قال الكاتب الإسرائيلي ميشكا بن دافيد، في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، إن المخرج الوحيد للأزمات المتصاعدة في قطاع غزة والضفة الغربية يكمن في إحياء "الخيار الأردني". واعتبر بن دافيد أن محادثات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يجب ألا تتجاهل دور الأردن كطرف قادر على إدارة المناطق الفلسطينية.
واستعرض بن دافيد في مقاله خريطة طريق تعتمد على تحويل المناطق المتبقية تحت السيطرة الفلسطينية (الجزء الغربي من غزة، والمنطقتين "أ" و "ب" في الضفة) إلى "جيوب" تابعة سيادياً وإدارياً للأردن، بينما تقوم إسرائيل بضم الكتل الاستيطانية والأراضي التي تسيطر عليها حالياً.
كما أشار إلى إمكانية تطبيق نموذج مشابه في قطاع غزة عبر فرض حكم مصري هناك، مستنداً إلى ما وصفه بـ "صرامة" الأردن ومصر في التعامل مع الفصائل الفلسطينية والتزامهما التاريخي باتفاقيات السلام.
وحذر الكاتب من أن استمرار الوضع الراهن يضع الاحتلال الإسرائيلي أمام خيارين أحلاهما مر: إما إقامة دولة ثنائية القومية تنهي الصهيونية، أو التحول إلى دولة "فصل عنصري" (أبارتهايد) معزولة دولياً. ويرى بن دافيد أن إسناد إدارة السكان الفلسطينيين للأردن سيعفي تل أبيب من هذه المعضلات الأخلاقية والقانونية، معتمداً على نماذج دولية لجيوب جغرافية معزولة مثل "كالينينغراد" الروسية و"سبتة ومليلية" الإسبانية.
واختتم الكاتب مقالته بالتأكيد على أن تنفيذ هذا الحل يتطلب ممارسة ضغوط وإغراءات مكثفة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، وبدعم اقتصادي من السعودية ودول الخليج، لإقناع الأردن ومصر والجانب الفلسطيني بقبول هذا الترتيب الذي يراه "الخيار الأمني الأفضل" لإسرائيل في ظل انسداد أفق حل الدولتين.


