خبر : الترحيل السوري مليون جائع/يديعوت

الخميس 04 مارس 2010 11:06 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الترحيل السوري مليون جائع/يديعوت



لم يعد بوسع سوريا اخفاء الترحيل الهائل الذي تجريه بحق أكثر من مليون مواطن بائس لديها بعد أن كشف تقرير الامم المتحدة قبل اسبوعين الحقيقة المريرة التي اخفيت بنجاح حتى الان: اكثر من 300 الف عائلة سورية اقتلعتها السلطات من مكان سكناها في شرقي سوريا وتركت في المدن الاولى في الدولة – دون أي وسائل عيش. السبب: السياسة غير المنطقية المفروضة في مجال الزراعة في شرقي الدولة، بما في ذلك فرض تنمية مزروعات تستهلك المياه مثل القطن والقمح، مما أدى الى جفاف تام لابار المياه والى جوع شديد.  يدور الحديث عن الترحيل الاكبر الذي تم في الشرق الاوسط منذ عشرات السنين، واجتهدت سوريا على اخفائه قدر امكانها، وذلك لانه لا يمكنها أن تعترف بفشل اقتصادي فظيع بهذا القدر وفي انها مثل تلك الدول الافريقية مصابة بالجوع وبالجفاف الشديد. والان بات الجميع يفهمون كم هي يائسة سوريا لتضع يدها على بحيرة طبريا خاصتنا، كي تجففها تماما لنقلها بالانابيب الى شرقي الدولة، الى المناطق الجافة التي لم تعد صالحة للسكن.  كما أن سوريا تفضل انزال رأسها امام تركيا، لعل هذه تنقل اليها المزيد من مياه نهر الفرات. مسألة المياه بين سوريا، تركيا والعراق خطيرة وحادة، ولكن الجميع يحاولون اخفاءها قدر الامكان. وقد سبق ان كتبت في الماضي عن المؤامرة السورية للسيطرة على مياه بحيرة طبريا من أجل حل أزمة المياه لديها، والان جاء ايضا الاثبات الرسمي في تقرير الامم المتحدة.  ماذا كان سيحصل لو نقلت سوريا الجولان الى اياد سورية؟ اين كان السوريون سيسكنون عن عمد وبشكل فوري مليون مواطن مقتلع لديهم، كي يستولوا على الارض ويبعدوهم عن مراكز المدن؟ السؤال واضح، في هضبة الجولان حيث توجد ماء ايضا. بشار الاسد يحلم بملء الجولان بمليون سوري، وعندها سيكون شمال اسرائيل في يديه: واذا رغب القيام بـ "مقاومة"، فانه يدور عندها عينيه الى السماء ويعلن بانه لا يدري من فعل ذلك.  اذا كان النظام الطائفي في سوريا مصطنع، بمعنى 7 في المائة من ابناء الاقلية الهامشية العلوية يسيطرون على 93 في المائة من المعادين لهم، فان الحرب الاهلية هناك هي مسألة وقت فقط. في العراق سيطرة الاقلية السنية على الاغلبية الشيعية ولكن الشرق الاوسط في معظمه سني. اما العلويون فلا يوجدون الا في سوريا. اذا ما حصل هذا والجولان اسكن بمواطنين سوريين بشكل مقصود، فان كل الحرب الطائفية الفظيعة هذه ستنتقل فورا الى الجليل عندنا ايضا. لن يكون استقرار ولن يكون سلام بل مجرد مدخل لمشاكل عسيرة اكثر بكثير.  للنظام السوري توجد سمعة في الترحيل المفروض على الجماهير المقموعة لديه: فقد سبق ان نقل نحو مليون مواطن سوري الى لبنان، للسيطرة على اقتصاده والان مليون آخرين من شرقي المدينة، في ظروف فظيعة من الاكراه والوحشية. كل هذا لم يمنعهم، بالطبع، من الصراخ حتى السماء كيف تنفذ اسرائيل "فظائع رهيبة" في غزة.  لحظنا، يوجد الجولان كي يعزل بيننا وبين الحرب الاهلية التي لا بد ستعربد في سوريا، مثلما حصل في جارها العراق؛ العزل بيننا وبين النظام الوحشي، الذي مشكوك اذا كان الرئيس الامريكي يعرف ما يفعله لاكثر من مليون من مواطنيه المساكين، حين قرر استئناف العلاقات الدبلوماسية معه. سوريا اياها هي التي نظامها لا يزال المشبوه الوحيد باغتيال رفيق الحريري.  بعد قراءة هذا المقال لا يمكن لاي اسرائيلي أن يقول: لم اعرف. اذا انتقلت هضبة الجولان الى سوريا، فانها ستمتلىء بسكان محرضين ضدنا وسيستخدمون بشكل مقصود وغير مقصود ضد شمال اسرائيل. في عالم الكذب، الخداع واخفاء الحقيقة، هذا هو مقال تحذير.