خبر : اسرائيل تراهن على عدم وجود ادلة في قضية اغتيال قيادي حماس وقائد شرطة دبي يتحفظ على أسماء أخرى متهمة بقتل المبحوح

السبت 20 فبراير 2010 12:49 ص / بتوقيت القدس +2GMT
اسرائيل تراهن على عدم وجود ادلة في قضية اغتيال قيادي حماس وقائد شرطة دبي يتحفظ على أسماء أخرى متهمة بقتل المبحوح



القدس المحتلة ـ دبي ـ وكالات: في مواجهة العاصفة الدبلوماسية التي اثارتها قضية جوازات السفر المزورة، نفت اسرائيل الجمعة الاتهامات التي وجهتها شرطة دبي الى جهاز الموساد بالوقوف خلف اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في احد فنادق الامارة.وقال مسؤول اسرائيلي كبير طلب عدم كشف اسمه لوكالة ’فرانس برس’ الجمعة ان ’شرطة دبي لم تقدم في هذه القضية اي دليل ذا طابع اتهامي’.واعلن قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم الخميس ’ان وقوف الموساد خلف القتل اكيد بنسبة 99 بالمئة ان لم يكن مئة بالمئة’.وقال المسؤول الاسرائيلي ’حتى اليوم لا احد يعرف ما الذي جرى. شرطة دبي لم تشرح حتى ظروف وفاة’ المبحوح، الذي عثر على جثته في احد فنادق دبي في 20 كانون الثاني (يناير).وكان خلفان اعلن الاثنين ان 11 شخصا يحملون جوازات سفر اوروبية، بينهم امرأة، ضالعون في عملية الاغتيال وكشف عن تفاصيل دقيقة اظهرت عملية اغتيال محكمة، موضحا ان المبحوح قتل ’بكتم الانفاس’ وانه يمكن ان يكون تعرض لصعقة كهربائية.وعرضت شرطة دبي فيلما مفصلا يستخدم تسجيلات كاميرات المراقبة ويعيد تشكيل مراحل جريمة الاغتيال منذ بدء وصول مجموعة المشتبه بهم الى دبي قبل 19 ساعة من الاغتيال، حتى مغادرتهم جميعا في غضون ساعات قليلة بعد الجريمة.لكن المسؤول الاسرائيلي شدد الجمعة على انه ’ليس هناك اي دليل حتى على انه اغتيل. كل ما نراه على اشرطة فيديو هم اشخاص يتحدثون على الهاتف’.وبناء عليه اعتبر المسؤول الاسرائيلي ان التهديدات باصدار مذكرة توقيف دولية بحق رئيس جهاز الموساد مئير داغان ’سخيفة’.من جهة اخرى قلل المسؤول الاسرائيلي من شأن استدعاء الممثلين الدبلوماسيين الاسرائيليين في كل من بريطانيا وايرلندا وفرنسا والمانيا لطلب توضيحات حول جوازات السفر المزورة من هذه الدول التي استخدمها بحسب دبي اعضاء المجموعة المتهمة بتنفيذ عملية الاغتيال.وقال ان هذه الدول ’طلبت فقط مساعدة من اسرائيل بشأن استخدام جوازات السفر هذه’.كما اعتبر مسؤول اسرائيلي آخر انه ’نظرا الى عدم وجود ادلة، من المتوقع طي القضية سريعا’، بحسب ما نقلت صحيفة هآرتس الجمعة على موقعها الالكتروني.اما وسائل الاعلام الاسرائيلية، فالمحت بشكل واضح الجمعة ايضا الى وقوف الموساد خلف تصفية القيادي في حماس الضالع في قتل جنديين اسرائيليين والذي تعتبره اسرائيل صاحب دور اساسي في تهريب الاسلحة الى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس. وان كانت وسائل الاعلام هذه تجمع بصورة اجمالية على تبرير هذا النوع من العمليات، الا انها تبدي مخاوف من التعقيدات التي قد تنتج عن استخدام الموساد فيها جوازات سفر مزورة وهويات منتحلة.وانتقدت صحيفة ’جيروزاليم بوست’ المؤيدة للحكومة وسائل الاعلام البريطانية التي نددت بشدة باستخدام جوازات سفر بريطانية مزورة، وهي وسيلة لجأ اليها الموساد في الماضي.وكتبت الصحيفة الصادرة بالانكليزية ان ’ثمة ما يدعو الى الاعتقاد بان بعض شرائح المثقفين والاعلاميين في بريطانيا لكانوا ابدوا رد الفعل ذاته لو كان اسامة بن لادن او ادولف ايشمان في فندق (دبي)’ في اشارة الى زعيم تنظيم القاعدة ومجرم الحرب النازي الذي خطفه الموساد عام 1960 في الارجنتين واعدم عام 1962 بعد محاكمته في اسرائيل.واضافت الصحيفة ان ’الذين ينددون بالموساد لا يفهمون ان الغاية تبرر الوسائل احيانا’.وكان الفريق ضاحي خلفان تميم اعلن انه ’في حال ثبت ان الموساد يقف وراء الجريمة، وهو الامر المرجح الان، (سنطالب) باصدار نشرة حمراء بحق رئيس الموساد لمطاردته من قبل الانتربول باعتباره قاتلا’.والنشرات الحمراء التي يصدرها الانتربول هي مذكرات جلب واحضار تستهدف الاشخاص الذين تطالب بهم دول، وذلك وفقا للموقع الالكتروني للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية.وأعلن خلفان، أن هناك أسماء أخرى غير التي جرى الإعلان عنها متهمة في قضية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي الشهر الماضي. وقال خلفان، في تصريحات لتليفزيون دبي مساء الخميس ’نحن نتحفظ على تلك الأسماء لأننا لا نعلن ما لدينا إلا بعد تأكيد هذه المعلومات’. وذكر أن المبحوح ’جاء لدبي كنقطة ترانزيت كي ينتقل منها إلى الصين ولم يقابل أحدا في دبي بل تسوق وعاد إلى غرفته في الفندق حيث حدثت الجريمة’. وأضاف خلفان أن ’واقعة اغتيال المبحوح ستجعلنا نتخذ إجراءات فيها الكثير من الضبط لحركة القادمين لدبي و بأساليب تقنية رفيعة المستوى دون أن يشعر أحد بالمضايقة’. وقال ’سنلاحق المطلوبين بالأساليب القانونية وسنظل وراءهم وسنتمكن من الوصول إلى بعضهم بسرعة’. وحول المحتجزين الفلسطينيين في القضية، قال خلفان إن أحدهما التقى شخصا من المنفذين في المكان والزمان والطريقة التي تثير الريبة والثاني على علاقة وثيقة به وتبين أن عليه حكما بالإعدام من أحد الأطراف الفلسطينية وبالتالي ’احتجزناه لكي لا يأتي أحد فينفذ فيه الإعدام وهو لدينا أيضا لكي نتحقق من طبيعة علاقته بالشخص الأول الذي التقى بأحد المنفذين’. وأبدى خلفان دهشته من ’بعض المسؤولين الفلسطينيين لتركهم القياديين في حركاتهم يتحركون دون حماية، خصوصا إذا كان المبحوح بهذه الأهمية’، مؤكدا أن ’ما قيل عن أن مهمته ترتبط بصفقة أسلحة لا يتفق مع المنطق، فلماذا يتعرض إلى الكاميرات والأجواء العلنية وقد كان بإمكانه أن يذهب مباشرة هو أو القياديون في حركته إلى الدول التي تزودهم بالأسلحه مباشرة’، معتبرا أن ’هذه القصة رددها الإعلام الإسرائيلي لتبرير الجريمة’. وأضاف ’لقد أعلنت بعد 3 أيام من اكتشاف الجريمة أنها لم تعد غامضة، فقد كانت لدينا كل الصور بعد 20 ساعة من وقوعها، والمطلوبون استطاعوا أن يروا الكاميرات في بعض الأماكن ولم يروها في أماكن أخرى’. وطالب خلفان بتشكيل فريق شرطة دولي من الإمارات وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وأيرلندا لملاحقة المتهمين بقتل المبحوح. وأضاف أن المطلوبين في جريمة المبحوح هم مجرمون دوليون تلاحقهم الإمارات لأنهم ارتكبوا جريمة على أرضها وتلاحقهم تلك الدول لأنهم استخدموا جوازاتها.