خطيب المسجد الأقصى الشيخ يوسف سلامة لصحيفة المسار العربي: رفعنا شعار دولار لكل مسلم خلال عام لنربط كل الأمة العظيمة *يهودي مثل "ميسكوفيتشي" يتبرع بـ 600 مليون دولار سنويا بمفرده لبناء مستوطنة في القدس *أتابع اللاعبين الجزائريين منذ القدم على غرار لخضر بلومي، ماجر والآن حليش *أنا فخور أن الجزائر قد تأهلت إلى المونديال وسأكون اول المشجعين لأشقائي وإخوتي في الجزائر خلال المونديال.*القدس هي المدينة الوحيدة التي شهدت مؤتمر حضر ه جميع الأنبياء والمرسلين من آدم إلى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم *الأمة قد تمرض وقد تضعف لكنها لن تموت وستبقى بإذن الله .*الجدار العازل سيسقط كما سقط جدار برلين"رفض خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ يوسف جمعة عبد الهادي سلامة التعليق على الجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر في حدودها مع غزة المرابطة لكنه أكد ان الجدار العازل الذي شرع في بنائه شارون ، سيسقط كما سقط جدار برلين، في الوقت الذي كشف فيه عن حيثيات حملة " دولار لكل مسلم " لدعم الأقصى المبارك التي أطلقها خلال زيارته للجزائر التي تنتهي اليوم ، وتحدث الشيخ جمعة خلال هذا الحوار المطول عن الفتنة التي اشتعلت بين مصر و الجزائر على خلفية اقصائيات كاس العالم ، وقال إنه فخور بتأهل الجزائر الى المونديال .... حاورته : حورية ريش المسار العربي: كيف بدأ التفكير في حملة دولار لكل مسلم؟ هذه الفكرة تراودنا منذ زمن لأنه أن تتحمل دولة واحدة أو جهة واحدة مسؤولية أعباء المدينة تكون مسؤولية كبيرة عليها لكن عندما يتوزع هذا العبء على الدول يكون ذلك أيسرا، مثلا، عندنا جامعة القدس عندما تتبناها دولة كالجزائر لإحداث توأمة بين جامعة الجزائر و جامعة القدس أو دولة أخرى تتبنى مستشفى القدس، دولة ثالثة تتبنى محلات تجارية التي أغلقت يعني نستريح من الحفاظ على ممتلكات القدس، مساعدة الفقراء، العمال، بناء مساكن وهكذا هذا العبء عندما يوزع تنهض به الأمة وتستمر في عملها.أما لماذا السبب في طرح هذه الفكرة فالفكرة تم طرحها لأن القدس في عقيدة كل الأمة، فالتبرع بدولار في العام. ليس شيئا وهذا يعمل على إحياء قضية القدس في نفوس كل الأمة وبالتالي هذه الفكرة جيدة في عمله التوفيق والربط بين أبناء الأمة على اختلاف أماكنهم وبين مدينة القدس التي يحبونها ويشتاقون لزيارتها.المسار العربي: هل هناك تنسيق بينكم وبين مؤسسة القدس الدولية؟ الحقيقة مؤسسة القدس الدولية هي مؤسسة من المؤسسات التي لها دور في خدمة المدينة المقدسة، هناك وكالة في المغرب التابعة للجنة القدس الدولية المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي، هناك مؤسسات خيرية كثيرة مدَعِمة مثل البنك الإسلامي للتنمية في مكة المكرمة بالإضافة إلى الجهود التي تقدمها الدول كالجزائر عن طريق الهلال الأحمر الجزائري، ومثل إمداداتهم الأخيرة، أسطول جوي إلى غزة عندما قدم في أثناء الحرب الأخيرة، الدواء والدم وفريق طبي جزائري عالج الجرحى والمصابين وهناك مؤسسات تقدر عملها، نحن تقدمنا بطلب للأمين العام لجامعة الدول العربية أن تخصص القمة القادمة ميزانية للقدس تقدر بـ 500 مليون دولار سنويا، كي تساعد في تثبيت المقدسيين وأن يبقوا مرابطين على أرضهم. إن شاء الله تسير هذه الأمور سيرا حسنا، إذن نحن نقدر مؤسسة القدس وكل المؤسسات العاملة ونتمنى مزيدا من التنسيق والتكاثف حتى تقوم بعملها.المسار العربي: كم تقديركم لهذا الزمن في تفكيركم للحملة؟ الفكرة قديمة لكن الفكرة أكدنا عليها الآن بسبب أن القدس الآن تتعرض لهجمة شرسة، الإجراءات الإسرائيلية متسارعة في عملية التهويد وأيضا أننا نلاحظ النقطة المهمة أن يهودي مثل "ميسكوفيتشي" يتبرع بـ 600 مليون دولار سنويا بمفرده لبناء مستوطنة جبل أبو غنيم في القدس والآن يريد بناء مستوطنة في رأس العمود في قلب القدس، إذن لا بد من أن تستيقظ الأمة من سباتها تستيقظ من كبوتها كي تعيد هذه العلاقة التي أرادها الله سبحانه وتعالى حيث ان علاقة الأمة بالقدس ليست علاقة انفعالية عابرة ولا موسمية مؤقتة، وصلتني قبل لحظات – اجري الحوار زوال الأربعاء الماضي- رسالة "أس أم أس" تقول بأن : "اليوم، مجموعة من اليهود تقتحم الأقصى ويتجولون في باحة ومصليات المسجد الأقصى المبارك". إذن نحن نريد أمام هذا الصراع أن تكون هناك خطوات، القضية تكمن في ارتباط الأمة ليس لأن اليهود دخلوا أو خرجوا، لأن حادثة الإسراء من المعجزات أي الإسراء إلى القدس، عندما قطعت هذه الرحلة في جزء يسير من الليل وتستغرق شهرا أو 40 يوما على ظهور الإبل، إذن ارتباط الأمة ارتباط عقائدي وليس ارتباطا موسميا مؤقتا وليس ارتباطا فعليا عابرا، إذن يجب على الأمة أن تكون مرتبطة ملتزمة بواجبها لأن القدس – أختي الكريمة ـ هي المدينة الوحيدة على وجه الأرض التي شهدت عقد مؤتمر حضر فيها جميع الأنبياء والمرسلين من آدم إلى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، يوم صلى بهم الرسول محمد عليه الصلاة والسلام إماما من القدس ليعلن عن انتهاء الكون فيها، وقال تعالى:" واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب" قال ابن كثير في تفسير المنادي "هو إسرافيل عليه السلام " والمكان القريب "هي الصخرة بيت القدس".إذن فيه علاقة وثيقة عندما نحن رفعنا شعار الدولار لكل مواطن خلال عام ، نحن نريد أن نربط كل الأمة العظيمة. المسار العربي: هل من آليات وضعتموها لتفعيل هاته المبادرة؟ غير التوأمة، وزارة الشؤون الدينية الجزائرية قامت بجمع الصدقات وحتى الجزائريون طلبوا أن يخصص جزء من هاته الصدقات لاعمار المساجد المهدمة، وكذا الهلال الأحمر الجزائري. المسار العربي: هل تتوقعون نجاح هاته المبادرة؟ طبعا نتوقع لأن الأمة فيها خير ومن خلال ما رأيناه عندما زار شارون القدس عام 2000 الأمة كلها قامت عندما استشهد الطفل "محمد الدرة" قامت كل الدنيا عندما حرق الأقصى عام 1969 أنشأت منظمة المؤتمر الإسلامي يعني الأمة فيها خير لكن الأمة قد تمرض وقد تضعف لكنها لن تموت وستبقى بإذن الله. المسار العربي : و في ظل نجاح هاته المبادرة ما هي مشاريعكم المستقبلية؟ مشاريعنا تتجلى في عدة أمور من بينها ترميم البيوت الآيلة للسقوط أو القديمة حتى يبقى أهلها مرابطين فيها، ثانيا، بناء وحدات سكنية للأزواج الشابة، ثالثا، دعم الجامعات ومؤسسات التعليم لأنه أنت تعرفين فيه زيادة في عدد السكان ومستشفيات ، دعم التجار الذين أغلقت محلاتهم و العمال العاطلين عن العمل أو الأسر الفقيرة، المواطن المقدسي الذي تفرض عليه ضريبة كي يغادر القدس أو تصادر هويته الزرقاء كي يغادر القدس، أو قسمت العائلة الواحدة نتيجة للجدار العازل الذي طرد عشرات الآلاف من الفلسطينيين، كيف يجب لم شمل هؤلاء إن لم تكن هناك إمكانيات متوفرة؟إذن لا بد من تشجيع هؤلاء جميعا بإقامة المشاريع الخيرية في المدينة المقدسة.المسار العربي: ذكرتم منذ قليل الجدار العازل ما موقفكم من الجدار الفولاذي اليوم أو ما يسمى بجدار العار؟موقفنا من الجدار العازل. . . . .؟ المسار العربي: أوضح فقط ، ما موقفكم من الجدار الفولاذي اليوم؟ - موقفنا من الجدار العازل معروف ومحكمة العدل الدولية في لاهاي أيدت الفلسطينيين وقالت أن هذا الجدار إجرامي ونحن على ثقة بأن هذا الجدار سيسقط كما سقط جدار برلين المسار العربي: كيف كان استقبالكم من طرف الجزائريين؟ الحقيقة، نحن نرى في الجزائر وشعب الجزائر وأهل الجزائر أن الإنسان عندما ياتي إلى الجزائر لا يأتي إلى وطنه الثاني وإنما يأتي إلى وطنه، وأقول وطنه وأضع تحتها خطوط لأنني أرى في الجزائر شيئا هاما وهو ان الجزائر رسميا أي الدولة والجزائر شعبيا أي الشعب مع فلسطين، وكما قال الرئيس الشهيد الهواري بومدين " نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومة" يجب ان لا تنسوا أننا نحن الفلسطينيون نقدر الجزائر بصفة خاصة، لأن الجزائر تتمتع بميزات لم تشاركها فيها دولة اخرى، فالجزائر في عام 1974 من القرن الماضي أخذ الرئيس بوتفليقة يوم أن كان وزيرا للخارجية بيد الرئيس الشهيد ياسر عرفات إلى الأمم المتحدة فكان أول من ساهم في إسماع الصوت الفلسطيني هو الرئيس بوتفليقة ، ثانيا، عام 1988 قبل أكثر من 22 سنة أرض الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد خرج الإعلان الاستقلال الفلسطيني ، إذن الجزائر لها محطات هامة في التاريخ الفلسطيني، إذن الجزائر قامت بدور فعال فنحن نشد على أيدي الجزائريين شعبا وقيادة ورئيسا ونتمنى أن تكون الجزائر بلدا آمنا ومطمئنا إن شاء الله. المسار العربي: في هذا الشأن هل تعتقدون أن الجزائر تقوم بدورها كما ينبغي في مساعدة الشعب الفلسطيني؟ والله ، الجزائر تقوم بدور ، هي تقدم مساعدات مالية للشعب الفلسطيني مقدرة بملايين الدولارات سنويا، ولها دور وبصمات في القدس وفي كافة المناطق الفلسطينية و أنا قلت في بداية حديثي أنها قامت بدور مميز في الحرب على غزة، من غذاء ودواء وأطباء .. حيث قامت بجهد كبير وعظيم في مساعدة الشعب الفلسطيني، ونحن نتطلع على الجزائر فيما تحمله من ثقل أن تكون لها دور فعال إن شاء الله في إعادة جمع الشمل الفلسطيني إن شاء الله.المسار العربي: هل ترون أن مواقف الجامعة العربية تجاه مسألة تهويد مدينة القدس كافية لردع المحتل وإيقاف جرائمه؟والله الجامعة العربية هي بيت العرب كما أن منظمة المؤتمر الإسلامي بيت المسلمين كما أن الامم المتحدة بيت العالم كله، الأمة العربية أمة عظيمة 300 مليون حباها الله موقعا عظيما ففيها توجد الأماكن المقدسة للمسلمين، كالكعبة، المسجد النبوي في المملكة العربية السعودية، والأقصى في القدس في فلسطين، فيه أماكن مقدسة للمسيحيين كالكنائس، كنيسة القيامة وكنيسة المهد أقدس المقدسات المسيحية في العالم.موقعها الجغرافي المتميز فيها الخيرات ، البترول والمعادن وغيرها فيها المياه والبحار والأنهار وأنت تعرفين أختي الكريمة أن الحرب القادمة ستكون على المياه فيها العقول المفكرة فيها اليد العاملة فيها السوق، فيها الأراضي الزراعية إذن هذه الأمة تملك الشيء الكثير لو استخدمت هذه القوة لطأطأ لها الجميع رؤوسهم. وما وقع في 1973 عندما ساهمت الجزائر في مساعدة مصر عسكريا إلى جانبها سوريا والأردن والعراق، يعني استطاع العرب أن يحققوا شيئا إذن هذه المؤسسة مهمة يعني نحن نأمل من القمة العربية القادمة التي ستعقد في ليبيا أن تضع قضية القدس في سلم أولوياتها لأن القدس كما يقول العرب هي التي تجمعهم وهي القضية الواحدة التي لا يختلف فيها العرب و هي القدس أو القضية الفلسطينية، إذن نأمل أن تأخذ مكانها الريادي والقيادي في السلم العربي والريادي في السلم الإسلامي إن شاء الله. المسار العربي:وهل تثقون في الجامعة.. باعتبار أنها في كل قمة لها لا تخرج بنتيجة صارمة حول القضية أو لا وجود لنتيجة إيجابية ؟ نحن نثق فيها ، وإن قلنا لا نثق ماذا سنفعل ؟ وما هو الحل إن لم نثق ، نحن قدمنا تصورا للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بان القدس بحاجة إلى 500 مليون دولار سنويا كي تقوم بأعمالها ونتمنى إن شاء الله أن تخصص هذه الميزانية وان نرى الواقف السياسية الداعمة للشعب الفلسطيني والفاضحة للجرائم الإسرائيلية من حفريات وهدم للبيوت ومنع وتشريد الفلسطينيين وقتل للأبرياء وتدنيس المقدسات. والضغط على المجتمع الدولي لكي يوقف هذه الإجراءات الإسرائيلية الظالمة. المسار العربي: ما موقفكم من وجهة نظر الجزائر حول تدوير منصب الأمين العام بجامعة الدول العربية؟ والله نحن كمواطنين عرب نحترم ما يتفق عليه العرب ، فالجامعة العربية لها قوانينها وأسسها ونحن نحترم هاته القوانين و هاته الأسس. المسار العربي: يعني هل تدعون إلى تدوير منصب الأمين العام؟ من نحن لكي ندعو إلى تدوير المنصب؟ نحن إذا اتفق القادة على شيء فلا نعارضهم وأي أمر يحدث بين الشقاء العرب نحن ننظر إليه على انه سحابة صيف، وسرعان ما تنتهي، لأن بلاد العرب أوطاني من النيل لبغداد، والدول العربية واحدة من المحيط إلى الخليج والدول الإسلامية واحدة من طنجة إلى جاكرتا، والجزائر بلد مهم والبلاد العربية تشارك هذه الأهمية ونحن نحب الجميع ونحن نتمنى أن نستقبل الجميع في رحاب المسجد الأقصى المبارك. المسار العربي: ماذا تقولون في الأزمة الأمنية التي مرت بعها الجزائر؟ لقد مرت الجزائر بعشرية سوداء لكن الحمد لله بفضل قيادتها الحكيمة ووحدة شعبها استطاعت الجزائر أن تتعافى ونحن نرى الجزائر قد بدأت تخطوا خطوات متقدمة فالحمد لله استطاعت الجزائر أن تسد ديونها ، استطاعت ان تتعافى اقتصاديا فالجزائر بلد أخذ ينهض وينمو وفي كل يوم نرى مشاريع عمرانية واقتصادية وتجارية وهذا يدل على المنهج الحكيم الذي تتبعه القيادة الجزائرية ومن خلفها الشعب الجزائري البطل الذي قدم مئات الآلاف من الشهداء دفاعا عن عروبة وإسلامية الجزائر. المسار العربي: الأكيد أنكم تابعتم تلك الفتنة المشتعلة بين مصر والجزائر من أجل جلد منفوخ، ماهو تعليقكم وما هو نداؤكم لهذين الشعبين؟ حلوة هذه الكلمة "الجلد المنفوخ"أولا، الحقيقة ، نحن نكن للجزائر و مصر كل الحب والتقدير وما كنا نود أن تؤخذ كل هذه الأمور، يعني دعيني أن نقول لك عن نفسي، أنا شخصيا من محبي الكرة وكنت أتابع اللاعبين الجزائريين منذ قديم على ذكر لخضر بلومي، ماجر والآن حليش وغيرهم واتابع ايضا الأشقاء المصريين وأنا فخور أن الجزائر قد تأهلت إلى المونديال وسأكون اول المشجعين لأشقائي وإخوتي في الجزائر خلال المونديال.بين مصر والجزائر تاريخ مشترك ، مصر وقفت مع الجزائر خلال ثورتها، الجزائر مولت مصر بمليارات الدولارات وكان للجزائر دور كبير وريادي في انتصار أكتوبر العاشر من رمضان عام 1973 ونحن نحب الجزائر ونحب كذلك مصر، ونحن كلنا أبناء العروبة والإسلام ونتمنى أن تكون هذه سحابة صيف وان تعود العلاقات الأخوية بين قطرين عزيزين مهمين في العالم العربي والإسلامي. المسار العربي: يعني كيف تقيمون تلك الكرة الرياضية التي دخلت الملعب السياسي حتى دخلت فيها أطراف سياسية لتخرج عن نطاقها وطابعها الرياضي؟ نحن نقول يجب أن نشجع الرياضة وان نشجع اللاعب وان نشجع فرقنا العربية ونتمنى لها الفوز وأن لا نسمح بأي حال من الأحوال للرياضة أن تفرق هذه العلاقة وان لا نسمح للرياضة أن تتقدم على علاقات الدم وعلاقات التاريخ المشترك.المسار العربي: ماذا عن الانشقاق الفلسطيني من خلال الأحزاب السياسية وما حدث أيضا بين فتح وحمس، يعني يؤثر على القضية الفلسطينية أو فلسطين ككل؟ ؟ طبعا، هذا الانشقاق و الانقسام يؤثر على القضية الفلسطينية باعتباره صفحة سوداء في التاريخ الفلسطيني ، لكن نتمنى من الله أن يهدي أشقاءنا الفلسطينيين جميعا إلى ضرورة جمع كلمتهم ورص صفوفهم ، نتمنى أن تترفع الفصائل الفلسطينية على خلافاتها نتمنى أن تتعالى على جراحاتها نتمنى أن تفتح صفحة جديدة نقية بيضاء ناصعة لأن القدس تهود واليهود يريدون هدم الأقصى وإقامة ما يسمى بهيكلهم المزعوم، كيف سنتصدى لهذه المحاولات ونحن متفرقون ، كيف نطالب الأمة أن تقف معنا ونحن متفرقون لا سبيل إلى تحرير المقدسات، لا سبيل إلى الاستمرار في التصدي للإجراءات الإسرائيلية، لا سبيل إلى المحافظة على الأقصى والقدس ، لا سبيل إلى ذلك كله، إلا بالوحدة وجمع الشمل ورص الصفوف، فهذا هو الطريق الوحيد الذي سلكه صلاح الدين قبل أن يحرر القدس يوم أن جمع الأمة ورص صفوفها ووحد كلمتها. المسار العربي: ماذا تحبذون القول ككلمة أخيرة لكم من منبر الجزائر؟ أقول للجزائر شعبا وقيادة ورئاسة، يوم اختلفتم ضاعت بلادكم ويوم توحدتم صنعتم المعجزات، هذا المستعمر البغيض الذي زعم بأن الجزائر قطعة من فرنسا يسعى إلى فرنستها 132 سنة، في النهاية وقف قادة الجزائر وعلماؤها وشعبها ليهتف بصوت واحد، الجزائر وطننا، العربية لغتنا والإسلام ديننا.شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب من قال حاد عن أصله أو قال مات فقد كذبورحل المستعمر الفرنسي البغيض وبقيت الجزائر، دُحر المحتلون وعاش شعب الجزائر، نحن تقول لهم، الوحدة الوحدة، رصُ الصفوف عقيدة، أوصى الإله بها نبيه، ويد الإله مع الجماعة والتفرق جاهلية.انظروا يوم توحدتم أزلتم ما بينكم من خلافات، أنهيتم الشقاق عادت إلى الجزائر عافيتها، عادت إلى الجزائر وحدتها، عادت غلى الجزائر قوتها وعزتها، ونحن نقتدي بالجزائر إن شاء الله ،كما توحدت الجزائر وتغلبت على الصعاب يستطيع الشعب الفلسطيني أن يتوحد ليتغلب على هذا التهويد القاتل للأقصى والمقدسات والقدس وفلسطين.وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يحفظ الجزائر شعبا وقيادة ورئيسا، وان يحفظ الجزائر أمنها واستقرارها وان يجعلها سخاء ورخاء وسائر بلاد المسلمين.وصلى الله على سيدنا محمد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.