رام الله / سما / قالت مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع ان اعضاء الوفد الفلسطيني الذي سيشارك في عملية المفاوضات ’غير المباشرة’ مع اسرائيل سيضم في غالبه شخصيات جديدة، في الوقت الذي كشف عزام الاحمد المسؤول الرفيع في فتح ان هذه المفاوضات التي تتوسط فيها امريكا لن تدار بتلك الطريقة التي تمت برعاية تركية لمفاوضات السلام الاسرائيلية ـ السورية.وبحسب ما ذكرته مصادر عدة واسعة الاطلاع لـصحيفة القدس العربي فان طاقم المفاوضات الفلسطيني الذي سيلتقي بالوسطاء الامريكيين سيعلن عن تشكيله في القريب العاجل، وذكرت انه سيضم في الاغلب شخصيات جديدة غير تلك التي اجرت مفاوضات السلام التي انطلقت عقب قيام السلطة الفلسطينية، والتي شاركت في غالبيتها في مفاوضات ’كامب ديفيد’ في العام 2000.وتفيد معلومات شبه مؤكدة ان عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والذي رافق الرئيس محمود عباس في جولاته الخارجية الاخيرة سيكون ابرز الوجوه الجديدة التي ستنضم الى طاقم التفاوض، الى جانب صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، وهو بحسب المعلومات سيكون العضو الوحيد من طاقم التفاوض القديم الذي سيشارك في العملية الجديدة. وفي السياق كشف عزام الاحمد عن تبنى مركزية حركة فتح في اجتماعها الاخير قرارا يقضي باعادة احياء وتشكيل اللجنة الوطنية العليا للمفاوضات، التي ستجتمع بشكل دائم مع الرئيس لمراقبة عملية التفاوض.وذكر ان هذه اللجنة التي كانت قائمة فترة المفاوضات التي كانت تدار خلال حكم الرئيس الراحل ياسر عرفات توقفت منذ فترة، وقال ان مركزية فتح دعت الى اعادة تشكيلها لتشمل شخصيات من فصائل فلسطينية اخرى مشاركة في منظمة التحرير.ولم يشأ الاحمد الحديث عن تركيبة الوفد الفلسطيني للمفاوضات، وقال ان الامر سيعلن عنه عقب انتهاء لقاءات الرئيس عباس بالمبعوث الامريكي جورج ميتشل.لكن الاحمد كشف ايضا لـ ’القدس العربي’ ان المفاوضات غير المباشرة التي ستجرى في القريب مع الاسرائيليين بوساطة امريكية لن تكون على غرار تلك المفاوضات التي اجرتها سورية مع اسرائيل بوساطة تركية.وكانت المفاوضات بين دمشق وتل ابيب، تدار من خلال تواجد وفدين في انقرة، حيث يبدأ فور وصولهما مسؤولون اتراك بنقل الافكار بين الطرفين، في خطوة تهدف الى تقريب وجهات النظر وصولا الى الاتفاق، لكن هذه المفاوضات جمدت من قبل سورية بعد ان شنت اسرائيل حربا قبل 14 شهرا على قطاع غزة.يشار الى ان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وافقت مساء الاحد على اجراء مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل، خلال جلسة عقدتها المنظمة شهدت اعتراضا من بعض فصائلها.وقال امين سر اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه عقب الاجتماع ’القيادة الفلسطينية قررت اعطاء فرصة للمقترح الامريكي للقيام باجراء مباحثات غير مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي’.واشار الى ان اللجنة التنفيذية وضعت شرط ان ترتكز هذه المفاوضات بداية على موضوعي الحدود والامن، وان تتوصل الى الموافقة المشتركة بين الجانبين على حدود 1967 كأساس لحل الدولتين. ومن جهتها وصفت حركة حماس على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم هذه الموافقة بانها تمثل ’منزلقا خطيرا سيساهم في فك العزلة المفروضة على الاحتلال’.وقال ان هذا القرار يؤكد ’صوابية مواقف حركة حماس من الورقة المصرية وتحديدا ملاحظاتها على البند المتعلق باصلاح منظمة التحرير الفلسطينية’.وقالت حركة الجهاد الاسلامي معلقة على قرار الموافقة على المفاوضات انه يمثل ’استكمالا لمسلسل التنازلات، ودليلا دامغا على استفراد فريق السلطة بالمنظمة وتطويعها لخدمة اجندة سلطة اوسلو’.ومن جهتها اعلنت الجبهة الشعبية رفضها لـ’الذرائع والمبررات الواهية’ لقرار اللجنة التنفيذية بالعودة للمفاوضات غير المباشرة، كما رفضت موافقة الرئاسة على الذهاب لتقرير الموقف الوطني المستقل خارج المؤسسات الفلسطينية (قاصدة قرار لجنة المتابعة العربية)، وعدم التزامها بموقف الاجماع الوطني المقرر في المجلس المركزي الفلسطيني.واكدت انها ستعقد جنبا الى جنب مع احزاب وقوى ومؤسسات وطنية مؤتمرا للاعلان عن سياساتها وسبل مواجهتها للتحديات الوطنية.وكان وزراء الخارجية العرب وافقوا الاربعاء الماضي على اجراء هذه المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل لمدة اربعة شهور.