غزة / سما / أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" أن وقت التهديدات انتهى، وحان وقتل العمل للرد على اغتيال القائد محمود المبحوح، معبراً عن ثقته بقدرة "كتائب القسام" على الوفاء بوعدها والإبداع في ذلك. وقال مشعل في كلمة متلفزة، بثّت مباشرة خلال مهرجان تأبين الشهيد محمود المبحوح في شمال قطاع غزة مساء الأربعاء بعنوان" "عهد الرجال": "انتهى وقت الوعيد والحديث عن الانتقام، اليوم يوم العمل، أدعو إخواني جميعاً ألا نتحدث عن الانتقام ولا الوعد به فهذا حصل، اليوم يوم العمل ونحن على ثقة بقدرتكم وإبداعكم يا كتائب القسام، فاستعينوا بالله". كما عبّر عن تقديره لما أنجزته الإمارات وشرطة دبي في إطار التحقيق بالجريمة، مطالباً بالمزيد وإشراك "حماس" بصفتها ولي الدم. وقال مشعل: "طالبنا المسؤولين في دبي أن يلاحقوا القتلة وخطوا خطوات مقدرة مشكورة، هؤلاء القتلة الذين هم ليس عصابة إجرام فحسب، هؤلاء هم الموساد الصهيوني"، وأضاف: "نقول لإخواننا في دبي نحن أولياء الدم في حالة الشهيد المبحوح وليس غيرنا، نعم أنتم تبذلون جهداً نريد المزيد من ذلك ونحن معكم في ذلك، ونحن أولياء الدم، يجب إطلاعنا على الحقيقة، أما الآخرون فهناك المخلص منهم وهناك من يتآمر ويرقص على الجروح". وشدد على أن "ملاحقة القتلة ليس فقط مصلحة لعائلة الشهيد وحركة "حماس" وأهلنا وشعبنا الفلسطيني بل هي مصلحة لكم في دبي وكل الدول العربية، والا فإن الصهاينة سيتجرؤون على استباحة أمنكم"، مضيفاً إنّ "حسن إدارتكم (السلطات في دبي) لهذا الملف هو ما سيردعهم". وشدّد على أن ما جرى "محطة لنذكّر أهلنا العرب أن الخطر الحقيقي على الأمن الوطني القومي ليس "حماس" أو المقاومة أو الشعب الفلسطيني بل الصهاينة هم أعداؤكم وأعداءنا"، وأضاف "غزة لا تهدد مصر، والضفة لا تهدد الأردن، و"حماس" لا تهدد الأمن القومي المصري، بل (إسرائيل) هي عدوتنا جميعاً، هي التي قتلت الأطفال وأسقطت الطائرات". ودعا مشعل الدول الأوروبية خاصة تلك التي حمل القتلة جوازات سفرهم إلى وقت "مراجعة إسرائيل"، وقال "حين سكتّم تجرأ الصهاينة في استخدام الجوازات"، مشدّداً على ضرورة "معاقبة (إسرائيل) على ذلك ووضعها على قوائم الإرهاب بدلاً من وضع قوى المقاومة". وأكد أن ما كشفته شرطة دبي، جاء متوافقاً مع ما أعلنته "حماس" منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها أن الوفاة جاءت بفعل القتل، وقال: "ما قدمته حكومة وشرطة دبي ما زاد إلا أن عزز الموقف الذي أعلنته الحركة عندما أُخبرت الحركة أن رحيل المبحوح جاء نتيجة القتل العمد ولا نريد أن ننصرف عن هذه الوجهة". وأضاف "من قتل الشهيد المبحوح هي المجموعات المجرمة التي يبعثها الموساد شرقاً وغرباً يستبيح بها بلدان العالم دون أن يرف له جفن لا يعبأ بأحد من الشرق أو الغرب"، وأردف قائلاً: "أن يشارك اثنان من المنسوبين لفلسطين هذا لا يغيّر الرواية الأساسية؛ أن الذي قتل المبحوح هو الموساد الإسرائيلي، وهو وأجهزة الأمن الصهيونية الأخرى هم من يلاحقون قادة شعبنا المقاوم". ونبّه مشعل في الوقت ذاته أن الإعلان عن اعتقال شخصين هربا واعتقلا "يسلط الضوء من جديد على الدور للأذناب الذين خسروا دنياهم الذين قبلوا أن يكون عوناً وعبيداً لعدوهم". من جهةٍ أخرى؛ أكّد مشعل أن ارتقاء الشهيد "له معنيان؛ فهو يعزز نهج المقاومة وتطويرها من جهة، ويعزز نهج "حماس" في أسر الجنود من جهة ثانية". وعلى صعيد آخر؛ أشار مشعل إلى أنّ " الحصار على غزّة يؤلمنا، وتأخير الإعمار عن عشرات الآلاف من المنكوبين من الحرب يؤلمنا، والتآمر والتنسيق الأمني والضغط الأمني على الضفة وملاحقة المقاومة يؤلمنا، وكذلك يؤلمنا وضع شروط على "حماس"، والفيتو الأمريكي على المصالحة، وتهديد السلطة والوعيد لمصر"، ولكنّه أكّد على أنّ ذلك كله "لن يدفعنا للتراجع عن حقوقنا وتحرير الوطن والتخلي عن القدس وعن حق العودة والمقاومة، وأضاف "سنبقى مع المقاومة، سنبقى نتمسك بالأرض والقدس وحق العودة وتقرير المصير، هذا حقنا". وتوجه مشعل بكلامه إلى قادة فتح والسلطة والزعماء العرب بالقول "لم يبق في جعبة الأمريكان ما تعطيه لنا ولكم، يكفي الرهان ويكفي الركض خلف السراب، ويكفي تجريب المجرب، في ضوء الثالوث نتياهو باراك ليبرمان والموقف الصهيوني الذي يجاهر أن الوطن البديل في الأردن، إضافة إلى خذلان أوباما". على حد قولهوتابع "تعالوا نحن وإياكم نصنع البديل معاً، ووفق إمكاناتنا وقدراتنا، تعالوا نفرض احترامنا على العالم، الخيار أن نتمسك بحقوقنا، ونقول لا للأعداء، أن تحتضنوا أهل فلسطين، وتكسروا الحصار عن غزة، وتعجلوا إعمارها، وتقولوا لدايتون أخرج من الضفة الغربية"، وأضاف موجّهاً كلامه للمفاوض الفلسطيني والعربي "لو كنت صادقا في التفاوض فأنت محتاج إلى المقاومة وحاجتك إلى المقاومة لا تقل عن حاجتنا لها". حسب قوله وختم مشعل الذي أشاد بأهل غزّة وصمودهم دعا أهل الضفة إلى المقاومة قائلاً "المقاومة المقاومة، لا مخرج لكم إلا بالمقاومة، هذا طريق التحرير، أولويتكم ليس سلام الاقتصاد، وليس البحث عن الاستثمار كما يفعل بعض التعساء عندكم، الخيار هو المقاومة". من جانبه أكد "أبو عبيدة"، الناطق باسم "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" أن قرار الرد والانتقام للشهيد القائد محمود المبحوح قد تم اتخاذه، "وسيكون على قدر الجريمة بإذن الله، وما علي الاحتلال الآن سوى الانتظار، فنحن أولياء الدم، ومهمّتنا القصاص، ومهمّتكم أن تبقوا تعيشون في ذعر ورعب وأن تظلّوا تحت هاجس الخوف". وأضاف "أبو عبيدة" أن"كتائب القسام هي من ستحدد الآلية المناسبة لتنفيذ وعدها، ولن نقول لكم كيف وأين ومتى، فلتستعدوا لنلقي نار غضبنا بطريقتنا الخاصة وبأدائنا المتقن وفي الوقت والمكان اللذين نختارهما". وتابع: "إننا اليوم عندما نقول (عهد الرجال) فإننا نعي ما نقول جيداً، لا نطلقها كلمات جوفاء أو فارغة، بل إن كلماتنا هي ترجمة استباقية لما سيأتي بعدها، اليوم تسمعونها منا بالكلمات، وغداً ترونها ناراً ورصاصاً وأفعالاً واقعة، وما دمتم اخترتم طريق الغدر والاغتيال والإجرام، ووسّعتم من دائرة إرهابكم وبطشكم؛ فسترون جزاء أعمالكم، ولتعلموا أن كتائب القسام قادرة على الردّ بإذن الله، وخياراتها وحساباتها مفتوحة معكم، وإذا كنتم نفّذتم جريمتكم بواسطة الموساد، فنحن لدينا ما يؤلمكم ويقلقكم ويبدد أمنكم ويجعلكم تعيشون في رعب أينما حللتم". وأوضح "أبو عبيدة": "كتائب القسام عوّدتكم على مدار تاريخها أن تردّ على اغتيال قادتها وقادة شعبنا ومجاهديه، وهذه المرّة لن تكون بدعاً من سابقاتها، والتاريخ يشهد لنا ذلك". وأكد الناطق الإعلامي باسم الكتائب أن "الغرسة التي غرسها قائدنا أبو العبد المبحوح وإخوانه، ستبقى مثمرة بل ستزداد ثمراتها بإذن الله، فقد غرس شهيدنا سنّة أسر الجنود الصهاينة، ومضى إلى ميدان آخر، لكن غرسه أثمر المزيد والمزيد من عمليات الأسر والتي توّجت بأسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط". وتابع كلمته: "إذا كان أبو العبد قد أبدع في مجال آخر في عمله الجهادي بعد خروجه من فلسطين؛ فإنه خلّف العشرات من القادة والجنود الذين سيواصلون العمل، ولتكونوا على يقين بأن عقل وأداء المبحوح سيرتقي ويستمر ولن يفرح العدو بقطف أية ثمرة من وراء اغتياله بهذه الطريقة الجبانة". وأوضح "أبو عبيدة" أن الدرب الذي خطّه القائد محمود المبحوح في أسر جنود العدو "سيظل إستراتيجية لدى القسام، ما دام هناك أسير واحد في سجون الاحتلال، وإن مسيرة الشهداء التي قطعناها من أجل إخواننا الأسرى لن نتنكر لها وستظل بصمات الشهيد المبحوح وإخوانه حاضرة في عملنا من أجل تحرير الأسرى مهما كلف ذلك من ثمن، وإن كتائبنا وحركتنا التي قدمت هذه الدماء الزكية الغزيرة من أجل قضية الأسرى هي أهلٌ لإنجاز ما وعدت به بإذن الله تعالى". ووجه المتحدث باسم "القسام" رسالة للعالم ولأعداء الشعب الفلسطيني، قائلاً: "إن الذي يلوّح بعدوان جديد على قطاع غزة، ليستعرض قوّته على شعبنا، أملاً في تحقيق إنجاز عسكري موهوم، فإن القطاع الذي خرّج أمثال القائد المبحوح سيظل شوكة مسمومة في حلوقكم ومعادلة صعبة مستعصية على الحل". وأضاف: "إذا كنتم في حربكم الماضية قد خرجتم بصفر كبير، وأوهمتم أنفسكم بتحقيق أهدافكم؛ فإننا وبعد أن سقط القناع وظهر فشلكم وإحباطكم، ننصحكم بألا تكرروا التجربة، لأنها لن تزيدكم إلا فشلاً وإحباطاً وستكون أشدّ وطأة عليكم، ولتعلموا أن غزة لم ولن تنهار بل ستستقبلكم كتائبنا ومقاومتنا بالمزيد مما تتوقعون وما لا تتوقعون". واتهم حسين المبحوح شقيق المغدور في كلمة آل المبحوح اسرائيل باغتياله وقال "نتهم اسرائيل وموسادها باغتيال الشهيد محمود المبحوح, ولن نتهم احدا غيرهم".وطالب خليل الحية عضو المكتب السياسي لحماس في كلمته السلطة الفلسطينية في رام الله (الضفة الغربية) "بتحمل مسؤولياتها في ما يتعلق بما يثار حول مشاركة عناصر من اجهزتها الامنية في جريمة اغتيال الشهيد محمود المبحوح في دبي مؤخرا".واضاف الحية ان "الثأر لدماء المبحوح قادم لا محالة".واكد ان "دم الشهيد محمود المبحوح القيادي في كتائب القسام لن يهدأ حتى يصل قسامنا لقاتليه, وان يكونوا على مشانق العدل والحق".وتابع "ما زال المجرم الصهيوني جاثما على ارضنا, ما زال يعبث بامننا وبدولنا وبمقدساتنا فعهدنا لكم ان نبقى ثائرين على طريق تحرير الاوطان ولن يقعدنا قتل الشهداء وارتقاء العظماء, ولن يقعدنا ارتقاء القائد الكبير".وقال الحية ايضا "لن يقر لنا قرار ولن يهدأ بركان الانتقام حتى نرى قاتلي القائد محمود وقاتلي كل ابناء شعبنا امام اعيننا يلقون جزاءهم في الدنيا والغضب واللعنة يوم القيامة".وطالب "الدول العربية بحماية أراضيها, وبان تتخذ قرارا بتحريم دخول الصهاينة", داعيا العالم الغربي الى "الضرب بيد من حديد على عبث الصهاينة بمقدرات الدول وتحمل اعبائه ومسؤولياته".