بيروت / أكَّد مسئول العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أسامة حمدان أن عميلين كبيرين من الأجهزة الأمنية عملا مع الموساد من أجل اغتيال القيادي في الجناح العسكري للحركة محمود المبحوح. وكان القيادي في كتائب القسام محمود المبحوح اغتيل في أحد فنادق إمارة دبي في العشرين من شهر يناير/ كانون الثاني الماضي بحقنه بإبرة تؤدي إلى نوبة قلبية، فيما كشفت شرطة دبي مؤخرا عن بعض ملابسات العملية، والتي أفادت بضلوع أحد عشر شخصا وعميلين فلسطينيين في عملية الاغتيال. وقال حمدان إن مشاركة عميلين في العملية يثبت أن الذي نفذ الجريمة هو جهاز الموساد وأنه هو المسئول عنها وأن الكيان الإسرائيلي هو من يقف وراء عملية الاغتيال"، وأضاف "أن من يدافع عن هذين العميلين هو متورط مثلهما في الجريمة". وتابع "وجود هذين العميلين يعيد إلى الذاكرة المرارات التي واجهناها مع الأجهزة الأمنية لاسيما أجهزة دايتون - فياض - أبو مازن، لكنه لا يغير من حقيقة أساسية أن الذي نفذ الجريمة هو الموساد" كما قال. واستطرد "الآن السلطة تريد أن تقول أن العميلين يتبعان هذه الجهة أو تلك في محاولة للدفاع عن نفسها، هذه سلطة مليئة بثغور الفساد والعمالة والارتباط والتنسيق الأمني مع الاحتلال، ولا أظن أن أحدا يستطيع أن يدافع عن سلطة هذا هو نهجها وهذه هي طبيعتها" حسب تقديره. ونفى وجود التباس في الأمر، مجددا تأكيده أن الذي ارتكب الجريمة هو الموساد، وقال: "إذا كان هناك من عملاء ساعدوه فهم عملاء، ويجب ألا نحول الاتجاه من الموساد إلى العملاء، الموساد هو الذي ارتكب الجريمة، وهذان العميلان يثبتان ذلك، ومسألة العملاء أقل من أن تكون هي محور الاهتمام". وشدد حمدان على أن المعلومات التي تمتلكها الحركة حول العملية لا تزال ذات قيمة كبيرة جداً، عاداً أن المعلومات التي كشفتها سلطة دبي تؤكد صدقية ما عند حماس من معلومات، وتزيد من أهميتها". وأكمل "نحن ما زلنا نتطلع إلى متابعة هذا الأمر مع الأخوة في دبي، وبالتالي كشف التفاصيل وجلاء غموض كافة المعلومات، إن تحقق ذلك فهذا جيد، وإلا فنحن سنضع ما بيدنا من معلومات بعد أن نتم تحقيقاتنا وإجراءاتنا الخاصة في الحركة". ونفى القيادي في حماس وجود أي اتصال رسمي مع سلطة دبي لمتابعة القضية، وأضاف "نحن أجرينا اتصالات سياسية وهناك وساطات على مستوى سياسي من أجل لقاء في هذا الاتجاه، لكن حتى الآن لا توجد نتيجة". وأعرب عن استغرابه من تمنع سلطة دبي عن مشاركة حماس في هذا التحقيق رغم أنها الأولى بدم الشهيد محمود المبحوح كونه من قيادات الحركة وكوادرها الأساسية، فضلا عن أن الحركة تمتلك معلومات ثمينة".وكان الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية اللواء عدنان الضميري اتهم حركة حماس بمحاولة التغطية على اختراقها أمنيا عند الحديث عن ضلوع منتسبين للسلطة في اغتيال القيادي بجهازها العسكري محمود المبحوح الشهر الماضي في دبي. وشدد الضميري في حديث للإذاعة الفلسطينية صباح الثلاثاء، على أن شرطة دبي لم توضح إن كان أحد المشتبه بهم منتسبا للشرطة الفلسطينية في الضفة الغربية أو في قطاع غزة. وفي شأن آخر، أشار حمدان إلى أن القمة العربية المقبلة في طرابلس من المأمول أن توجه سؤالا للوسيط المصري، حول ما أنجزه خلال عام من جهوده من أجل المصالحة بعد التفويض العربي، وقال: "الذي فوضه من حقه أن يسأله، وهذا سيكون سؤالا مشروعا، نحن نتمنى أن يكون هناك جهد عربي داعم لتحقيق المصالحة".ونفى بحث حركته عن بديل عن مصر لمتابعة المصالحة الفلسطينية، وأوضح "هناك انقسام فلسطيني، بُذل جهدٌ عربيٌ ثم فوض الجانب المصري بمتابعة هذه الجهود من قبل العرب، إذا نجح الجانب المصري فهذا جيد، إذا لم يتحقق النجاح لأسباب خارجة عن إرادة الجانب المصري فمن الطبيعي أن يكون هناك جهد عربي داعم". وزاد "العرب حريصون على الوحدة الفلسطينية، وهذا ما سمعناه خلال جولتنا العربية مؤخرا، ونأمل أن يبادر الأشقاء العرب بدعم الجهد المصري، والدخول على الخط من أجل تحقيق المصالحة". وفيما يتعلق بتطورات صفقة تبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، اكتفى حمدان بالقول: "لا جديد حتى هذه اللحظة".