زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن ولقاءات المبعوث جورج ميتشل تدل على استعداد امريكي لعدم التخلي عن الفرصة لدفع المسيرة السياسية الى الامام. ويضاف الجهد الدبلوماسي الامريكي الى "الاذن" المتحفظ الذي منحته الجامعة العربية لمحمود عباس لاجراء محادثات غير مباشرة مع اسرائيل، وفي هذا ايضا اشارة ما هامة من جانب الدول الموقعة على المبادرة العربية. من الجهة الاخرى، فان تقريرا وضعته وزارة الخارجية يشير الى انه ليس في نية الادارة الامريكية تكريس جهود كبيرة جدا لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، وان مواقف الادارة اقرب لمواقف الفلسطينيين منها الى موقف اسرائيل. على اسرائيل والفلسطينيين ان يختاروا تبني واحدا من هذين المفهومين – ذاك الذي لم يفقد بعد الامل، او هذا الذي يبرد التوقعات حتى التجميد. واذا كانت كل نية الخطوة الجديدة ليست اكثر من التملص من تحمل المسؤولية عن الفشل وارضاء الادارة الامريكية حتى نهاية تجميد البناء، فمن الاجدر الا يتم البدء بها على الاطلاق. كل خطوة سياسية تتبين كمناورة تملص أخرى أدت دوما الى تراجع المسيرة عدة خطوات هامة الى الوراء، واضافت مداميك من اليأس والاحباط ولدت المزيد من العنف. اسرائيل لا يحق لها ان تتبنى نهجا لا أباليا تجاه استئناف المسيرة. ليس فقط لان مكانتها في العالم تدهورت وعلاقاتها مع الولايات المتحدة اصبحت رسمية فقط. فكل المؤشرات على الارض تدل على خطر التدهور العنيف، وربما اندلاع انتفاضة ثالثة. استئناف المسيرة السياسية هو خطوة ايجابية لمنع هذا التدهور على المدى القصير، وانهاء النزاع على المدى الطويل. في الاشهر الاربعة التي ستدار فيها المحادثات غير المباشرة يجب على حكومة اسرائيل ان تبذل كل جهد مستطاع كي تقنع قبل كل شيء مواطني الدولة بانها بالفعل تقصد الكف عن حماساتها وان تتعاطى مع المحادثات بجدية. وفي نهايتها عليها ان تجمد البناء في المستوطنات دون غمزات وجر أرجل وذلك كي يكون ممكنا الانتقال الى مرحلة المحادثات المباشرة. لا توجد قناة اخرى. الاعلانات السخيفة التي تسعى الى تشجيع الاسرائيليين على شرح اسرائيل "الاخرى" لا يمكنها ان تشكل بديلا عن سياسة جدية، تعبر عن الامل في الاختراق.