خبر : في أجواء حصار غزة...الأفضل أن نبقى بلا كهرباء؟؟/ بقلم: محمود طبش

الأربعاء 17 مارس 2010 03:01 م / بتوقيت القدس +2GMT
في أجواء حصار غزة...الأفضل أن نبقى بلا كهرباء؟؟/ بقلم: محمود طبش



قبل أيام قليلة مضت انقضى ألف يوم على الحصار الظالم,الذي لم تعرف البشرية له مثيلا على الإطلاق ,والذي فرض على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة من قبل حكام الدولة العبرية الذين يقدمون أنفسهم للعالم على أنهم يمثلون واحة الديمقراطية وحقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط التي يسودها ,طبقا لزعمهم ,أنظمة حكم فاشية وقمعية ,معادية للديمقراطية ولأبسط الحقوق البشرية .....الحصار الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة يأخذ أشكالا ومظاهر متعددة ,مترابطة تحيل مجتمعة حياة الإنسان هنا في غزة هاشم إلى جحيم لا يطاق .    من أخطر وأبرز مظاهر وأشكال هذا الحصار مواصلة حكام الدولة العبرية قطع التيار الكهربائي عن أهالي غزة بطريقة متقطعة , بين الحين والأخر ودونما استئذان حيث يتم التلاعب بقطع التيار الكهربائي أحيانا عشر ساعات في الوجبة الواحدة وما يكاد يتواصل لنفاجأ بانقطاعه مرة أخرى لتتوقف الحياة في منازلنا , مدننا , قرانا , مدارسنا , مؤسساتنا  ومستشفياتنا وعندها نجد أنفسنا في حيرة من أمرنا : كيف يمكن لنا برمجة حياتنا مع هذا الصداع المتواصل حيث الانقطاع الكهربائي الذي لا يلتزم بجداول زمنية ثابتة ومحددة ؟     هذا الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي أدى ولا يزال إلى تخريب وتعطيل معظم الأجهزة الكهربائية المنزلية (أجهزة التلفاز , الثلاجات , الغسالات...)الأمر الذي أدى إلى اصطفاف الناس أمام ورش إصلاح هذه الأجهزة التي يكاد يحصل عليها المواطن بعد معاناة طويلة تأتي على حساب نفقات الحياة اليومية .كما أدى هذا الانقطاع , الغير مبرمج, إلى توجه المواطنين لاقتناء المولدات الكهربائية التي لا يمضي على استعمالها أياما حتى تجد الناس وقد ذهبوا بها إلى الحرفيين الجدد الذين امتهنوا على عجل إصلاح وإعادة ترميم هذه المولدات التي وصلت إلينا عبر ما أصبح يعرف اليوم بتجارة الأنفاق ..إن اخطر ما في الأمر أن ظاهرة انقطاع التيار الكهربائي المتواصلة فاقمت مظاهر المعاناة لدى شعبنا في غزة حيث أدت إلى إلحاق الضرر الكبير بمسيرة التعليم حيث انخفاض المستوى التعليمي للطلاب في المدارس والجامعات وهذا من منظور عودة هؤلاء الطلاب إلى استعمال الأدوات البدائية في الإنارة أثناء مراجعتهم دروسهم ليلا .   كما ساهمت إشكالية هذا الانقطاع للكهرباء إلى زيادة الضغوط النفسية والاحتقان والتوتر والانفلات العصبي لدى غالبية الرأي العام وهو الأمر الذي أدى إلى تفشي أمراض الضغط والاحتقان النفسي والتوتر وانزواء الناس في منازلهم وهذا بدوره أدى إلى تراجع المقومات الايجابية في الحراك الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد .   العالم كله : الإدارة الأمريكية , الأمم المتحدة , الاتحاد الأوروبي , العالم العربي.....هذا الكل يرى ويشاهد , يسمع ويدرك حجم المعاناة التي لا توصف , والتي يعيشها شعبنا في ظل هذا الحصار لكن .. لا حراك ولا أصوات ترتفع وتصرخ بقوة منادية : أوقفوا هذا الحصار المجنون المفروض على أبناء شعبنا في غزة ؟؟ يجب الضغط على حكام الدولة العبرية أن يكفوا عن استعمال ورقة انقطاع التيار الكهربائي ضد شعبنا في غزة ؟؟   أن يتوقف تدفق التيار الكهربائي بالكامل عن شعبنا في القطاع فهذا أفضل ألف مرة بالنسبة لنا من أن تستمر ظاهرة تقطع التيار الكهربائي بين الحين والحين وما يترتب على ذلك من إلحاق الضرر الكبير في نفوسنا وعقولنا أولا وفي أجهزتنا الكهربائية التي لا نستطيع تحمل نفقات إصلاحها ثانيا, ناهيك عن أمكانية اقتناء أجهزة بديلة جديدة ..... الأمر يتطلب ضغوط حقيقية جادة وحازمة من جانب المجتمع الدولي وكل من يملك مقومات التأثير والضغط على حكومة إسرائيل (ذات الوجه الديمقراطي الداعم لحقوق الإنسان ؟!)كي يتم اجبارهذه الحكومة العنصرية لإنهاء حصارها و إعادة الحياة من جديد لشريان الكهرباء المتدفق إلى غزة وإلا فان من الأفضل لنا أن يتوقف هذا التيار الكهربائي الهزيل , المتقطع عن التدفق إلى غزة عندها بالإمكان إعادة برمجة حياتنا من جديد بدون كهرباء ومن خلال العودة إلى استعمال الوسائل البدائية التي تعيد إلينا حالة من الاسترخاء النفسي التي فقدناها في ظل هذه الأجواء المسمومة المنعكسة عن هذا الحصار الظالم...؟؟