القاهرة / سما / طالب مندوب فلسطين في جامعة الدول العربية وسفيرها في مصر الدكتور بركات الفرا، اليوم، الأمتين العربية والإسلامية بسرعة التحرك للدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين. وأدان الفرا، في تصريح للصحفيين بالقاهرة، صباح اليوم، قرار إسرائيل الخطير القاضي بضم المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، وكذلك مسجد بلال بن رباح في محافظة بيت لحم للتراث اليهودي. وقال: هذا قرار خطير وفيه استخفاف بمشاعر وعقيدة الأمة الإسلامية، ولم يأت هذا إلا نتيجة لما تعيشه الأمة من حالة خنوع وعدم اكتراث لما يجري من انتهاكات الاحتلال الفضيعة لحقوق الانسان وللحقوق الدينية وبحق المقدسات في فلسطين. وأوضح أن ما يتابع طبيعة السياسة الإسرائيلية العدوانية يصل إلى قناعة تامة بان الحكومة الإسرائيلية تسعى جادة لتفجير الأوضاع والتنصل من استحقاقات عملية السلام، وأنها تتنكر لكل الجهود الدولية المبذولة لإعطاء دفعة لعملية السلام إلى الأمام. وأضاف: إسرائيل تعلن الآن عن ضم الحرم الابراهيمي ومسجد بلال بن رباح مؤذن الرسول إلى الممتلكات الاسرائيلية، والكل يتفرج، والشعب الفلسطيني وحده يدفع ثمنا باهضا ويواجه القوات الإسرائيلية المدججة بالسلاح بصدوره العارية. وأكد السفير الفرا على أنه مطلوب من جميع المسلمين سواء عرب أم عجم، التحرك وتقديم الدعم المطلوب لأهالي فلسطين، ولمواطني القدس المحتلة ومدينة الخليل. وتابع: بصراحة شعبنا ملّ كثيرا بيانات الشجب والتنديد، وهو بأمس حاجة حاليا لمواقف مشرفة تقوم بها الأمة، فإما أن تستنهض الهمم ويهب الجميع لتقديم العون والدفاع عن المقدسات في فلسطين، و"إما أن يحمي المسلمون مساجدهم وإما فعلى الدنيا السلام". وشدد على أن الأماكن الدينية التي يستهدفها الاحتلال الإسرائيلي بالأساس تشكل جزءا من العقيدة الإسلامية، وبخاصة المسجد الأقصى المبارك، والمسجد الإبراهيمي الشريف لأكثر من مليار و300 مليون مسلم ينتشرون في شتى بقاع المعمورة، وأن استمرار إسرائيل في غييها وتماديها سيهدد بالضرورة السلام والأمن الدوليين. وقال: نحن على اعتاب عقد اجتماع لمجلس وزراء الخارجية العرب في الثالث من آذار/مارس المقبل، وبلا شك أن الانتهاكات الإسرائيلية تفرض نفسها على جدول أعمال مجلس الجامعة العربية، وما نتطلع إليه مواقف أكثر صرامة، وقرارات حاسمة وتتناسب وحجم المؤامرة الإسرائيلية، ومستوى التهديد الذي تتعرض له المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين. وجدد السفير الفرا تأكيده على ضرورة وضع القادة العرب ملف الانتهاكات الإسرائيلية في القدس وما يتعرض له المسجد الأقصى والمقدسات الأخرى على سلم أولويات جدول أعمالهم في القمة العربية الدورية المقررة نهاية الشهر المقبل في ليبيا. وتطرق إلى الانهيار الأرضي الذي حدث، الليلة الماضية، بالقرب من مدخل سوق خان الزيت، أحد أشهر أسواق القدس القديمة من مدينة القدس، وبمحاذاة المسجد الأقصى المبارك، موضحا أن المؤشرات تؤكد بأن ما حدث هو نتيجة حتمية لعمليات حفر الأنفاق الإسرائيلية في المنطقة. وناشد مندوب فلسطين بالجامعة العربية، المجتمع الدولي واللجنة الرباعية الدولية بالتحرك الجاد لإرغام إسرائيل على وقف عدوانها المتصاعد بحق مدينة القدس المحتلة وسكانها، محذرا من أن الصمت سيجعل الأزمة متفاقمة وسينعكس سلبا على الاستقرار في المنطقة.