بيون (الهند) 13 فبراير شباط (رويترز) - انفجرت قنبلة اليوم السبت في مطعم مزدحم في مدينة بيون الهندية مما تسبب في مقتل ثمانية أشخاص على الأقل بينهم أجنبي في أول هجوم كبير يقع في الهند منذ هجوم مومباي عام 2008. ويأتي الانفجار بعد يوم واحد فقط من اتفاق الهند وباكستان على إجراء محادثات رفيعة المستوى في نيودلهي في 25 فبراير شباط. وعلقت الهند بعد هجمات مومباي عملية سلام انطلقت قبل ذلك بأربعة أعوام مع اسلام اباد. وأنحت نيودلهي باللوم في هجمات مومباي على متشددين مقرهم باكستان. وقالت الشرطة إن القنبلة كانت مخبأة في حقيبة تركت بمطعم جيرمان بيكري الذي يفضله الزوار اليهود والأوروبيون عندما كان المطعم مكتظا بالسياح مساء اليوم السبت. وقال فينود دهيل وهو موظف في المطعم "سمعنا دويا شديدا وهرعنا جميعا للخارج. التأثير كان كبيرا جدا لدرجة أنه كانت هناك أجزاء بشرية صغيرة متناثرة في كل مكان." ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي أصيب فيه أيضا 32 شخصا بجروح. لكن أي إشارة على تورط باكستان ستزيد العلاقات سوءا بين الخصمين النوويين وتزيد الاضطرابات في منطقة تخيم عليها ظلال الحرب في افغانستان. وقال تشاجان بوجبال نائب رئيس وزراء ولاية مهاراشترا بغرب الهند التي وقع فيها كلا الهجومين في بيون ومومباي "هذا هجوم ارهابي على الهند." لكن المسؤولين لم ينحوا باللائمة على أي جماعة وقالوا إن هناك حاجة لمزيد من التحقيقات. وتناثر الحطام في جميع أرجاء المطعم الواقع بالقرب من مكان للتعبد يرتاده أيضا أجانب ويقع بالقرب من مركز يهودي. وتسببت شدة الانفجار في سقوط لافتة المطعم وتطاير نوافذه وحدوث حفرة كبيرة في أرضه. وقال أحد الأجانب بينما كان يلتقط أنفاسه مستندا إلى جدار في مكان الحادث لتلفزيون سي ان ان - آي بي ان المحلي " لقد كانت (القنبلة) تحت إحدى الطاولات... نقلنا العديد من الناس إلى عربات الإسعاف... لم يعد هناك جيرمان بيكري." وقالت الشرطة في باديء الأمر إن أربعة أجانب قتلوا لكن مسؤولين في حكومة الولاية عدلوا الرقم إلى قتيل أجنبي واحد. وتقع بيون على بعد بضع ساعات بالسيارة من مومباي. ووضعت الهند كل المطارات ومحطات السكك الحديد في حالة تأهب قصوى بعد الانفجار وشددت الإجراءات الأمنية حول فريقي الكريكت الهندي والجنوب افريقي اللذين يلعبان في البلاد. وقتل متشددون 166 شخصا خلال هجوم استمر ثلاثة أيام في مدينة مومباي المركز المالي والتجاري للهند عام 2008. وأثار الهجوم توترات بين باكستان والهند. وقبل مومباي وقعت سلسلة هجمات في مدن هندية في عام 2008 أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص. وأنحت الشرطة باللائمة في كثير من الهجمات على متشددين إسلاميين داخليين وأعلنت جماعة غير معروفة تطلق على نفسها "مجاهدي الهند" المسؤولية عن بعض الهجمات. لكن بعض المتشددين الهندوس كانوا موضع اشتباه في بعض الهجمات. وقال جي كيه بيلاي وهو مسؤول بارز في وزارة الداخلية للصحفيين إن مكان التعبد في بيون كان أحد المواقع التي مسحها ديفيد هادلي الذي اعتقل في الولايات المتحدة في العام الماضي واتهم باستكشاف الأهداف لهجمات مومباي. وتشتبه الهند في أن له علاقة بجماعة عسكر طيبة التي ينحى عليها باللائمة في هجمات مومباي. وتحذر السلطات من تجدد تهديد الهجمات على الأراضي الهندية وكثفت إجراءات الأمن في الأشهر الأخيرة في أنحاء البلاد البالغ عدد سكانها مليارا و200 مليون نسمة. وطالبت نيودلهي باتخاذ إجراءات ضد المتشددين الذين تقول إنهم كانوا وراء الهجوم على مومباي قبل أن يكون ممكنا استئناف عملية السلام لكنها عرضت هذا الشهر عقد محادثات رفيعة المستوى على الرغم من عدم إحراز تقدم يذكر في المحاكمة التي تجريها باكستان لسبعة أشخاص مشتبه بهم. وقال محللون إنه بالرغم من أن عدم توقع تحقيق انفراجة بشأن النزاعات الأساسية في المدى القصير فإن تجدد الاتصال بين الجانبين بعد أكثر من عام يعتبر علامة جيدة