"بدلا من الانشغال بالامن كان ينبغي لنا أن ننشغل بملاحقة خارقي القانون، واولئك الذين لم يعرضوا فقط حياتهم للخطر بل وحياة جنود الجيش الاسرائيلي الذين اضطروا للعمل داخل المنطقة أ كي يخلوهم". هكذا قالت امس مصادر في الجيش الاسرائيلي، بعد أن تصارعوا امس واخلوا بالقوة الشديدة عشرات المستوطنين ورجال اليمين الذين تمترسوا في الكنيس القديم "نعران" في اريحا. نحو مائة نشيط يميني ومستوطن برئاسة النائب ميخائيل بن آري، باروخ مارزيل، ايتمار بن غبير، ومئير مارتلر، وصلوا أمس في ساعات ما بعد الظهر المتأخرة الى مشارف اريحا، وطلبوا الدخول الى المدينة دون تنسيق مسبق. وكانت في المكان قوة صغيرة فقط من الجنود معززة بسيارة دورية شرطة. وقال الجنود للنشطاء ان الدخول الى المدينة محظور. ولكن هؤلاء اصطدموا بهم ولكن بضع عشرات تجاوزوا الجنود ببساطة وركضوا تجاه الكنيس وتسلقوا على الجدار وقفزوا عن الحواجز. في اثناء المواجهة ثقبت اطارات احدى المركبات العسكرية. "ابلغناهم بانهم يدخلون الى منطقة محظورة"، قال قائد كتيبة غور الاردن، العقيد يوحاي بن يشاي، "ولكنهم تصرفوا بعنف، مسوا بالجيب لحرس الحدود وبعد ذلك اقتحموا عبر الحقول وركضوا نحو كيلو متر حتى الكنيس". وفور دخول نشطاء اليمين الى اريحا نقل بلاغ الى الفلسطينيين، الذين اعلنوا عن حالة تأهب في المدينة. رئيس الادارة المدنية، العميد يوآف بولي مردخاي، تحدث مع قادة اجهزة الامن الفلسطينية في اريحا وطلب منهم الابتعاد عن منطقة الكنيس منعا لصدام عنيف بين الطرفين. نشطاء اليمين الذين نجحوا في التسلل الى المدينة رفعوا علما على مبنى الكنيس ودخلوا فورا لعقد الصلاة. وقد اعتزموا المواصلة من هناك الى كنيس "شلوم على يسرائيل" الذي يقع في اريحا هو ايضا، ولكن في هذه الاثناء وصلت قوات الجيش الاسرائيلي وحرس الحدود وحاصرت المكان. في غضون وقت قصير نسبيا اخليا الجميع من الكنيس، نقلوا بباص الى خارج اريحا – حيث سلموا الى الشرطة.