جدّد الجيش الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، توغلاته في ريف القنيطرة جنوب غربي سورية، رغم مساعي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للتهدئة مع دمشق.
وأفادت قناة الإخبارية السورية، بأن "قوات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل بدبابتين، و10 آليات عسكرية، محمّلة بالجنود في قرية الصمدانية الشرقية بريف القنيطرة".
وأضافت القناة في خبر مقتضب، أن القوات الإسرائيلية "تقوم بتفجير سرية عسكرية مهجورة" في المنطقة، دون مزيد من التفاصيل.
والإثنين، نفذت إسرائيل 3 توغلات في ريف القنيطرة، آخرها كان عقب مواقف أعلنها ترامب في إطار مساعي التهدئة بين الجانبين.
وجاء التوغّل بعد وقت قصير من إعلان مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عن اتصال هاتفي بين الأخير وترامب، على خلفية مساع أميركية لتهدئة التوترات بين الجانبين بعد عملية التوغل في بلدة بيت جن جنوبي سورية.
وقالت الهيئة: "تسعى الولايات المتحدة إلى تهدئة التوترات بين إسرائيل وسورية، بعد الحادث الذي وقع نهاية الأسبوع الماضي، والذي أصيب فيه 6 جنود إسرائيليين بنيران أُطلقت عليهم في قرية بيت جن جنوب سورية".
وقبل ذلك بوقت قصير الإثنين، طالب ترامب إسرائيل بالمحافظة على "حوار قوي وحقيقي" مع دمشق، وضمان عدم حدوث "أي شيء من شأنه أن يتعارض مع تطور سورية إلى دولة مزدهرة".
وقال ترامب في تدوينة عبر منصته "تروث سوشال": "من المهم جدا أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وحقيقي مع سورية، وألا يحدث أي شيء من شأنه أن يتعارض مع تطور سورية إلى دولة مزدهرة".
وفجر الجمعة، توغلت دورية إسرائيلية في بلدة بيت جن بريف دمشق جنوبي سورية، ما أدى إلى وقوع اشتباك مسلح مع الأهالي، أسفر عن إصابة 6 عسكريين إسرائيليين بينهم 3 ضباط.
عقب ذلك، ارتكبت إسرائيل مجزرة انتقاما من أهالي البلدة الذين حاولوا الدفاع عن أرضهم، عبر عدوان جوي أسفر عن استشهاد 13 شخصا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة نحو 25 آخرين.
والإثنين، نفذت القوات الإسرائيلية توغلين منفصلين في ريف القنيطرة، وأطلقت النار على منازل سكنية في قرية أبو قبيس.
ولم يصدر تعليق رسمي من دمشق بشأن تلك التوغلات وما نتج عنها، إلا أنها تدين انتهاكات إسرائيل المتكررة لسيادتها، وتؤكد التزامها باتفاقية فصل القوات المبرمة بين الجانبين عام 1974، التي أعلنت تل أبيب انهيارها بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر 2024.
ومؤخرا تصاعدت انتهاكات إسرائيل في القنيطرة، ويشتكي سوريون من التوغلات في أراضيهم الزراعية، مصدر رزقهم الوحيد.
وفي الأشهر الماضية، عُقدت لقاءات إسرائيلية - سورية في مسعى للتوصل إلى ترتيبات أمنية تضمن انسحاب تل أبيب من المنطقة السورية العازلة، التي احتلتها في كانون الأول/ ديسمبر 2024.
ورغم أن الحكومة السورية لم تشكل أي تهديد لتل أبيب، تواصل إسرائيل تنفيذ توغلات برية وغارات جوية قتلت مدنيين ودمرت مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر تابعة للجيش السوري.


