أعلنت شركة "أرامكو السعودية" العملاقة للنفط، أمس، تراجع أرباحها بنسبة 2.3% في الربع الثالث من 2025 في ظل انخفاض أسعار الخام الذي يستمر في التأثير سلباً على العائدات.
تأثرت أسعار النفط الخام سلباً في الأشهر الأخيرة بسبب التوقعات غير الواضحة للطلب نتيجة الغموض في الوضع الاقتصادي العالمي المرتبط بالرسوم الجمركية والمخاوف من الركود.
وأقر تحالف دول "أوبك+" النفطي ومن بينها السعودية، زيادة في الإنتاج في الأشهر الأخيرة، ما أدى إلى تدفق المزيد من النفط إلى السوق وانخفاض الأسعار.
وهذا الانخفاض في صافي الدخل من 27.56 مليار دولار في 2024 إلى 26.94 مليار دولار في العام الحالي هو الانخفاض الفصلي الحادي عشر على التوالي لـ"أرامكو"، إحدى أكبر الشركات في العالم من حيث القيمة السوقية.
ولكن بعد استبعاد العناصر الاستثنائية، يرتفع صافي الدخل المعدل بنحو 1% ليبلغ 27.98 مليار دولار.
وتجاوز هذا الرقم توقعات الشركة استنادا إلى آراء 15 محللا أشاروا إلى ما معدله 26.5 مليار دولار.
وقال أمين الناصر، الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة "أرامكو"، في مذكرة، إن الشركة متفائلة بشأن النتائج.
وأضاف الناصر: "عملنا على زيادة الإنتاج بتكلفة إضافية طفيفة وقمنا بتوريد النفط والغاز والمنتجات المرتبطة بهما بشكل موثوق والتي يعتمد عليها عملاؤنا".
وتمول أرباح شركة "أرامكو"، حجر الزاوية في الاقتصاد السعودي، انتقال المملكة نحو قطاعي الأعمال والترفيه اللذين يشملان مشاريع سياحية وترفيهية جديدة فخمة.
وسرّعت منظمة الدول المصدّرة للنفط وحلفاؤها "أوبك+" الزيادات في الإنتاج بوتيرة لم تكن متوقعة مطلع العام.
وقال روبرت سي. موغيلنيكي، من معهد دول الخليج العربية في واشنطن، إن "السعودية تمكنت من زيادة مستويات إنتاجها، وقد ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف خلال الفصل الماضي".
وأضاف: "لكن التوقعات الأوسع نطاقا لأسعار النفط لا تزال تشير إلى احتمال كبير لتعرض الأسعار لضغوط تدفع الأسعار إلى الهبوط مع دخولنا العام المقبل".
وتأتي قرارات زيادة الإنتاج بعد فترة طويلة خفض فيها المنتجون إنتاج النفط سعيا للحد من المعروض ورفع الأسعار.
لكن في مواجهة المنافسة المتزايدة، وخاصة من منتجي النفط الصخري الأميركيين، بات كسب حصة أكبر في سوق النفط يشكّل أولوية بالنسبة للدول المنتجة.
وساهمت قضايا جيوسياسية بما فيها العقوبات الأميركية الجديدة على شركات طاقة روسية، في منع أسعار النفط من تسجيل مزيد من الانخفاض.
وأكد الناصر على استراتيجية نشر "حلول الذكاء الاصطناعي المتقدمة" لتحفيز مزيد من النمو.
الأسبوع الماضي، أعلنت "أرامكو" عن خطط للاستحواذ على "حصة أقلية" في شركة الذكاء الاصطناعي السعودية الجديدة المدعومة من الدولة، "هيوماين".
وأضاف الناصر، في بيانه أمس: "نتوقع أن تمضي خطتنا للاستحواذ على حصة أقلية مؤثرة في شركة هيوماين في تعزيز الابتكار والتقدم في قطاع الذكاء الصناعي الحيوي وسريع التطور".
ولكن رغم استمرار "أرامكو" في تحقيق مليارات الدولارات من الأرباح كل ربع سنة، توقعت الحكومة السعودية في أيلول أن تسجل المملكة عجزاً في الميزانية بنسبة 5.3% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام.
ومن بين المشاريع السعودية العملاقة مشروع "نيوم"، المدينة المستقبلية الجديدة بتكلفة 500 مليار دولار، والتي تقول تقارير إنها واجهت عدداً من المشكلات.
وقال موغيلنيكي لوكالة فرانس برس: "لا تزال هناك علاقة وثيقة بين أداء أرامكو والوضع المالي للحكومة".
وأضاف إن "تحقيق نتائج فصلية أفضل أمر جيد، لكن الأداء السنوي هو الأهم دون شك".


