلغ سفير إسرائيل في هاييتي "عاموس رديان"، وزير الصحة الإسرائيلي "اتسحاق هرتسوغ" عن لقائه بوزير الصحة في "هاييتي"، حيث أبدى الأخير موافقته على هذا الأمر باسم حكومة "هاييتي". واعتبرت أوساط رسمية في الحكومة الإسرائيلية أن موافقة حكومة "هاييتي" على الأمر، يُعتبر خطوة مهمة على طريق تحقيق هذا الأمر في القريب العاجل بعد فحص كل الجوانب القانونية المتعلقة به. وكان زلزال هايتي عبارة عن هزة أرضية بلغت قوتها 7.0 درجة على مقياس ريختر، وكان مركزها يبعد نحو 10 أميال (17 كيلومتر) جنوب غربي العاصمة الهايتية بورتو برنس، وقد وقع الزلزال في يوم الثلاثاء 12 يناير 2010. كما وقع الزلزال على عمق 6.2 ميل (10.0 كم). وقد سجلت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) سلسلة من الهزات الارتدادية، 10 منها زادت قوتها عن 5.0 درجة بينها واحدة بقوة 5.9 وأخرى بقوة 5.5 كلها بنفس العمق. الزلزال الذي استمر لما يزيد عن دقيقة واحدة خلّف دمارا هائلا، في حين أظهرت مشاهد تلفزيونية بثتها شبكة CNN التقطت عقب الزلزال مباشرة سحب كثيفة من الغبار، ارتفعت من مدينة "بورتو برنس" ناتجة عن انهيار المباني جراء الزلزال. وقد قدّر الصليب الأحمر الدولي أعداد المتأثرين بالزلزال بـ3 ملايين شخص بين قتيل وجريح ومفقود، وقد قتلت شخصيات عامة بارزة عديدة جراء الزلزال، فيما أعلنت الحكومة الهايتية في 9 فبراير عن دفن أكثر من 230.000 قتيل في مقابر جماعية. معظم معالم مدينة بور أو برنس انهارت أو تضررت بشدة جراء الزلزال بينها القصر الرئاسي، مبنى الجمعية الوطنية (البرلمان)، كاتدرائية بور أو برنس، كذلك انهار السجن الرئيسي ومستشفى واحد على الأقل. كما أعلنت الأمم المتحدة أن مقر قيادة قوات حفظ السلام الدولية في هاييتي والموجودة في هذا البلد منذ 2004، قد لحقت به أضرار كبيرة بعد مقتل العشرات من موظفيهم بما فيهم مبعوث الأمم المتحدة و نائبه.