الان يتبين: خلف الكواليس للهدوء في غوش عصيون في أثناء التاسع من آب العبري حين شارك رئيس الوزراء قبل نحو شهر ونصف ثارت دراما حقيقية. قبل بضعة اشهر من ذلك، بعد نحو اسبوعين من الاعلان عن تجميد البناء في يهودا والسامرة، نظم مجلس "يشع" للمستوطنين مظاهرة احتجاجية كبرى قرب منزل رئيس الوزراء. في ذاك المساء كان يجتمع أعضاء كتلة الليكود في جلسة كتلة عادية في الكنيست. وطرح النائب داني دانون في الجلسة مسألة التجميد. في مرحلة ما قال له رئيس الوزراء: "لا تقلق يا داني، انا سأنهي الجلسة في وقت مبكر كي تتمكن من الخروج للتظاهر ضدي". وعندما انتهت الجلسة وعد نتنياهو دانون: "انا سآتي معك لاغرس الاشجار في ارئيل وكفار عصيون". وبالفعل، حين بدأ مكتب رئيس الوزراء ينظم احداث الغرس قبيل التاسع من آب، توجه رجال المكتب الى مجلس غوش عصيون بطلب أن يغرس نتنياهو الشجرة في كيبوتس كفار عصيون. ولكن مجموعة من السكان في الكيبوتس ردت بغضب حين سمعت رئيس الوزراء سيأتي لغرس شجرة في منتصف فترة التجميد. بل ان بعضا من السكان هددوا بان يمنعوا جسديا دخول قافلة رئيس الوزراء. في تلك الفترة كان في كفار عصيون عشرين منزلا سبق أن بيعت، ولكن أساساتها لم تصب بعد – وبالتالي منع أمر التجميد استمرار بنائها (لـ 29 منزلا آخر في ذات الحي كانت صبت الاساسات، ولهذا لم ينطبق التجميد عليها). حين علم رئيس مجلس غوش عصيون شاؤول غولدشتاين بان زيارة رئيس الوزراء في كفار عصيون ستصطدم بالمقاومة بدأ باتصالات مع مكتب رئيس الوزراء كي يتنازل هذا للسكان ويبرد غضبهم. من ناحية رئيس المجلس غولدشتاين كانت هذه فرصة لان يعرض على سكانه انجازا. ومارس غولدشتاين ضغطا كبيرا على مكتب رئيس الوزراء وشدد على أن الحديث يدور عن كفار عصيون التي يوجد اجماع واسع جدا حولها. مصدر في الغوش روى بانه في اثناء الاتصالات طرحت جملة "عندما يصل ضيف، من العادة أن يأتي بهدية". وبالفعل، حتى قبل التاسع من آب توجه مصدر في مكتب رئيس الوزراء الى غولدشتاين وأبلغه بان "الامر سيفحص بالايجاب" وان الامر "سيكون على ما يرام". وروى غولدشتاين لسكان كفار عصيون عن الرسالة التي تلقاها من مكتب رئيس الوزراء وقال لهم ان من الافضل ان يسمحوا للزيارة بان تمر بهدوء. وهكذا، بعد يوم من التقاط صورة رئيس الوزراء يغرس شجرة مع اطفال الكيبوتس، نقلت رسالة شفوية من مكتبه بان اغلب الظن تجميد البناء لن ينطبق على كيبوتس كفار عصيون – وأن العشرين منزلا المجمدة سيسمح ببنائها. بعد اسبوعين من ذلك وصلت الوثائق الرسمية من الادارة المدنية ومن منسق شؤون الحكومة في المناطق. رجال كفار عصيون لم يترددوا: بعد يوم من وصول وثائق السماح بالبناء، كانت الجرافات تعمل على الارض وفي غضون عدة اشهر ستسكن عشرون عائلة منازلها الجديدة في كفار عصيون. وجاء من مكتب رئيس الوزراء انه "في كل مسألة تتعلق بتطبيق أمر التجميد، استثنائه واعطاء تراخيص للبناء يجب التوجه الى منسق اعمال الحكومة في المناطق". وبالنسبة لرد فعل ديوان رئيس الوزراء، أفاد مصدر امني بان الحديث يدور عن تعليمات أصدرتها القيادة السياسية وأن منسق اعمال الحكومة في المناطق هو مستوى تنفيذي يخضع لتعليمات ديوان رئيس الوزراء ووزارة الدفاع: "غريب أن يوقع مكتب رئيس الوزراء المسؤولية على المستويات التي دونه". واكد مصدر في وزارة الدفاع بان البناء اقر بشكل استثنائي.