خبر : محادثات الى اللامكان../ على خلفية الاضطرابات في القدس، وصل أمس المبعوث ميتشيل الى المنطقة على أمل استئناف المسيرة السياسية../يديعوت

الأحد 07 مارس 2010 11:17 ص / بتوقيت القدس +2GMT
محادثات الى اللامكان../ على خلفية الاضطرابات في القدس، وصل أمس المبعوث ميتشيل الى المنطقة على أمل استئناف المسيرة السياسية../يديعوت



 توجد القدس على مسافة نحو 10 دقائق سفر من رام الله، ليس اكثر. ولكن صحيح حتى الان، المسافة بين بنيامين نتنياهو وابو مازن غير قابلة للقياس.  بعد جهد امريكي استمر قرابة سنة، لم ينجح المبعوث الخاص جورج ميتشيل حتى في اقناع زعماء اسرائيل والسلطة الفلسطينية بالمثول معا الى احتفال باستئناف المفاوضات السلمية. محادثات التقارب، التي يفترض ان تبدأ هذا الاسبوع بين نتنياهو ابو مازن بوساطة ميتشيل، تجسد فقط سور الاقتراب الذي يفصل بينهما. من الصعب التصديق بأنه في الاربعة الاشهر التي خصصها الطرفان لاجراء المحادثات سينجح الوسيط في جسر الخلافات العميقة القائمة بين مواقفهما. ومع ان نتنياهو تبنى فكرة الدولتين، الا انه يطالب بأن تعترف فلسطين باسرائيل كدولة يهودية ويشدد على ان في نيته يضم الكتل الاستيطانية الى اسرائيل، وابقاء غور الاردن تحت السيطرة الاسرائيلية – وعدم تقسيم القدس ابدا. والفلسطينيين يعارضون هذا تماما. في مأزق كهذا الأمر الاسهل هو لعبة الاتهامات المتبادلة. اذا ما جرت المحادثات في الصيغة غير المباشرة المخطط لها، فانها لن تؤدي الى أي مكان: لا لزيادة الثقة بين الزعماء ولا للقدرة على اجراء محادثات على اتفاق دائم في المستقبل المنظور. وزير الدفاع ايهود باراك، الذي التقى أمس ميتشيل، يقدر على مسمع من الامريكيين بأن نتنياهو ايضا، مثل اولمرت وشارون، سيسلم في نهاية المطاف بأن تخلي اسرائيل معظم المستوطنات. ولكن باراك يخشى ان يحاول شركاء رئيس الوزراء من اليمين صده في اثناء المحادثات على الاتفاق الدائم. وليس هم فقط: باراك يدعي على مسمع من محادثيه الامريكيين بانه في كل مرة ينتزع زعماء اجانب ظاهرا من نتنياهو استعدادا لمزيد من التنازلات، تحرص مصادر في اليسار على تسريب المعلومات كي تجبر نتنياهو على التراجع علنا عن امور وعد بها في الغرف المغلقة. فهم يقتلون الزعيم في الرواق، يقول باراك وعليه فان الافضل القفز عن الرواق والوصول مباشرة الى غرفة المباحثات. ويحوط بالزعيمين رافضوا التسوية: شركاء نتنياهو في اليمين مقتنعون بأن الحملة المكوكية لميتشيل ستنتهي دون شيء. خصوم ابو مازن في حماس يعدون له الكمائن ويجبرونه على مواصلة التمترس في المواقف الاكثر تطرفا: حق العودة للاجئيي 1948، انسحاب اسرائيل كامل الى خطوط 67. في ايلول يفترض ان ينتهي تجميد البناء في المناطق الذي تعهد رئيس الوزراء. الولايات المتحدة، كما يمكن الافتراض، ستنزع من اسرائيل تمديدا للتجميد. اذا ما خضع نتنياهو لهذا الضغط، فمن شأن حكومته ان تتفكك.