خبر : الاخوان: دعم فك ارتباط حماس بالاردن وصراع على النفوذ والتبرعات بالخليج

الجمعة 12 فبراير 2010 01:24 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الاخوان: دعم فك ارتباط حماس بالاردن وصراع على النفوذ والتبرعات بالخليج



عمان ـ تولى القيادي البارز في التيار الاخواني الاردني ورئيس مجلس الشورى مهمة البحث عن آلية للتفاهم على تفاعلات وتطبيقات وآليات تطبيق توصية مثيرة للجدل وصلت مؤخرا لشعبة الاخوان الاردنية وتقضي بالعمل على "تفكيك الارتباط" الاداري والتنظيمي بين الجماعة الاخوانية وحركة حماس التي تنامت فيها مؤخرا طموحات الاستقلال.نخب المطبخ الاخواني قررت مسبقا ابقاء التحاور حول هذا الامر الحساس جدا في الغرف المغلقة والسر منعا لوصول مؤسسات الاعلام وتجاذباتها لأحد محاور الخلاف الاساسية بين جناحي الحمائم الداعين "لأردنة" مؤسسات الحركة الاخوانية، والصقور المتمسكين بالعلاقة التنظيمية مع حركة حماس باعتبار القضية الفلسطينية هي القضية المركزية والاولى لكل المسلمين، كما اوضح المراقب العام للجماعة الاخوانية الشيخ همام سعيد وهو يعلق على استفسارات سابقة للقدس العربي.وقصة تفكيك العلاقة التنظيمية مع حركة حماس يتبناها الآن اربعة اعضاء بارزون في المكتب التنفيذي للاخوان المسلمين مستندين الى قرار مرجعي اقرب لصيغة الفتوى وصل مؤخرا لرئيس مجلس الشورى الشيخ عربيات ويحسم خلافا حول تبعية المكاتب الفرعية في الخارج وتحديدا في دول الخليج للتنظيم الاخواني.وصاحب الفتوى كان مكتب الارشاد العام في القاهرة للتنظيم الاخواني الذي صدم قادة اخوان عمان عندما اوصى بعدم تبعية المكاتب الخارجية والادارية تنظيميا وسياسيا لجماعة الاخوان، الامر الذي يعني تبعيتها لحركة حماس ويمهد بالتالي لاستقلال حماس التنظيمي، الامر الذي يدعمه بقوة حمائم التيار في عمان من الداعين لأردنة الحركة وتفرعاتها.الامين العام السابق لحزب جبهة العمل الاسلامي الشيخ زكي بني ارشيد ابلغ "القدس العربي" بان الفتوى المشار اليها لمتصل بصفة رسمية بعد لمؤسسات الاخوان مشيرا الى ان مضمونها سواء اوصلت او لم تصل يخص التنظيم الاخواني وليس الحزب مقترحا التريث حتى تصبح الفتوى اياها رسمية. قادة الاعتدال بطبيعة الحال يرفضون التريث ويسعون لاستثمار توصية مكتب الارشاد لصالح مشروع قديم يفكك العلاقة التنظيمية بين الاخوان وحركة حماس، فيما تشير مصادر اخوانية الى ان الشيخ عربيات على علم بوصول رسالة رسمية من مكتب الارشاد تدعم جوهريا الخيار القاضي بفك ارتباط نسخة الاخوان الفلسطينية وهي حركة حماس بالتنظيم الاخواني الاردني.وتوصية من هذا الطراز نتج عنها فورا احتدام الصراع مجددا في المربع الحرج بين جناح في حركة حماس يقوده خالد مشعل زعيمها السياسي يبدي الاستعداد لدعم الانفصال عن جماعة الاخوان المسلمين الاردنية، وبين التيار الصقوري في الجماعة الاخوانية بقيادة الشيخ همام سعيد الذي يرفض التخلي عن العلاقة التنظيمية التشابكية مع الحركة.وعاد هذا الصراع بقوة لاروقة الجماعة والحركة الباطنية بعدما انتصر مكتب المرشد العام للاخوان في مصر لتيار الاردنة المعتدل في الحركة الاسلامية الاردنية اثر الخلاف على اشكالية مرجعية المكاتب والافرع الادارية في الخارج وتحديدا في دول الخليج.واجتهد قادة الاخوان طوال السنين الاربع الماضية في اخفاء هذا الخلاف الجذري وحصره في القنوات الداخلية والغرف السرية المغلقة وبعد طول خلاف احتكم الطرفان لمكتب المرشد العام في القاهرة بعدما فشلا في التوصل الى اتفاق حول التبعية التنظيمية وبالتالي السياسية والمالية لمكاتب الاخوان الخارجية.موقف مكتب الارشاد العام بطبيعة الحال يؤكد مشروع الجناح المعتدل في التيار الاخواني الاردني، والداعي لأردنة الحركة بمعنى تفكيك علاقتها التنظيمية بالتنظيم الاخواني الاردني لكن خبر الفتوى نفسها نزل كالصاعقة على الجناح الصقوري في عمان الذي فوجىء بمضمون الفتوى بعدما كان الطرف الذي اقترح اصلا اللجوء لمكتب الارشاد العام لحسم الخلاف.والخلاف كان قد بدأ اصلا تحت عنوان تبعية الافرع والمكاتب الفرعية في دول الخليج تحديدا حيث يشارك ممثلو هذه المكاتب في الانتخابات الداخلية ولديهم حصة من مقاعد مجالس الشورى وهيئات الحكم والقرار الاخوانية، وتعتبر هذه المكاتب ـ وقد يكون ذلك الاهم ـ منجما للدعم المالي حيث تعتبر الحلقات الانشط في جمع التبرعات والاشتراكات باسم القضية الفلسطينية وتحول المبالغ المجموعة لأرصدة مؤسسات الاخوان في عمان لان المرشد العام السابق في القاهرة كان يعتمد هيئات دول الخليج تابعة لشعبة الاخوان الاردنية.وكون الفتوى الجديدة تنص على ان هذه المكاتب والافرع لا تتبع بالقرار السياسي هيئات الاخوان المسلمين الاردنية يعني ذلك ان حركة حماس ستكون المستفيد المركزي من الثقل السياسي في هذه المكاتب وايضا ستصبح الطرف المباشر في الحصول على الاموال المجموعة كتبرعات بدون وساطة او مرجعية مكاتب الاخوان في عمان.وبهذا المعنى تعزز فتوى مكتب الارشاد المصري طموح خالد مشعل في التخلص العملي من التبعية التنظيمية لصقور الاخوان في عمان وهو امر طالما شكل قيدا على مشعل في اطار العلاقة مع الساحة الاردنية واعتبر شرطا من قبل عمان لتطبيع العلاقة مع حركة حماس.ويعتقد مشعل ان هذا الخيارالمريح يعزز حصة حماس كشعبة فلسطينية للاخوان في هيئات مكاتب المرشد العام الامر الذي يمنح الحركة ندية ومرونة في الأفق السياسي بدلا من الارتهان دائما وابدا لسقف قادة الاخوان المسلمين ورعايتهم الابوية. عن القدس العربي