رئيس الاركان الامريكي، الادميرال مايكل ملن، هبط أمس في اسرائيل ليحل ضيفا على رئيس الاركان غابي اشكنازي. ومع أن الزيارة تقررت قبل اشهر عديدة فان توقيتها – حرب قوات التحالف في افغانستان ضد طالبان والاعلان عن فرض عقوبات على ايران – فضولا بالنسبة لاهدافها. في مستهل حديثه أمس في مبنى السفارة الامريكية في تل أبيب تناول ملن موضوع ايران واعرب عن قلق شديد من اعلاناتها الشهر الماضي. وقال: "هذه دولة تضعضع الاستقرار في كل المنطقة، مع تأثير على حماس، حزب الله، العراق، اليمن وافغانستان". واضاف بان "الادارة الامريكية جد جدية في نواياها لفرض عقوبات حادة، وآمل ألا ينتهي هذا بمواجهة. وسئل الادميرال عن التقديرات في بلاده بشأن الموعد الذي ستكون فيه من ايران قنبلة نووية فأجاب: "الاراء في الادارتين الامريكية والاسرائيلية منقسمة، ولكن المسافة تتراوح بين سنة وثلاث سنوات. من ناحية السياسة الامريكية – محظور أن تكون لدى ايران قدرة نووية. هذا واضح منذ زمن بعيد".وسئل الادميرال الامريكي المرة تلو الاخرى عن امكانية هجوم امريكي في حالة عدم نجاح المحادثات او العقوبات. فقال: "قلت مرات عديدة: نحن لا نشطب أي خيار ولا توجد نية لعمل ذلك. مواجهة مع ايران ستحدث مشكلة كبيرة لنا جميعا وانا قلق جدا من الاثار غير المتوقعة لهجوم على ايران". وحين سئل اذا كانت هناك نقطة تشكل "خطا احمر" فاجاب: "واضح أنه في نقطة ما توجد حدود، ولكننا لسنا هناك بعد. من المهم استنفاد كل الاتصالات الدبلوماسية". "نحن قلقون" في كل ما يتعلق بامكانية هجوم اسرائيلي في ايران قال الادميرال ان بلاده ستبذل كل ما في وسعها كي توفر حماية لاسرائيل. "اسرائيل تؤيد السياسة التي يقودها الرئيس اوباما ورئيس الاركان غابي اشكنازي اوضح لي ذلك في لقائنا قبل بضعة اسابيع"، شرح واضاف: "مع ذلك هذا لا يعني اننا غير قلقين. لدينا تقدير كبير لاسرائيل ونحن حريصون على امنها. سيادتها هامة لنا". وعندما سئل اذا كانت هناك نية لنصب بطاريات صواريخ باتريوت في اسرائيل اجاب بان لا علم له عن ذلك. في جهاز الامن رفضوا التطرق لتفاصيل الزيارة ولكنهم ألمحوا بانه اذا كانت المفاوضات مع الايرانيين في الماضي "الجزرة" والعقوبات "العصا" فقد اصبحت اليوم العقوبات "الجزرة" اما "العصا" فستأتي في شكل عملية عسكرية. "التحديات بقيت" في المساء اجرى رئيس الاركان اشكنازي وليمة رسمية على شرف ضيفه الامريكي، الذي التقاه تسع مرات بالاجمال منذ تسلم منصبه وثلاث مرات في اسرائيل. وشارك في الوليمة ايضا السفير الامريكي في اسرائيل، مساعد الادميرال، نائب رئيس الاركان اللواء بيني غينتس وجنرالات في هيئة الاركان. وشكر اشكنازي ملن على زيارته، أثنى على العلاقات بين الجيشين والدولتين وقال انه يجب تطويرها. واجاب الادميرال انه يسره العودة الى اسرائيل. "زعامة رئيس الاركان اشكنازي حسنت العلاقات بيننا ولكن التحديات بقيت على حالها". في اثناء الزيارة سيلتقي ملن ايضا وزير الدفاع ايهود باراك، وسيبحث معه ضمن امور اخرى في قرار القيادة السياسية في الولايات المتحدة لاستخدام العقوبات ضد ايران.