غزة / سما / كشف مصدر موثوق به أن وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو طلب من رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان أثناء لقائهما في القاهرة، الأخذ بعين الاعتبار ملاحظات «حماس» على الورقة المصرية. وقال المصدر لصحيفة الحياة اللندنية "مصر ترى عدم إمكان فتح ورقة المصالحة قبيل توقيعها من حماس، خصوصاً أن حركة فتح وقعتها على رغم ما لديها من تحفظات»، موضحاً أن «الورقة تعكس النقاط التي تم التوافق عليها بين الجانبين (فتح وحماس) خلال جلسات الحوار». وأضاف المصدر أن سليمان أكد لأوغلو أنه سيأخذ بالملاحظات عقب التوقيع على الورقة، وأبلغه أنه ستتم دراسة هذه الملاحظات وبحث كيفية تطبيقها، خصوصاً أنه سيكون هناك وفد أمني مصري للإشراف والمساعدة في التنفيذ على الأرض عقب توقيع اتفاق المصالحة. وعلى صعيد الزيارة التي قام بها سليمان لليبيا الأربعاء الماضي، قال المصدر إنها تتعلق بالإعداد للقمة العربية لأن مصر حريصة على الاطلاع على الترتيبات الخاصة والمتعلقة بالقمة لضمان نجاحها، خصوصاً أن الجماهيرية الليبية تريد لهذه القمة أن «تكون غير مسبوقة وأن تحقق إنجازاً خاصاً». وأوضح أن «عدم استقبال الزعيم الليبي معمر القذافي للرئيس محمود عباس (أبو مازن) كانت له أصداؤه، خصوصاً لدى عباس الذي فوجىء بعدم استقبال القذافي له، ما أثار غضبه». وأضاف: «من حق أبو مازن قبل أن يقرر الذهاب إلى القمة، أن يضمن أنه سيلقى الاستقبال اللائق». ولفت إلى أن «غياب عباس عن القمة يعني فشلاً مسبقاً لها لأن العناوين المقبلة لقمة طرابلس هي التحديات والمخاطر الحالية وغير المسبوقة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية». في غضون ذلك، دعا قيادي بارز في «حماس» مصر إلى عقد لقاء مع قيادات الحركة للبحث عن مخرج ما في موضوع المصالحة وعدم التوقف عند مسألة الملاحظات التي تتمسك بها «حماس» قبيل التوقيع على الورقة حتى لا يتعطل إنجاز المصالحة. وقال القيادي لـ «الحياة»: «على رغم اتصالاتنا اليومية بالأخوة المصريين، إلا أنه يبدو ان الأجواء ما زالت محتقنة من جانبهم»، مشيراً في هذا الصدد إلى منع خروج قيادات من الحركة من غزة عبر معبر رفح الأسبوع الماضي وخلال فترة فتح المعبر، مثل نزارعوض الله الذي كان يريد الذهاب لزيارة أسرته في سورية، وكذلك مستشار رئيس الحكومة المقالة أحمد يوسف. وأوضح أنه التقى الشهر الماضي مسؤولين مصريين في مدينة العريش من أجل تسليمهم نتائج التحقيق في مقتل الجندي المصري على الحدود المصرية – الفلسطينية. وقال: «طلبت منهم ضرورة عقد لقاء في محاولة لإحداث حلحلة في ملف المصالحة، لكنهم لم يردوا علينا حتى الآن، وخلال اتصالاتنا اليومية يبلغوننا دائماً بأن مسألة مقتل الجندي المصري ما زالت لها تداعياتها السلبية في العلاقات مع حماس، خصوصاً على صعيد القيادة السياسية». وكشف أن هناك نيات ليبية لدعوة رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» خالد مشعل لحضور القمة العربية «لكنها لم تتأكد بعد». من جانبه، قال مصدر مصري موثوق لـ «الحياة» إن «مصر تتمسك بضرورة توقيع حماس على ورقة المصالحة أولاً قبل فتحها... يجب وضع حجم مصر ومكانتها في الاعتبار عند التعامل معها». وأكد أن مصر تطالب بضرورة تسليم «حماس» لقاتل الجندي المصري حتى يمكن تلطيف الأجواء بين الحركة ومصر، وأضاف: «لن نقبل إلا بإعدامه».