غزة / سما / أفضى أخيرا تركز عمل الأنفاق الممتدة في جوف الشريط الحدودي الفاصل بين جنوب قطاع غزة والأراضي المصرية على تهريب أصناف معينة من مستلزمات الإنتاج الداخلة في عدد من الصناعات المحلية مثل الصناعات الإنشائية وصناعة الملابس إلى تمكين هاتين الصناعتين المتعطلتين عن العمل منذ سنوات بسبب الحصار من استئناف نشاطهما مجددا وان كان هذا النشاط ما يزال وفق الحد الأدنى من القدرة الإنتاجية والتشغيلية. وأكد المدير التنفيذي لاتحاد الصناعات الإنشائية في غزة فريد زقوت أن تحسنا طفيفا طرأ أخيرا على النشاط العمراني في غزة اثر لجوء العديد من مالكي الأنفاق إلى تهريب مواد الاسمنت والحديد والأخشاب والطلاء بدلا من تهريب السلع والبضائع الاستهلاكية التي تكدست كميات كبيرة منها في أسواق غزة. وبين زقوت أن انخفاض سعر الاسمنت والحديد في أسواق غزة دفع بالعديد من المواطنين إلى البدء بترميم وبناء وحدات سكنية وإن كان هذا النشاط العمراني ما يزال محدوداً جداً ولا يرقى إلى الحد الأدنى من النشاط العمراني المعمول به في قطاع غزة قبل فرض الحصار. وأشار إلى أن نحو 30 % من مصانع ومعامل إنتاج البلوك والبلاط والباطون الجاهز استأنفت خلال الشهرين الماضيين عملها إثر انخفاض سعر الاسمنت وتوفر كميات مناسبة من مادة الحصمة المنتجة محلياً من ركام المباني التي دمرت خلال الحرب الأخيرة على غزة. ونوه زقوت إلى أن سعر طن الاسمنت يقدر حاليا بنحو 880 شيكلاً " 150 دينارا" في حين كان سعره يصل قبل أكثر من عام لنحو 3 آلاف شيكل "500 دينار" لافتاً إلى أن نحو 25 % ممن يعملون في قطاع الإنشاءات وجدوا مؤخراً فرصة للعودة إلى أعمالهم اثر انخفاض أسعار مواد البناء المذكورة . أما رئيس اتحاد مصانع الخياطة في غزة محمد أبو شنب فبين أن دخول كميات كبيرة من الأقمشة ومستلزمات الخياطة المهربة إلى أسواق غزة عبر الأنفاق ساهمت اخيرا بعودة أكثر من 100 مصنع من مصانع الخياطة إلى أعمالها وذلك من أصل نحو 900 مصنع من مصانع الخياطة المتعطلة عن العمل منذ فرض الحصار المشدد على غزة قبل نحو ثلاث سنوات. وأوضح انه بالرغم من أن نشاط هذه المصانع "100 مصنع " لا يتجاوز 20 % من قدرتها الإنتاجية الفعلية إلا انها استطاعت تمكين نحو ألف عامل من العودة لأعمالهم منوها إلى أن مصانع الخياطة كانت قبل الحصار تشغل قرابة 20 ألف عامل في قطاع غزة. وبين أن مبيعات مصانع الخياطة في غزة من الملابس محلية الصنع شهدت أخيرا تحسنا ملحوظا وذلك بالرغم من منافسة الملابس الجاهزة التي تصل إلى أسواق غزة عبر أنفاق تهريب البضائع . واعتبر أبو شنب أن تعطل آلاف المهنيين ممن كانوا يعملون في مصانع الخياطة عن العمل ولجوء البعض منهم للعمل في مهن أخرى تتلاءم مع ظروف الحصار شكل خسارة فادحة لهذه الصناعة التي فقدت آلاف العمال المهرة خلال السنوات الثلاث الماضية. وتأتي حالة التحسن في بعض الصناعات الغزية اثر التغيرات الأخيرة التي شهدتها حركة العمل في الأنفاق نتيجة للجوء الغالبية العظمى من مالكي الأنفاق إلى تهريب المواد الخام ومدخلات الإنتاج اللازمة للصناعات المختلفة وتخليهم عن تهريب سلع معينة كالمواد الغذائية والوقود والأدوات الكهربائية بعد أن تكدست هذه السلع في أسواق غزة وانخفضت أسعارها اثر توفر كميات كبيرة منها زادت عن الاحتياجات الاستهلاكية للمواطنين. الغد الاردنية