تجدد اتصالات التهدئة “عن بعد”.. والوسيط بحبح للغزيين: أعدكم بإيجاد معادلة مقبولة

الثلاثاء 10 يونيو 2025 06:08 م / بتوقيت القدس +2GMT
تجدد اتصالات التهدئة “عن بعد”.. والوسيط بحبح للغزيين: أعدكم بإيجاد معادلة مقبولة



غزة/سما/

أفادت مصادر فلسطينية مطلعة، بأن المفاوضات الخاصة بالتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة، تجرى في هذه الأوقات “عن بعد”، بدون وجود طرفي التفاوض (حماس وإسرائيل)، في مكان واحد، وأن الامر من الممكن أن يتطور إلى جولة جديدة من المفاوضات “غير المباشرة”، حول المقترح الأخير الذي قدمه المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وبحسب صحيفة القدس العربي، فإن جملة اتصالات أجراها الوسطاء المصريون والقطريون خلال الأيام الماضية مع قيادة حركة حماس، إلى جانب اتصالات أخرى مع الجانب الإسرائيلي في مسعى لحلحلة النقاط الخلافية حول مفاصل مهمة في “خطة ويتكوف”، لها علاقة بإجراءات عملية.

ولا تزال الخلافات حول قضايا مهمة صعبة، لم يجري التوصل إلى مقاربات حول حلها، وفي مقدمتها شكل الصيغة المطلوب أن يتضمنها الاتفاق في الحديث عن نهاية الحرب، وكذلك أعداد الأسرى الذين سيطلق سراحهم في صفقة التبادل، إلى جانب مواعيد عملية التبادل.

وتريد حركة حماس ان يتضمن الاتفاق الجديد نصا صريحا يشير إلى انتهاء الحرب كاملة، وعدم عودة إسرائيل للتصعيد الحربي، حتى في حال لم يتم حل المسائل الخلافية، ورفض شكل صيغة الاتفاق السابق الذي ترك هذا البند للمرحلة الثانية من الاتفاق، وهو أمر لا تزال إسرائيل ترفضه، فيما يجري البحث بمشاركة الطرف الأمريكي عن بديل يقبله الطرفان، يضمن استمرار سريان اتفاق التهدئة.

أما بخصوص الأسرى، فالحديث يدور عن تباين في المطالب حول عدد ونوعية الأسرى الذين تطالب حماس بإطلاق سراحهم، وكذلك عدد الأسرى من الجنود الإسرائيليين الذين تطلب إسرائيل أن تشملهم صفقة التبادل وموعد تسليميهم.

وحسب تقارير عبرية فإن الوسيط الأمريكي من أصل فلسطيني بشارة بحبح، عمل على تقديم حل وسط جديد لكن لم يتحقق حتى الآن، فيما تتمسك حركة حماس بموقفها الذي يطلب ضمانات أميركية لإنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، كما أنها لا تزال ترفض إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين خلال الأسبوع الأول للتهدئة المقترحة، وتطلب بأن يكون اطلاق سراح هؤلاء الأسرى الأحياء وكذلك الموتى على طول مدة التهدئة التي تدوم لـ 60 يوما، فيما ترفض إسرائيل هذه المطالب، كما لا تزال ترفع شعار التهدئة المؤقتة القائمة على تبادل الأسرى، دون التعهد بتهدئة دائمة.

وحسب المعلومات المتوفرة، فإن الصيغة المعدلة للمبادرة تشمل “ضمانات أميركية شفهية”، تؤكد الالتزام بالسعي الجاد نحو وقف دائم للقتال، إلى جانب انسحاب إسرائيلي تدريجي من المناطق التي احتلها في قطاع غزة، يتراجع فيه جيش الاحتلال إلى المناطق التي كان يتواجد فيها خلال التهدئة الماضية التي انتهت يوم 2 مارس الماضي.

ونقل موقع قناة ” i24news” الإسرائيلية تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال فيها “هنالك حاليا مفاوضات مهمة بشأن غزة تشارك فيها حتى إيران”، وأضاف: “المفاوضات تجري بين حماس وإسرائيل وإيران، سنرى ما سيحدث هناك. نريد عودة الرهائن، هذا كل ما أستطيع قوله”.

ولا تزال الاتصالات بين أطراف الوساطة الثلاثة قائمة، بهدف التوصل إلى حل وسط، في إطار الجهود التي تبذل مع حماس وإسرائيل عن بعد، في الوقت الذي يدور فيه الحديث عن قناعة المبعوث الأمريكي ويتكوف، بإمكانية التوصل إلى تهدئة وفق مقترحه الأخير الذي وضعت عليه حماس بعض الاعتراضات، خاصة بعدما تردد أن مساعده بحبح قدم مقترحات لحل وسطي، تقوم حركة حماس بدراستها في هذا الوقت.

وفي هذا السياق خاطب الوسيط بحبح في رسالة كتبها لأهالي قطاع غزة على صفحته على موقع “فيسبوك”، متحدثا عن تطورات التهدئة “أود ان أقول إلى شعبنا في غزة أنني آسف جدا على نكبتكم، وأنا آسف على ما تمرون به”.

وأضاف “أوعدكم وعد الحر أنني اعمل ليلاً ونهاراً على إيجاد معادلة مقبولة لوقف إطلاق النار”، لافتا إلى أنه خلال فترة عيد الأضحى لم يتوقف عن الاتصال بالأطراف المعنية لـ “إيجاد حل”، وقال “لم اسمح لأحد أن يرتاح ما دمتم تحت وطاءة النار، تفاءلوا دوما بأننا سوف نصل إلى وقف إطلاق النار وإيجاد حل دائم ان شاء الله”.

ويتردد أن هذه الاتصالات الأخيرة نجحت بالسماح بمرور بضائع تجارية لصالح التجار، إلى جانب تلك القليلة التي للمنظمات الأممية، على أن تشهد قادم الأيام زيادة في هذه الكميات، وأن يسار إلى الشكل السابق لدخول المساعدات الذي كان قائما خلال فترة التهدئة الماضية.

ه ولم تتحدث حركة حماس صراحة عن المفاوضات والاتصالات الجارية في هذا الوقت، بما فيها الاتصالات التي أجراها معها الوسيط الأمريكي بحبح، وسط أنباء تشير إلى أن الحركة ستسلم ردها على الأفكار الجديدة في هذا الوقت.

وكتب القيادي في حماس باسم نعيم، عضو وفد الحركة في مفاوضات التهدئة على صحفته على “فيسبوك” يقول “أخبار المقاومة اليوم في غزة تؤكد أن الانكسار والاستسلام ليس من مفرداتها”، وأضاف “ومن يراهن على ذلك سينتظر طويلاً ودون جدوى”.