ألمانيا ترفع حجم التعويضات المقدمة للناجين اليهود من المحرقة إلى 85% أعتقد أنكم قرأتم هذا العنوان في أكثر من صحيفة سواءاً عربية كانت أو غربية ، المهم هو فحوى هذا الخبر ومضمونه وهو أن ألمانيا ترفع حجم التعويضات لليهود جراء ما يدعونه من محرقة ارتكبها النظام الألماني ضد اليهود ، هذه التعويضات التي ستبلغ عام 2010م 77 مليون دولار وهي عبارة عن زيادة تُضاف إلى المبلغ الأساسي الذي يبلغ 400 مليون يورو تُدفع لليهود في جميع أنحاء العالم .عندما قرأت هذا الخبر جاءتني فكرة الكتابة لكما لكي نُذكر بقضية أهم من قصة المحرقة التي جعلها اليهود أسطورة كُل زمان ومكان ، وقاموا بإستغلالها لمصلحة الشعب اليهودي في كافة أرجاء العالم ، وحملوا العالم والأنظمة السياسية كُل الأعباء من جراء هذه المحرقة ، ولا ننسى أن إسرائيل وحكوماتها وأنظمتها قد وضعت قانون استنكار المحرقة لتفرضه على كُل الدول وزعمائها ، كما أن موقع الكارثة والبطولة المُقام في إسرائيل أصبح عنوان يجب زيارته لكُل زعماء العالم الذين يزورون إسرائيل .إن ما حدث لشعبنا الفلسطيني من محارق ومجازر وحروب إبادة أهم من هذه المحرقة مرات ومرات ، ولقد كانت بريطانيا التي تنعمون بالعيش بها هي السبب الرئيسي في كُل ما حدث ويحدث لشعبنا الفلسطيني ، فنكبة فلسطين الكبرى مازالت حاضرة في ذاكرة شعبنا المشتت في الضفة الفلسطينية وقطاعنا المُحاصر ، مازالت حاضرة في وجدان وعقول أطفالنا وشيوخنا وأهلنا المشردين في مخيمات لبنان وسوريا والأردن ، مازالت محفورة هذه الذكرى في عقول أهلنا الذين شُردوا مرات من العراق إلى مواقع اللجوء الجديدة في أوروبا وأستراليا ودول الشتات الجديدة .ومع كُل هذا لم نسمع يوماً أن بريطانيا قدمت أي تعويض لشعبنا عما ألحقه وعدها المشئوم من تمكين اليهود في فلسطين لتصبح دولة على أنقاض شعبنا ، بل مازالت بريطانيا شريك أساسي في كُل الويلات التي تحصل في عالمنا العربي ، فمازال العراق حاضراً في الذاكرة وكيف كانت ولازالت بريطانيا شريك أساسي في تدمير هذا البلد العربي ووضعه تحت الوصاية والإحتلال الأمريكي .أيها السيدان القابعان في بريطانيا العُظمى ، يا من تنعمون بالراحة وشعبنا يموت كُل يوم جوعاً وحرقاً وخنقاً في غزة ، يا من تناضلون عبر الكلمات والشعارات الرنانة .. أليس من الواجب أن تقوم الدنيا على بريطانيا من أجل دفع التعويضات اللازمة لما أحدثه وعدها بحق شعبنا ، أليس من النضال مطالبة نواب الفضائيات في بريطانيا وعلى رأسهم جورج غالوي أن يتقدم بطلب لحكومته لتعويض شعبنا مادياً ومعنوياً .أناشدكم بإسم المحرومين والقابعين خلف الأسوار والجدران العازلة ، ناشدكم بإسم اللاجئين أن تعطوا هذه القضية جزء من اهتمامكم وأن تتركوا الشعارات الرنانة ونضال الفضائيات الذي لا يغني ولا يسمن من جوع فالشعارات والحديث عن خطأ هنا وهناك يستطيع أن يتحدث فيه الكثيرون ، أما محاسبة بريطانيا وإجبارها على الإقتداء بألمانيا يجب أن ينبع من قوى الضغط والمعارضة الموجودة هناك تحت إشراف المخابرات البريطانية .