رام الله / سما / شدد رئيس الوزراء على أن إعادة المصداقية للعملية السياسية يتطلب إلزام إسرائيل بوقف كافة ممارستها وانتهاكاتها التي تتناقض مع قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وخطة خارطة الطريق. جاء ذلك خلال استقباله، اليوم، جيردي فاربيت رئيسة مجلس النواب الهولندي، والوفد المرافق في مقر مجلس الوزراء، حيث أطلعها على آخر التطورات السياسية، والتقدم الذي تحرزه السلطة الوطنية لمتابعة تنفيذ خطة العامين التي بدأت منذ آب الماضي لاستكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية. وأكد فياض أن البيان الوزاري لدول الاتحاد الأوروبي الصادر في 8 ديسمبر الماضي، يشكل علامةً فارقة وفرصة جدية لتعزيز الدور الأوروبي لبلورة تحرك دولي فاعل في إطار اللجنة الرباعية بما يساهم في إعطاء المصداقية للعملية السياسية وقدرتها على إنهاء الاحتلال وتنفيذ حل الدولتين على حدود عام 1967، وما يتطلبه ذلك من إلزام إسرائيل في تنفيذ الاستحقاقات المطلوبة منها وخاصةً وقف الاستيطان وكافة الممارسات التعسفية المخالفة للقانون الدولي خاصةً في القدس الشرقية. وشدد فياض على الأهمية القصوى لتحرك المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لرفع الحصار عن قطاع غزة فوراً وبما يساهم في إنهاء المعاناة المأساوية التي يعيشها أبناء شعبنا في القطاع وتمكين السلطة الوطنية من تنفيذ برامجها التنموية وخططها لإعادة إعمار القطاع. كما شدد على أن الدولة التي نسعى إلى إقامتها تستند إلى القيم والمبادئ الإنسانية التي تقوم على احترام حقوق الإنسان وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية وتعزيز مكانة المرأة الفلسطينية وتوفير كل السبل والإمكانيات لتمكين المرأة من المساهمة الفاعلة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. أكد رئيس الوزراء د. سلام فياض أن ’الأرض المحتلة عام 67 هي مسرح عمل للسلطة الوطنية، ولن نتوقف عن العمل في جميع المناطق مهما كانت التقسيمات للأرض المحتلة، وسنعمل في المناطق (ج) للوصول إلى الحرية وإقامة دولة فلسطين المستقلة’. جاء ذلك، خلال تفقد د. فياض، اليوم، بلدة ترمسعيا وقرية خربة أبو فلاح، شرق رام الله، واعدا بتقديم المشاريع التي يحتاجها الأهالي. والتقى د. فياض خلال زيارته بلدة ترمسعيا بالمجلس البلدي، وأهالي البلدة، واطلع على المشاكل التي يواجهها الأهالي ومتطلباتهم، مبديا إعجابه بالبلدة وأهلها. وقال، ’إن بلدة ترمسعيا تتميز عن غيرها من القرى والمناطق التي زرناها سابقا، وهي تحتوي على العديد من المرافق العامة، من مدراس وعيادات، إضافة إلى البنية التحتية الجيدة ومعظمه بالتبرعات الداخلية، والاعتماد على الذات قبل اللجوء إلى مساعدات’. وأضاف رئيس الوزراء، أن ظاهرة التبرع وتقديم المساعدة لمصلحة البلد ظاهرة مهمة، ومن ’خلالها بدأنا نحارب الاحتلال الإسرائيلي عبر عقود طويلة من الزمن، لأنها كرست مبدأ الاعتماد على الذات، والبحث عن أهم الأمور التي يجب توفرها في البلدة’. وأكد ضرورة تكثيف الجهود لاستكمال المشروع الوطني، الذي يعتبر مشروع جميع الفلسطينيين في الضفة الغربية، وقطاع غزة، ومدينة القدس، مشروع إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأرض المحتلة عام 67 بعاصمتها القدس الشريف. ورأى د. فياض أن ما يميز وجود المرافق والخدمات العامة والبنى التحتية، التمسك بحق الحياة على الأرض رغم كل الإجراءات الإسرائيلية التعسفية بحق المواطنين. وأشار إلى أن الحكومة الآن بدأت بالألف الثانية من رزمة المشاريع التي تقدمها لأبناء شعبنا، بعد تنفيذ ألف مشروع خلال عامين، و’سننتهي من الألف الثانية قبل نهاية العام الجاري’. ووعد رئيس الوزراء ببناء حديقة عامة للبلدة، على أرض يتخوفون من الاستيلاء عليها من قبل سلطات الاحتلال، مؤكدا استعداد الحكومة لأي مشروع يعود بالفائدة والنفع العام على المواطنين. وقام رئيس الوزراء بجولة في البلدية، ومستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك، ومحكمة ترمسعيا الشرعية، ومدرستي البنين والبنات في البلدة، ونادي ترمسعيا للخيل. وفي سياق متصل، افتتح رئيس الوزراء شارع الشهداء في قرية خربة أبو فلاح، ووضع حجر الأساس لمشروع تكملة مدرسة ذكور أبو فلاح الأساسية. واجتمع د. فياض مع المجلس القروي واستمع منهم إلى الخطط التطويرية والتنموية للقرية، والمشاكل التي تواجههم، واعدا إياهم بتنفيذ كافة الاحتياجات التي تهم المواطنين. ودعا د. فياض الأهالي العودة إلى أراضيهم واستثمارها وزراعتها بأشجار الزيتون، لتأكيد تمسك المواطنين بأرضهم رغم كافة الممارسات الإسرائيلية، وأكد استعداد السلطة الوطنية لدعم جميع المزارعين. وقال ’إن العمل المشترك والتكامل بين المؤسسات الرسمية والأهلية، وجهود أهل القرية، يؤكد تمسكهم القوي بأرضهم ووطنهم، والقدرة على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين وصولا لإنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطين على كامل الأرض المحتلة بالضفة الغربية وقطاع غزة وفي القلب منها مدينة القدس’. وأضاف، ’نحن نعبر عن هذه الدولة بكل مشروع ينجز في مجالات البنية التحتية والصحة والتعليم والخدمات، وما بدأ كورش عمل في مختلف أنحاء الوطن أصبح ورش إنجاز بما ينسجم مع خلق واقع إيجابي على الأرض لتمكين شعبنا من العيش بحرية وكرامة’. وشدد د. فياض على ضرورة إنهاء الاحتلال، وتكثيف الجهد المبذول في عملية البناء والاستكمال المؤسسي، الذي يعتبر تعزيز صمود أبناء شعبنا وثباتهم على أرضهم، وصولا إلى الحرية. وأشاد بإصرار أهالي أبو فلاح بالثبات على أرضهم ’رغم الممارسات الإسرائيلية المجحفة بحق جميع أبناء شعبنا، من استيطان واقتلاع للأشجار، وتجريف واستيلاء على الأراضي’.