ايهود باراك مشغول البال قليلا من الموضوع السياسي. الميكروفون الكبير للقناة 2 التقته يهمس بهذه الكلمات لشمعون بيرس. في اللغة المهنية، يسمون هذا الميكروفون "بوم"، فجأة سمعنا "بوم". قول باراك بدا صادقا: بيرس سأله عن حاله. وزير الدفاع اجابه بانه منشغل البال قليلا من الموضوع السياسي. هذا كان رده الوحيد، الفوري. باراك لم يحبذ انهاء الموضوع بـ "كل شيء على ما يرام"، بل حبذا او يروي عن انشغال البال الخفيف الذي يثقل على حفلة عيد ميلاد فؤاد، التي هي، اغلب الظن احتفال لحكومات اسرائيل على اجيالها. فؤاد، من جهته، التقاه الراديو امس، غازي بركائي سأله ماذا يفعل العمل في الحكومة، وعدد فؤاد الانجازات. في الامن، شدد على الحدود الهادئة. وهذا يبدو للسامع كتسجيل من ايلول 1973.هناك احساس ثقيل في الهواء. يشعر به الجميع. القصة في دبي بدأت كأحباط لامع وانها تفادت أزمة دبلوماسية. كيف نعرف؟ لان داني ايالون اعلن بان علاقاتنا مع اوروبا لن تتضرر. هذا دليل واضح، ولكن يمكن ان نكون هادئين: يولي ادلشتاين و "اعلاميو اسرائيل" سيشرحون لنا كيف الخروج من الورطة. لا ريب أن الاغيار سيقتنعون ولن يشرحوا أبدا بان الجمال تستخدم هنا كوسائل للنقل.مشغول البال قليلا، باراك. المحللون الامنيون يتحدثون مرة اخرى عن اشتعال محتمل. يوجد هناك غنى دينامي: "تصعيد" كنتيجة لـ "سوء تقدير" يؤدي الى "الانزلاق الى مواجهة" قد تصبح "حربا شاملة". المفاوضات مع الفلسطينيين لم تستأنف؛ بين حماس والشريط الساخن لرئيس مكتب ابو مازن لم يعد أحد يكترث. وعلى أي حال السوريون يهددون. الايرانيون يهددون. نصرالله يهدد . ولغرض التنويع، فانهم احيانا يهددون جميعا معا.مشوق أن نعرف لماذا باراك مشغول البال. فهو لا بد يعرف بان قيادة الجبهة الداخلية تقوم بعمل ممتاز في السنوات الاخيرة. والجيش الاسرائيلي "يتدرب كالمجنون"؛ لا مجال للقلق. في الساحة السياسية يوجد لدينا وزير خارجية يعرف كيف يجند تأييد العالم، بالضبط الشخصية التي سترتب لنا قطارا جويا في يوم الامر. كما أن هناك هدوء في جبهة الضغط الامريكي، او الاوروبي. فهم يركزون على ارسال شخصيات رفيعة المستوى مثل نائب الرئيس او رئيس الاركان، ممن كفوا منذ زمن بعيد عن أن يتحدثوا معنا عما ينبغي عمله، ويركزن اساسا على الطلب منا الا نفعل شيئا. هذا انجاز سياسي، وذلك لانه اذا تخلوا فانهم لا يفعلون شيئا. يمكن التخفيف عن وزير الدفاع. الانشغال الخفيف لديه يلف معظمنا. يروون لنا بان كل شيء على ما يرام والحدود هادئلة واحتمالية الحرب متدنية، ولكن السحابة لا تنقشع. بل انها مثيرة للسأم، ولهذا فنحن فقط "منشغلي البال قليلا"، بالضبط مثل باراك. مشغولو البال من ماذا؟ من هذا الموضوع، الذي يسميه باراك، بتحليليته المميزة، "الموضوع السياسي". حسنا، انتم تعرفون. هذا الموضوع المتأرجح مع السلام، والحرب، والايرانيين، والعلاقات مع العالم، والفلسطينيين، والدولة ثنائية القومية، والقتلى في الحرب القادمة. حقا يشغل البال قليلا.هذا هو الوقت للتسامي الوطني. احيانا ينبغي معرفة كيف يضع المرء المشاغل الصغيرة جانبا، والتركيز على الامور الهامة: هيا نتوجه الى المطار لنرى طائرة كبيرة ودمعة ظاهرة. ان ينبغي السفر لان نشرح للاغيار عن الجمال وعنا. لا تفعلوا هذا من أجل انفسكم. لا تفعلوا هذا حتى من اجل وزير الاعلام ادلشتاين. افعلوا هذا من أجل وزير الدفاع. انتم تفهمون، فهو مشغول البال قليلا.