جنين / سما / في سابقة اعتبرها المشاركون هي الأولى من نوعها على مستوى محافظة جنين ، نظمت وزارة الإعلام الفلسطينية ومؤسسة" بانوراما" المركز الفلسطيني لتعميم الديمقراطية وتنمية المجتمع ورشة عمل متخصصة لمناقشة الوضع الإعلامي في محافظة جنين ، وشاركت فيه عدد كبير من المؤسسات الخاصة والحكومية التي تتعامل بشكل مباشر أو غير مباشر مع وسائل الإعلام الموجودة . أماني سباعنة منسقة بانوراما في الشمال قالت أن الهدف من هذه الورشة هو الوقوف عند الوضع الإعلامي في المحافظة والوصول به لمستوى مهني متقدم في تغطية قضايا وأخبار المؤسسات العاملة في محافظة جنين والتي تهم المواطن والمجتمع وبناء على ذلك حملت عنوانا " على المحك " لأنها فعلا تحتاج لوقفة جدية من قبل أطراف عملية الاتصال الجمهور والمؤسسات والصحفيين ، ومتخصصة باحثة في سلبياتها والية تجنبها وداعمة لايجابياتها وكيفية تطويرها .للخروج بتوصيات يتم توزيعها على المؤسسات الإعلامية والصحفيين من اجل الوصول بمستوى إعلامي متميز للمحافظة على مستوى الوطن . الصحفية هبه عساف من وزارة الإعلام الفلسطينية تناولت في ورقة مختصرة حول المبادئ المهنية للإعلام مشيرة إلى التمييز بين الصحافة والإعلام ومدى صعوبة وأهمية هذه المهنة ومدى المسئولية التي تقع على عاتق من يعمل بها والصفات التي يستوجب أن يتحلى بها ليتمكن من أداء رسالته على أفضل شكل. كما لفتت النظر إلى ضرورة أن يطور الصحفي عمله ويستجيب للتطور التكنولوجي المتسارع ،ويحافظ على المعايير المهنية التي تشكل الأساس القوي لعمل الصحافي، مشيرة إلى حق الجمهور بالحصول على المعلومة الصحيحة والموثوقة من جهتها المصدرة ، سيما وان الصحافيون هم " أعين وآذان الجمهور وعليهم أن يهتموا بمعرفة كل ما يهم الجمهور ويوجهوا الأسئلة نيابة عنهم وينقلوا الإجابة لهم". سناء بدوي مديرة العلاقات العامة في محافظة جنين تناولت في ورقتها تغطية الأخبار والتقارير واستعرضت التجربة الذاتية لها من خلال عملها كمديرة للعلاقات العامة في المحافظة وبحكم الاحتكاك المستمر للقسم بالصحافيين بالإضافة لكونها جهة مصدرة للأخبار، محاولة التطرق إلى أن هناك أكثر من 50 مؤسسة رسمية ومدنية لا يوجد في معظمها إعلامية أو مختص أو قسم خاص بالعلاقات العامة والإعلام ليسهل التعامل مع الصحفيين وينقل لهم المعلومة بالصورة المطلوبة. عدى عن غياب هذا القسم المهم عن الهيئات المحلية والجمعيات والنقابات والأحزاب باستثناء عدد قليل منهم مما يجعل علاقة الإعلامي بالمؤسسة أما ناسخ أو مجامل . كذلك استعرضت بدوي التغطية الإعلامية من قبل الإعلاميين أنفسهم مشيرة إلى أن هناك متابعة لها لكنها دون المطلوب لعدد من الحالات مثل القصة الخبرية أو اللقاءات مع المسئولين لقضايا حيوية تهم المواطن . وعدم إعطاء الأحداث والفعاليات الأهمية المطلوبة مما يؤثر على المادة الإعلامية وقوتها ولجوء بعضهم للنسخ دون التعديل وحشو المعلومات مع غياب فنون الكتابة الصحفية مما ينشر الأخطاء النحوية والإملائية ويجعلها تفيض بالجمل ،والتغطية السطحية التي تستثني قضايا المهمشين سياسيا واجتماعيا وصحيا. وخرجت الورشة بمجموعة من التوصيات التي آثارها المشاركون منها أخذ الصحافة دورها كسلطة رابعة في الفاعلية والرقابة في المجتمع وبخاصة كمحافظة جنين. أن يطور الصحافيين من أدائهم المهني فلا يكونوا مجرد ناقلين لمعلومة جامدة وضرورة مواكبة التطور التكنولوجي السريع في نشر الأخبار والمعلومات والتوجه إلى القصة الصحفية والتحقيق الصحفي بصورة اكبر ، وإعطاء الأهمية للقضايا النسوية وتسليط الضوء على واقع المرأة الفلسطينية في محافظة جنين. إضافة إلى نشر المعلومات والأخبار بصورة موضوعية وحيادية بعيدا عن الصحافة الموجهة والمفلترة وتخصيص حيز للمؤسسات الصغيرة والنامية وعدم إلقاء التركيز كله على السياسيين والمسئولين. وكذلك مواكبة الأخبار للأحداث وعم إنزالها بعد مرور فترة زمنية تكون فيها تقادمت وأصبحت فائتة ووجوب الدقة والجرأة والاستقلالية في نقل المعلومة للمواطنين بالحجم المطلوب والصورة الصحيحة بعيدا عن التشويه. والاهتمام بقضايانا المحلية كأولوية بدلا من اهتمام الصحافة الخارجية بها ونشرها كسبق صحفي والتركيز على الابتعاد عن الإشاعة ومحاولة ضحدها وتفنيدها بوسائل الإعلام الموجودة لكي لا تتفش بين أفراد المجتمع. ومحاولة الابتعاد عن الصحافة المادية والتي تحرف الصحفي عن هدفه الأول الذي يفترض أن يكون نقل الحقائق وان كان على حسابه الخاص لان مهنة الصحافة هي مهنة الحقيقة و المتاعب والمشاق وليس الأموال . كذلك ضرورة وجود صحيفة خاصة بمحافظة جنين تغطي إخبارها وتهتم بقضاياها التي أصبح المواطن يجهل فيها الكثير فتزيد الشائعة والفساد. وأوصى المشاركون المؤسسات العاملة بضرورة دعم الصحافيين المحليين والبقاء على اتصال دائم ومباشر بهم وطالبوا بلقاء قريب لهم مع الصحافيين حتى يكونوا معهم وجها لوجه للإجابة على تساؤلاتهم والآخذ بملاحظاتهم وسماع إجاباتهم . وتوصية أخيرة للجهات الأمنية بالمحافظة بفتح المجال أمام الصحافيين لنقل الحقائق وتزويدهم بكل ما هو يمس قضايا المواطن والهم الوطني .