"صوتك حلو .. عندك موهبة الغناء بدك تصير سوبر ستار شارك معنا في أول وأضخم مسابقة للغناء في فلسطين" تلك العبارة داعبت خيال الفنان أسامه خليفة من قطاع غزة المحاصر عله يحقق حلمه في أن يصبح نجماً، على غرار نجوم الفضائيات العربية. أسامة في العقد الثالث من عمره، يتابع بشغف مسابقات "سوبر ستار" عبر الفضائيات العربية ورغم الأجواء الصعبة والكئيبة بغزة، إلا انه يطمح أن يحظى بانتشار واسع ككثير من الفنانين العرب، وبسبب خصوصية ظروف غزة المحاصرة، فإن كل محاولاته للتسجيل في مسابقات عربية ودولية للغناء تتحطم على صخرة إغلاق المعابر، ولكنه يترك الحلم يتنفس كلما أعلن عن مسابقة جديدة للفنانين ، وهذه المرة بكل ثقة أقدم على التسجيل لمسابقة "نجم فلسطين"عل حلمه يكتمل وينفد شباك حصار غزته وأغنيته التي باتت القيود تتهددها، ويضيق على أنفاسها الخناق . وأعلنت شركة تي ميديا " T MEDIA " ومقرها رام الله ،وبالتعاون مع اتحاد الفنانين الفلسطينيين في العاشر من فبراير الماضي عن تنظيم مسابقة نجم فلسطين" " Palestine Star، وهي أول مسابقة من نوعها في فلسطين، سيتنافس المتسابقون من الضفة الغربية و القدس و الداخل وقطاع غزة على لقب نجم فلسطين للأغنية الوطنية و الشعبية.. وعن دوافعه للمشاركة في المسابقة قال الفنان خليفة الذي يعمل ضمن فرقة الأمل الموسيقية لإحياء الحفلات والمناسبات بغزة منذ التسعينات، ويمتلك موهبة الغناء منذ نعومة أظفاره:" طموحي في الانتشار والرقي بفني على مستوى عربي ودولي, دفعني للمشاركة" ويضيف:" أن الفنان خاصة بمجال الغناء مضطهد بغزة ، وثمة قيود تحد من انتشاره حتى محليا ويستدرك :" بل كل سكان غزة مضطهدون، فالقيود تزداد بسبب الظروف السياسية التي ألقت بثقلها على الفن . أما مايا نجاجرة من قرية نحالين بمدينة بيت لحم "17 عاما " وجدت في المسابقة تحقيق حلمها في أن تصبح فنانة مشهورة خاصة إن لديها موهبة في الغناء الفلسطيني الملتزم والوطني والفولكلوري وهو المفضل لديها لأنها تعتبره جزء من تراث بلدها , وعن هدفها من المشاركة تقول لإيلاف:" كثير أعجبت بالفكرة وخصوصا أنها بتسمح لفتيات بسني المشاركة ، في وطن تحيطه جدر وحواجز من كل اتجاه ويدمغ على جواز سفره ممنوع من العبور ". مايا واسامه حلمهما يلتقي ورامي 19 عاما من مدينة رام الله ، الذي يرى في مشاركته فرصة لظهوره وشهرته،خاصة انه في بداية مشواره الفني ويقول :" أنا اغني الراب وأحب التجديد دوما المسابقة ستتيح لي المجال الظهور أمام جمهور كبير ". الارتقاء بالفن الفلسطينيمدير شركة تي ميديا القائمة على تنفيذ المسابقة منير الطريفي قال أن فكرة المسابقة كانت حلم يراوده منذ دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية ولكن الظروف السياسية في الأراضي الفلسطينية لم تسمح بتنفيذها وقال :"إن فكرة إقامة مسابقة من هذا النوع ليست وليدة اليوم بل حلم أعمل على تحقيقه منذ سنوات طويلة. فخلال فترة دراستي للإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية شاهدت برنامج American Idol فقررت من حينها أنه لا بد من إقامة مسابقة من هذا النوع بلون فلسطيني أصيل و لكن نظرا للظروف السياسية التي مرت بها فلسطين إضطررت لتأجيل هذه الحلم حتى تسنح الأوضاع بذلك". وعن الهدف من تنظيمها يقول:"إن الهدف الرئيسي من وراء هذه المسابقة هو إبراز الفن الفلسطيني و تراثه و الارتقاء به إلى درجة العالمية. فكما أن هنالك ما يسمى بالفن المصري و السوري و اللبناني لا بد من ظهور الفن الفلسطيني إلى الساحة العربية و الدولية. فالأغنية الفلسطينية أصبحت من تراث الشعب الفلسطيني الذي عانى و لا زال يعني من الاحتلال و مع ذلك استطاع كسر حصاره بالغناء على مر السنين و لكن لم تتوفر له الظروف لنشرها دوليا كما يرجوا. فهذه المسابقة ستفتح الأبواب على مصراعيها من أجل تحقيق ذلك. وشدد الطريفي على أن الفنان الفلسطيني يعاني من الإحباط جراء الظروف الصعبة المتمثلة في الحصار ومعاناته بسبب الجدار والحواجز وسياسة الاحتلال الإسرائيلي، لافتا إلى انه يتوقع أن تغير المسابقة هذا الواقع وتساهم في كسر قيود الاحتلال وتوحيد شطري الوطن بالكلمة واللحن والأغنية بعد أن فرقه الاحتلال والصراع . وتحظى الأغنية الوطنية والشعبية الفلسطينية بقبول كبير لدى كافة فئات المجتمع الفلسطيني، ولعبت دورا كبيرا في بث الحماسة في صفوف الشعب وفي تخليد ذكرى كثير من الأحداث والقيادات الفلسطينية وتمجيدها، ويقول الطريفي:" الأغنية الوطنية أصبحت جزء من تاريخ و تراث الشعب الفلسطيني، ويعود تاريخ الأغنية الوطنية إلى ما قبل عام 1920 ،و هي ما يميز الفن الفلسطيني عن غيره. ويكمل :" و نظرا للظروف التي يمر بها شعبنا يوميا من حصار و قتل و تهويد من قبل الاحتلال بالإضافة إلى الانقسام الفلسطيني الفلسطيني ارتأينا حصر المسابقة بالأغنية الوطنية و الشعبية: معربا عن أمله في أن يساهم ذلك في وحدة الصف الفلسطيني و جمع أشطار الوطن ببعضها. وقال:" أن الفن الفلسطيني مليء بالأغاني الرومانسية المحافظة و هذا لن ينقص من شأنها شيء. و نأمل أن تكون الظروف العام المقبل أفضل لكي نستطيع شمل الأغنية الرومانسية بالمسابقة. ويرى الطريفي أن الشعب الفلسطيني في الداخل و في الشتات، بالإضافة إلى الشعب العربي ككل سيؤيد المسابقة. قائلا:" هي رسالة للجميع أن الشعب الفلسطيني حي و موجود بفنه الملتزم، فالأغنية الفلسطينية تتميز بالتزامها الديني و الأخلاقي و هذا سيلقى استحسان الجميع. وكشف الطريفي عن أن هذه المسابقة سيتم بثها عبر الفضائيات العربية وقال:" هنالك عدة عروض قدمت لنا من قنوات فضائية عربية و محلية. و لا زالت هذه العروض قيد الدراسة و سيتم الإعلان عنها لاحقا في مؤتمر صحفي. و لن نستطيع الإعلان عن أي اسم في الوقت الحالي. وأشار الطريفي انه منذ فتح باب الاشتراك بالمسابقة قبل أسبوعين، تجاوزت أعداد المتقدمين المائتين حتى اللحظة ، متوقعا أن تزيد الأعداد بالفترة المقبلة، لافتا أن نسبة الذكور فيها ما يقارب ال 65% ، مفسرا ذلك بأن الشعب الفلسطيني غير معتاد على مسابقات من هذا النوع و يقارنوه بمسابقات أخرى تختلف تماما عن مسابقتنا. وقال:"مسابقتنا فلسطينية متزنة و محافظة ومختصة بالأغنية الوطنية و الشعبية و جميع المتسابقين فلسطينيين و هدفها تتويج نجم فلسطيني و تتويج الأغنية الفلسطينية في الساحة العربية و الدولية، و جمهورنا عربي أصيل ستستطيع كل الأسرة مشاهدته براحة تامة. ويتوقع الطريفي أن تلقى المسابقة دعما فلسطينيا و عربيا لإنجاحها. مشيرا انه سيتم الإعلان قريبا عن موقف الحكومة الفلسطينية الداعم لنا بكل النواحي رئاسة و حكومة. من جهته أوضح المدير التسويقي للمشروع محمد الجعبري أن شروط المسابقة أن يكون عمر المتسابق ما بين 16-35 عام، ويمتلك الصوت و الموهبة في الغناء "الأغنية الوطنية و الشعبية".وأشار أن المسابقة تنقسم إلى أربعة مراحل: الأولي تبدأ في نهاية مارس المقبل لاستدعاء المتقدمين لبدء اختيار المتسابقين الذين سينتقلون إلى المرحلة الثانية.. وأضاف أما المرحلة الثانية سيقوم كل متسابق بتقديم أغنية كاملة من اختياره الخاص بمرافقة الموسيقى ، وسيتم اختيار أفضل عشرة أصوات من بين جميع المتسابقين للانتقال إلى المرحلة الثالثة، وزاد الجعبري :" أن هذه المرحلة عبارة عن حفلات برايم للمتسابقين العشرة الذين سيقدمون عروض غناء على المسرح بوجود جمهور غفير وسيتم بثها على قناة فضائيه بواقع حفله واحده أسبوعيا وسيتم استقصاء متسابق واحد في كل حفله بناء على تصويت الجمهور ولجنة التحكيم في هذه المرحلة . ولفت الجعبري أن المتسابقين العشرة سيخضعون إلى برنامج تدريبي على أيدي خبراء في مجال الموسيقى والغناء، و سيقوم كل متسابق بتقديم أغنيه أو أكثر في كل حفله بوجود فرقه موسيقيه متكاملة بحضور احد الفنانين المشهورين. وفي المرحلة الرابعة يقول الجعبري انه سيتم تتويج الفائز الذي سيحصل على أعلى الأصوات من بين أخر ثلاثة متسابقين بلقب نجم فلسطين للاغنيه الوطنية والشعبية، وسيحصل الفائز على إنتاج وتسويق وتوزيع البوم خاص به بالاضافه إلى تنظيم حفلات داخل وخارج الوطن له وجوائز قيمه أخرى .