خبر : غضب شعبي وفصائلي لقرار نتنياهو ضم الحرم الإبراهيمي للمواقع الأثرية اليهودية

الإثنين 22 فبراير 2010 02:14 م / بتوقيت القدس +2GMT
غضب شعبي وفصائلي لقرار نتنياهو ضم الحرم الإبراهيمي للمواقع الأثرية اليهودية



غزة / سما / ولاء جندية وسلطان ناصر/  تقول الحاجة أم إسماعيل (65 عاماً)  التي رسمت التجاعيد في وجهها الماضي والحاضر والمستقبل لفلسطين ان سرقة الآثار والمقدسات الإسلامية ليست غريبة علينا كفلسطينيين فمنذ اللحظة الأولى لاحتلال أرضنا عام (48) من قبل الاحتلال الإسرائيلي فهو يسعى بكل الطرق لإقناع العالم بأنهم شعب الله المختار وأنهم أصحاب الحق في فلسطين مستخدمين أبشع الوسائل للتطهير العرقي بحقنا . ليس يهودياً صمت عربي وتنديدات فلسطينية بقرار مجحف أصدره رئيس وزراء حكومة إسرائيل  بنيامين  ناتنياهو أعلن فيه أمس الأحد ضم منطقة الحرم الإبراهيمي بالخليل ومسجدا في مدينة بيت لحم إضافة إلى أماكن مقدسة أخرى تابعة للفلسطينيين إلى قائمة المواقع الأثرية اليهودية. وحسب ما نقلته الإذاعة العبرية عن خبير الخرائط والاستيطان في محافظة الخليل قوله " أن إعلان نتانياهو جاء لتنفيذ مطالب تقدمت بها جماعة يهودية متطرفة  ،تقضي ضم معالم أثرية فلسطينية إسلامية مقدسة لمواقع أثرية يهودية، وذلك لتزويرها وتأكيد وجودهم في هذه المنطقة , وتأكيدا على القرار رصد نتانياهو مبلغ (500 مليون شيكل) لإعادة تأهيل الحرم الإبراهيمي . ويعتبر قرار ناتنياهو هذا بمثابة طمس لمعالم أثرية في الخليل بشكل خاص والضفة الغربية بشكل عام، وتزوير لأماكن إسلامية مقدسة، وسرقة البهجة الإسلامية عن الحرم الشريف , ويأتي ذلك تماشيا مع إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق أرئيل شارون حينما قال بتاريخ 13/4/2003 بأنه إذا اضطررنا للانسحاب من أراضي فلسطينية بالضفة وغزة فإن مناطق الخليل وعتصيون ستبقى ضمن هيكلية الدولة العبرية، ولن يتم الانسحاب منها . ويذكر أن إسرائيل قامت مؤخرا بشق شوارع إستيطانية تربط بين مستوطنة كريات أربع جنوبا مع منطقة الحرم الإبراهيمي وذلك لتسهيل وصول المستوطنين لهذه المنطقة .   غضب فلسطيني ودعوة للنفير لاقى قرار ناتنياهو غضباً في الشارع الفلسطيني فقد أعلنت مدينة الخليل حدادها وأغلقت محلاتها  التجارية وشهدت مواجهات عنيفة بين طلبة المدارس وقوات الاحتلال  . وقال شهود عيان إن قوة الاحتلال أطلقت الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع على الطلبة الذين خرجوا من مدارسهم تلبية للإضراب في محيط حارة أبو سنينة ومفرق طارق بن زياد في المنطقة القريبة من الحرم، الذين بدورهم ألقوا الحجارة والزجاجات الفارغة على جيش الاحتلال المتواجد بالمنطقة". في ذات السياق قررت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين  تنظيم مسيرةً جماهيرية نصرةً لمدينة الخليل وما يتعرض له سكانها من إجرام على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، تعبيراً عن حالة السخط الكبيرة في أعقاب قرار حكومة الاحتلال بالأمس ضم الحرم الإبراهيمي الشريف في المدينة إلى قائمة المواقع الأثرية اليهودية. وبيَّنت الحركة في بيان وصل (سما) أن المسيرة ستنطلق من ميدان فلسطين وسط مدينة غزة بعد أداء صلاة المغرب، مهيبةً بكافة جماهير شعبنا ولاسيما كوادر وأنصار "الجهاد الإسلامي" المشاركة الفاعلة فيها.  خالد العسيلي رئيس بلدية الخليل دعا منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية ومنظمة اليونسكو وكافة المؤسسات الدولية، الى التحرك العاجل لحماية الحرم الشريف، ومنع تدنيس حرمته . وإعتبر العسيلي إعلان نتنياهو إستمرارا لتطبيق سياسة الأمر الواقع بحكم القوة وتجسيد المفاهيم غير الإنسانية التي تتبعها إسرائيل، وإنتهاك صارخ لحرية العبادة وتغيير المعالم التاريخية للحرم الابراهيمي الاسلامي الخالص، فيما أكد أنها ضرب بعرض الحائط لكافة الاعراف والمواثيق الدولية التي تفرض على الاحتلال عدم تغيير الارث التاريخي للدولة المحتلة .   إسرائيل تزيّف التاريخ من جانبه استنكر الشيخ محمد حسين- المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية- قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاستيلاء على الحرم الإبراهيمي في الخليل ومحيط مسجد بلال بن رباح المعروف بقبة راحيل في مدينة بيت لحم، وإضافتها إلى ما يعرف بقائمة التراث الإسرائيلي. وقال حسين في بيان وصل "سما " أن هذا القرار يمس بالعقائد الدينية مباشرة ويأتي في ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي التي اقترفها باروخ غولدشتاين وراح ضحيتها عشرات الفلسطينيين الساجدين لربهم، كما أن سلطات الاحتلال ما تفتأ تصادر الأراضي وتضع الحواجز والعراقيل أمام الفلسطينيين وتمنعهم من الوصول إلى أماكن عبادتهم إضافة إلى منع رفع الأذان في المسجد الإبراهيمي، وتضع البوابات الحديدية عليه. وأضاف قائلاً: إن الحرب في هذه الأيام ليست حرب مدافع أو صواريخ بل هي حرب دينية وحرب معتقدات وتزييف للتراث والتاريخ الإسلامي. كما حذر من خطورة الحفريات الإسرائيلية المستمرة في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة والتي أدت مؤخراً إلى انهيار أرضي عند مدخل سوق باب خان الزيت أحد الأسواق الرئيسة في مدينة القدس. وطالب العالمين العربي والإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية ومنظمة اليونسكو والمؤسسات الدولية التي تعنى بالتراث ضرورة التحرك العاجل لحماية المقدسات الدينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل الجاد من أجل منع مصادرة الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح و تدنيس حرمتهما وتغيير معالمهما الإسلامية. سينعكس سلبا على عملية السلام وبدوره  حذر د.محمود الهباش وزير الأوقاف والشؤون بحكومة رام الله إسرائيل من عاقبه المضي قدما في قرار ضم الحرم الإبراهيمي الشريف ومحيط مسجد بلال بن رباح قبة راحيل إلى قائمة ما يسمى المواقع الأثرية .واصفا القرار بـ الـمجنون ويرقى لمرتبة الاعتداء على كل المسلمين ولكل القيم الحضارية والإنسانية ونذير شؤم سينعكس سلبا على عملية السلام وعلى إمكانية قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .   سطو على التاريخ ووصفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان لها  قرار ضم الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل و مسجد بلال ابن رباح قبة راحيل، بمثابة مجزرة للتراث الوطني وسطو على التاريخ و الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.مطالبة القيادة الفلسطينية واللجنة التنفيذية بالمبادرة للتحرك العاجل على المستوى العربي والإسلامي لمقاطعة اسرائيل . فتح: إسرائيل تحاول سرقة التاريخ والتراث الفلسطيني وصفت حركة فتح في إقليم شمال الخليل  القرار أنه متعجرف سيدفع بالمنطقة الى مزيد من العنف وعدم الاستقرار، وسيهدد العملية السلمية برمتها"، مطالبة المجتمع الدولي والدول العربية والاسلامية بالتحرك السريع وتحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية وعملية السلام بالمنطقة. وبدوره قال ماهر النمورة الناطق الرسمي لحركة فتح في الجنوب :"أن قرار نتنياهو مقدمة إلى السيطرة على الأماكن الدينية للمسلمين"، مطالبا الأمة العربية والإسلامية الوقوف أمام مسؤولياتها بتوفير الحماية للأماكن المقدسة في فلسطين كي لا تصبح أماكن أثرية وتراثية لزيارة السياح الإسرائيليين.