التقى رئيس الوزراء أمس بالرئيس الروسي ديمتري مدفديف في لقاء استغرق نحو ثلاث ساعات. في ختامه، لم تسارع موسكو الى الاعلان عن تشديد العقوبات على ايران. ولكن بالمقابل، خرج بنيامين نتنياهو مع انجاز في يده – تصريح بموجبه لا توجد نية روسية لبيع ايران صواريخ مضادة للطائرات من طراز اس 300، خلافا لما نشر في الاونة الاخيرة، كما افاد "معاريف" مصدر سياسي اسرائيلي كبير. كما أن رئيس الوزراء نفسه قال "اني اعتمد على ما سمعت تماما في أن ما يوجه روسيا هو اعتبارات الاستقرار الاقليمي". وحسب المصدر السياسي، فان النشر الاشكالي عشية سفر نتنياهو يعود مصدره الى الصناعات الامنية في روسيا، والتي تضغط باتجاه تنفيذ الصفقة لاسباب اقتصادية. "مواقف بوتين ومدفديف لم تتغير وهما لا يعتزمان تنفيذ الصفقة. غير أن محافل تجارية، تمثل الصناعات الامنية هناك، سعت الى دفع الصفقة الى الامام"، قال المصدر.وفي هامش الامر وقع أمس حرج لسفيرة اسرائيل في روسيا، آنا أزري حين ابقيت هذه في خارج اللقاء المحصور بين كبار المسؤولين من الدولتين. في وزارة الخارجية غاضبون ويهاجمون بشدة مكتب رئيس الوزراء متهمين اياه بانه هو الذي منع دخولها كجزء من صراع داخلي بين المكتبين. وقضى الروس بان يدخل اللقاء من كل طرف اربعة اشخاص. رئيس الدولة وثلاثة آخرون. مكتب رئيس الوزراء اختار ان يدخل اضافة الى المستشار السياسي عوزي اراد، السكرتير العسكري لرئيس الوزراء اللواء يوحنان لوكر وكذا وزير شؤون الشتات والاعلام يولي ادلشتاين. واضطرت السفيرة الى البقاء بحرج في الرواق. "هذا استخفاف تام بوزارة الخارجية. هذا بصراحة موقف هواة ومصالح من مكتب نتنياهو. فهم يخافون من المنافسة حيال رجال وزارة الخارجية ويفعلون كل شيء كي يبعدونهم عن المعرفة"، قال بغضب مصدر في وزارة الخارجية. ومقابل اسرائيل، في الجانب الروسي شارك اضافة الى الرئيس مدفديف مستشاره السياسي الكبير سيرجيه فريخودكا، وممثلا وزارة الخارجية: نائب الوزير والمبعوث الخاص لمدفديف لشؤون الشرق الاوسط الكسندر سلطانوف والمندوب في السفارة الروسية في اسرائيل آناتولي يركوف. وبعد اللقاء تطرق نتنياهو الى المساعي لضم موسكو الى اجراءات تشديد العقوبات على ايران وقال: "قلت لمدفديف ان هناك حاجة لعقوبات تمس بشكل مقنع باستيراد منتجات النفط الى ايران واستيراد النفط الايراني. ووجدت تفهما كبيرا". غير أنه بعد اللقاء الطويل ايضا لم ينجح رئيس الوزراء في أن ينتزع التزاما قاطعا من الروس في هذا الشأن. واليوم يلتقي نتنياهو رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين.
