خبر : هندسة عمارة السياسة/بقلم: عكيفا الدار/هآرتس 16/3/2010

الثلاثاء 16 مارس 2010 11:25 ص / بتوقيت القدس +2GMT
هندسة عمارة السياسة/بقلم: عكيفا الدار/هآرتس  16/3/2010



 لو أن محققي مكتب مراقب الدولة ارادوا تحقيق قضية رمات شلومو فمن المحقق انهم كانوا يبحثون الدافع الى هذه الجريمة السياسية. بعد ان كانوا يصفون (أو لا يصفون) الساسة و/ أو موظفي السلطة الذين أرادوا الاحسان الى السكان الحريديين كانوا يتوصلون الى المال. ينبغي افتراض ان المحققين كانوا يستوضحون في يد أي مكتب مهندسي عمارة من شركة موريا وادارة اراضي اسرائيل أودعوا تخطيط المنطقة الواسعة. ولكان تبين لهم ان الفائزين المحظوظين هما شلومو اشكول وايلي ريخس. أوصت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في بلدية القدس في ايار 2006 اللجنة اللوائية بايداع خطة رمات شلومو. في ايلول 2007 انفصل اشكول عن ريخس لمصلحة الوظيفة الجليلة الشأن وهي مهندس مدينة القدس. تم النقاش الاول لتخصيص المنطقة للبناء في اللجنة اللوائية في العاشر من حزيران 2008 في اثناء نقاش الخطة الهيكلية العامة للقدس. تبين انه الى خطة البناء على اراضي الادارة، طلب ممثلو مهندس المدينة الموافقة في اطار تلك الخطة على بناء مزدحم على نحو خاص فوق 100 دونم من اراض خاصة اشتراها مبادرون حريديون.  حصل مكتب اشكول – ريخس لحينه من مبادرين حريديين على تخطيط هذه المنطقة ايضا. من اجل عدم الاندفاع الى تضارب مصالح، خرج اشكول من الغرفة عندما بحثت اللجنة مقطعي خطة رمات شلومو. عارضت ممثلة ادارة اراضي اسرائيل اجازة  البناء في الارض الخاصة. زعمت أن الحي سيدخل على نحو غير منطقي ارض الحي الفلسطيني بيت حنينا الذي يُحاد رمات شلومو. وعرض اعضاء آخرون مواقف مشابهة وقررت اللجنة بأكثرية الاصوات ان المنطقتين – العامة والخاصة – "ستكونان منطقة مفتوحة". مع انقضاء نقاش الخطة دُعي اشكول للعودة الى قاعة الجلسات. عندما علم بالقرار أمر ممثلي البلدية بغضب ومحرر الخطة الهيكلية الجديدة للقدس بفض الجلسة. منذ ذلك الحين حتى استقبال نائب الولايات المتحدة جو بايدن، دحرجت الخطة بين مهندس المدينة ومخططة اللواء. لم تقلب اللجنة العلاقات بالولايات المتحدة رأسا على عقب فقط بل قلبت قرارها في حزيران 2008 ايضا رأسا على عقب. فقد تبنى الاعضاء خطة مهندس المدينة وغيروا غاية المنطقة في الخطة الهيكلية من ارض مفتوحة خضراء الى بناء سكني. واشتمل القرار ايضا على المنطقة التي تدخل في حي بيت حنينا. ولحسن الحظ بحثوا في هذه الجلسة وأجازوا "فقط" الجزء العام (اراضي الادارة)، أما "الاصبع" – أي الاراضي الخاصة – التي أدخلها مكتب ريخس الذي كان في الماضي اشكول – ريخس، في بيت حنينا فستضطر الى انتظار ايام أهدأ. جواب متحدث البلدية: "منذ لحظة دخول السيد اشكول عمله لم يكن مشاركا في أي نقاش/ أو مشاورة في شأن خطة رمات شلومو. في اثناء 2008 تم عشرة نقاشات في اللجنة اللوائية لموضوع الخطة الهيكلية للقدس. كانت النقاشات مصحوبة بجدل وحيرة مهنية الى أن تم الاتفاق عليها في النقاش الذي تم في نهاية 2008، والذي أُجيز فيه ايداع الخطة الهيكلية. وقف ممثلو البلدية نقاشا تطرق الى جملة منطقة شمالي المدينة لا للخطة المحددة في رمات شلومو، حتى اقامة استيضاح اتفق بعده على خطط التطوير، على حسب اتفاقات على الخطة الهيكلية تحت مسؤولية اللجنة اللوائية". لا يساوق هذا الجواب شهادات محققة وخرائط مفصلة موجودة في صحيفة "هآرتس". مراقب الدولة مدعو بذلك الى بدء تحقيق. نبي في بلده إن كلام التأبين الذي انحصر في افاعيل الدكتور دييف كمحي في "الموساد" ظلم انجازه. في حديث أجريته معه في حزيران 2007، تحفيّا بانقضاء اربعين سنة منذ الاحتلال، تبين لي انه لا توجد عملية يفخر بها دييف أكثر من مبادرته السلمية في حزيران 1967. بعد تسعة ايام من نشوب حرب الايام الستة صاغ ضابط الاستخبارات في الاحتياط كمحي وصديقه دان بابلي حل دولتين للشعبين – اسرائيل وفلسطين. في وثيقة أعداها بعد انقضاء لقاءات مع رجال فلسطينيين على رأسهم المحامي عزيز شحادة، اقترحا اقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وفي قطاع غزة. وكتبا أن الدولة الجديدة ستكون مربوطة باسرائيل باتفاقات دفاع واقتصاد وسياحة وغير ذلك. لن يكون لها جيش بل قوات شرطة فقط، وسيحمي الجيش الاسرائيلي غور الاردن وحده أو بدوريات مشتركة مع قوات فلسطينية. قبل أن يوضع أول حجر اسرائيلي في الأحياء العربية في شرقي القدس، وبعد أن فحصا الفكرة مع الزعماء الفلسطينيين، كتب كمحي وبابلي مع صديقين من الجماعة الاستخبارية هما اسحق اورون وهار ايفن اللذين انضما الى المبادرة، الأسطر الآتية: "ستُضم القدس الى اسرائيل، مع وضع خاص للاماكن المقدسة، وستقام ايضا بلدية فرعية للجزء العربي من البلدة القديمة. ستنشيء الدولة الفلسطينية عاصمتها في أقرب نقطة ممكنة من القدس". بل إن الضباط الشبان فكروا في تبادل اراض – ضم جيب اللطرون وسلسلة جبال الجلبوع عوض التخلي عن عدد من القرى العربية داخل اسرائيل. وعلى الايام عندما أسهم بحكمته في مبادرات كثيرة للسلام والتصالح، تخلى كمحي عن هذه الفكرة. سُلمت نسخ من الوثيقة الى رئيس الحكومة ليفي اشكول، والى وزير الدفاع موشيه ديان والى الوزراء بنحاس سبير ويغئال الون واسرائيل غليلي. بعد انقضاء اربعين سنة من الاحتلال قال لي كمحي إن شمعون بيرس كان واحدا من اولئك الذين أقنعوا قيادة مباي بالتمسك بالخيار الاردني ولخص أسفا قائلا: "كانت تلك إضاعة فرصة نادرة بمفاهيم دولة لم تعتد إضاعة الفرص لإضاعة الفرص".