في تشرين الثاني فقط، بعد يوم واحد من ايضاح المبعوث الى الشرق الاوسط جورج ميتشيل بان الولايات المتحدة تعارض البناء في حي غيلو في القدس ايضا، صادقت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء على مشروع من 900 وحدة سكن في الحي. رد الولايات المتحدة في حينه لم يتأخر في الوصول. "نحن قلقون من القرار بمواصلة عملية توسيع حي غيلو"، قال في حينه روبرت غيبس الناطق بلسان البيت الابيض. "في الوقت الذي نعمل فيه على استئناف المفاوضات اعمال كهذه تجعل من الصعب نجاح الجهود". وها هو، مرت اربعة اشهر فقط، والسيناريو يكرر نفسه. هذه المرة، في اثناء زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن، حين تكون المفاوضات مع الفلسطينيين على وشك الاستئناف. هذه المرة، ذات لجنة التخطيط والبناء في شرقي القدس، برئاسة روت يوسف (لا صلة لها بعائلة زعيم شاس)، تحرج رئيس الوزراء، حكومة اسرائيل والامريكيين – وتصادق على بناء 1.600 وحدة سكن في حي رمات شلومو في القدس، المقام خارج الخط الاخضر. في أعقاب القرار طلب الامريكيون ايضاحات من اسرائيل. المحامي اسحق مولكو، مبعوث نتنياهو، تحدث مع رجال ميتشيل وشرح لهم بان هذا اجراء اداري تخطيطي وأن خطة البناء لم تودع بعد. ومع ذلك، اشارت محافل سياسية رفيعة المستوى الى أنه كان ينبغي ابداء قدر اكبر من الحساسية وعدم تقرير البناء في المناطق بالذات في اثناء زيارة نائب الرئيس الامريكي الى اسرائيل، وعشية استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. بل واشارت هذه المصادر الى أنه سيتم استخلاص الدروس من أجل الامتناع عن حرج مشابه في المستقبل. واشار مصدر سياسي كبير آخر الى أن "موقف رئيس الوزراء هو انه من ناحية البناء لا فرق بين تل أبيب، القدس او كفار سابا. ولكن في النقطة التي يعرف فيها بانه يوجد خلاف بيننا وبين اصدقائنا الامريكيين، من المهم لرئيس الوزراء أن تكون زيارة نائب الرئيس ناجحة والا تترافق والخلافات – وعليه فمن الافضل لو أن القرار لم يتخذ". في اعقاب العاصفة طلب رئيس الوزراء، الذي احرج جدا من القرار من وزير الداخلية ايلي يشاي نشر بيان ايضاح. وبالفعل، نشر المستشار الاعلامي للوزير البيان التالي: "اللجنة اللوائية في القدس صادقت أمس على ايداع خطة استمرت منذ أكثر من ثلاث سنوات. وهذه مرحلة اجرائية في اطار اجراء طويل، سيستمر زمنا طويلا آخر. توقيت انعقاد اللجنة كان مقررا مسبقا وليس له أي صلة بزيارة نائب رئيس الولايات المتحدة الى البلاد". كما اشارت المصادر في محيط يشاي الى أن البحث لم يكن بعلم مكتب الوزير وهكذا ايضا البيان الذي نشر للصحافة عن مجرد قرار اللجنة. مع ذلك، تقول مصادر في محيط يشاي ان "المفهوم السياسي لايلي يشاي هو بروح هذا القرار. يشاي يعتقد انه يجب البناء في هذه الاماكن بما في ذلك في بلدات بيتار عيليت، كريات سيفر وفي المنطقة التي بيت القدس ومعاليه ادوميم. وفي محيطه يذكرون ايضا بان الوزير عارض تجميد البناء في المستوطنات". ولم يتأخر الرد على القرار، حيث ندد بايدن نفسه بقرار اسرائيل اقرار بناء 1.600 وحدة سكن في شرقي القدس. وقال: "هذا بالضبط نوع الخطوات التي تقوض الثقة الضرورية لنا الان وتتعارض والمباحثات البناءة التي كانت لي هنا في اسرائيل". "القرار سيهدم المساعي الامريكية حتى قبل أن تبدأ"، قال نبيل ابو ردينة، الناطق بلسان ابو مازن. "هذا جزء من سياسة منظمة لتدمير المسيرة السلمية"، قال صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات الفلسطينية. ونشر مكتب ابو مازن بيانا شديد اللهجة في اعقاب القرار الاسرائيلي. واعلن ابو ردينة بان "هذه الخطوة خطيرة ستؤدي الى عرقلة المفاوضات. هذه الخطوة ستهدم مساعي الوساط الامريكية حتى قبل ان تبدأ". واضاف بان الامر يثبت بان حكومة اسرائيل معنية بالمفاوضات وليس بالسلام. وبحث أمس ابو مازن مع امين عام الجامعة العربية عمرو موسى في اتخاذ خطوات طوارىء سياسية في أعقاب "التصعيد الاسرائيلي الخطير". في عاصفة اقرار البناء كاد ينسى هدف زيارة بايدن، الذي في ختام اللقاء مع رئيس الوزراء قال: "حجر الزاوية في علاقاتنا هو الالتزام المطلق والواضح للولايات المتحدة بأمن دولة اسرائيل. التقدم يتم في الشرق الاوسط فيما ان الجميع على علم بانه لا توجد فجوات بين الولايات المتحدة واسرائيل بالنسبة لامن اسرائيل". واضاف بان "محادثات التقارب هي البداية فقط، ولكن لا بد انها لا ترمي الى انهاء المسيرة". 10 مارس 2010