قضية تصفية محمود المبحوح في دبي تصبح أزمة دبلوماسية بين اسرائيل والدول التي هويات مواطنيها واراضيها استخدمت في العملية – بريطانيا، ايرلندا، فرنسا والنمسا. الاربعة لا تقول هذا صراحة، ولكنها توجه اصبع الاتهام في تنفيذ التصفية وسرقة الهويات الى اسرائيل. اما في اسرائيل بالمقابل فيختارون الحفاظ على الصمت وجاء من مكتب رئيس الوزراء: "لا نتعامل مع تخمينات الصحف". بشكل رسمي يقولون في السفارة البريطانية في اسرائيل ان الحديث لا يدور عن أزمة دبلوماسية، ولكن التوتر بين الدولتين يحتدم. سفير اسرائيل في لندن، رون بروشاور تلقى امس طلبا من وزارة الخارجية البريطانية للوصول هذا الصباح الى حديث استيضاحي مع نائب وزير الخارجية بيتر ريكتس. موقع الانترنت لصحيفة "صان" اقتبس عن محافل في الحكومة البريطانية قالت انها تتوقع من اسرائيل "تقديم تفسيرات بسرعة مضاعفة لما هو معتاد". تحقيق كامل "تنبع الدعوة من أنه ادخلت في القضية اسماء بريطانيين يعيشون في اسرائيل"، قال مصدر دبلوماسي بريطاني، "وهناك اشتباه بسرقة هوية". السفارة البريطانية في اسرائيل تعتزم التوجه الى اولئك المواطنين لمساعدتهم في التصدي للوضع. اضافة الى ذلك استدعي السفير الاسرائيلي في ايرلندا ابروني تسيون، الى حديث استيضاحي في وزارة الخارجية في دوبلن. بل ان الايرلنديين يدعون فرنسا وبريطانيا الى التعاون في التحقيق في القضية. كما اعلن رئيس الوزراء البريطاني، جوردون براون بانه يجب الشروع في تحقيق شامل في اعقاب استخدام جوازات سفر بريطانية من مجموعة المصفين. وقال في مقابلة مع راديو ال.بي.سي: "نحن ندرس الموضوع وملزمون بالشروع في تحقيق كامل. يجب جمع القرائن بشأن ما حصل وفحص كيف نجحوا في عمل ذلك. ومع ذلك، الى أن نفهم ما حصل، محظور اطلاق التصريحات". بعد وقت قصير من ذلك افادت صحيفة "التايمز" البريطانية بان وحدة الجرائم الخاصة في الشرطة البريطانية هي التي ستدير التقدير في الامر. دولة اخرى انضمت الى التحقيق في القضية هي النمسا، التي حسب ادعاء الصحيفة الالمانية "زود دويتشا زايتنع"، اقيمت غرفة عمليات اديرت منها عملية تصفية المبحوح في اراضيها. وحسب الصحيفة، تحليل اجرته محافل تحقيق نمساوية لمكالمات هاتفية ادارها المصفون أظهرت أنه في مكان غير معروف في النمسا اقيم "مركز تنسيق"، كان رجاله على اتصال مع اعضاء الخلية في دبي. وفي الكنيست أيضا بدأوا يعنون بالموضوع، ونائب رئيس المخابرات السابق، النائب اسرائيل حسون من كديما، توجه الى رئيس لجنة الخارجية والامن النائب تساحي هنغبي، بدعوة الى فحص مسألة سرقة الهويات من مواطنين اسرائيليين. بل ان حسون ادعى بانه لا يستبعد ان تكون عملية السرقة تمت من محافل اجنبية قد تكون معادية لدولة اسرائيل، بهدف ادانة الموساد. "يخاف من الانتربول" مايكل برني هاجر من بريطانيا الى اسرائيل ليستقر في كيبوتس بيت هعيمق قبل سنوات عديدة. وبدا أمس متفاجئا في اعقاب سرقة هويته في صالح عملية التصفية في دبي. وروى قائلا: "هاتفي لا يكف عن الرنين. هذا مثير للغضب، ولكن ليس لدي من اشكو منه في هذه اللحظة واؤمن بانه سيكون الحال على ما يرام". كما أنه في كيبوتس نحشوليم جنوبي حيفا تعاظم أمس الانفعال بعد الكشف عن سرقة هوية احد السكان، بول جون كيلي، مواطن بريطاني يعيش في اسرائيل منذ 15 سنة. بول مرمم بناء يعيش في الكيبوتس مع زوجته وثلاثة ابنائه، ترك في بريطانيا وراءه ابن بعمر 22 سنة. وقالوا في الكيبوتس انه "اذا سافر الان فان الانتربول قد يعتقله".