بعد اسبوع من التقرير عن أن كبير حماس محمود المبحوح صفته مغتالات في دبي، يتبين أن العلاقة بين حماس وايران اصبحت هدفا حقيقيا. فقد افادت مصادر امنية فلسطينية "معاريف" بانه في تفجير "باص السياح" في دمشق قبل نحو شهرين، قتل خمسة نشطاء من الحرس الثوري الايراني وثلاثة نشطاء غزيين من حماس. وبالتوازي اضافت المحافل الفلسطينية بان خبراء عسكريين ايرانيين يمكثون الان في قطاع غزة ويساعدون الذراع العسكري لحماس. في بداية شهر كانون الاول وقع انفجار شديد في باص سياحي في منطقة السيدة زينب في دمشق. وتحدثت تقارير اولية عن عملية ارهابية ضد حجاج من ايران، الا أن محافل رسمية في سوريا سارعت الى النفي. الرواية الرسمية السورية ادعت بانه عندما دخل الباص الى الكراج انفجر أحد العجلات وادى الى موت ثلاثة اشخاص بينهم سائق الباص ومساعده. صور الباص المفحم، الذي تحطم تماما طرحت علامة استفهام كبرى على هذه الرواية. في حديث مع "معاريف" دحضت محافل امنية فلسطينية الادعاءات السورية التي قالت ان هذا باص سياحي بريء. وبزعمهم، سافر في الباص نشطاء من الحرس الثوري الايراني ونشطاء من حماس من غزة، كانوا انطلقوا لتدريبات عسكرية في خارج البلاد. وفي انفجار الباص قتل خمسة اشخاص من الحرس الثوري وثلاثة من نشطاء حماس، الا ان دمشق ، طهران وغزة حافظوا على تعتيم كامل. في هذا السياق يجدر بالذكر أنه في نهاية كانون الاول وقع انفجار آخر، هذه المرة في "المربع الامني" لحزب الله في بيروت، حيث قتل نشيطان من حماس. هنا أيضا حاولت المنظمة الحفاظ على تغطية اعلامية متدنية ولم توجه اصبع اتهام نحو اسرائيل مثلما فعلت اثر تصفية المبحوح. "يتميز في مجال السلاح" بالتوازي مع تلك الاحداث الغريبة في خارج البلاد تشير المصادر الامنية الفلسطينية بان علاقة حماس – ايران تتم الان بشكل وثيق في غزة ايضا. وبزعمهم، في قطاع غزة يتواجد رجال الحرس الثوري من وحدة المساعدة العسكرية وانتاج الوسائل القتالية. اغلب الظن أربعة من اولئك الايرانيين قتلوا هذا الاسبوع في حادثة عمل وقعت في مختبر متفجرات كبير لحماس. هذا الحدث أيضا ابقته حماس في ظل تعتيم مطلق. الحدث نفسه وقع يوم الاربعاء الماضي، عند الساعة 11 صباحا، حيث سمع فجأة صوت انفجار شديد في مبنى سكني في مدينة غزة. قوات كبيرة من الاطفاء والنجدة هرعت الى المكان، لمعالجة حدث انفجار "بالون غاز". ومع ذلك، يتبين من مصادر فلسطينية ان داخل المبنى، الذي يعود الى عائلة الغفري، كان "معمل" لانتاج العبوات الناسفة والصواريخ. "حماس استأجرت في المكان شقة وقبو كبير"، يقول مصدر فلسطيني، "في القبو كانوا ينتجون وسائل قتالية". بعد وقت قصير من الانفجار وصل الى المكان ايضا رجال الامن الداخلي، مخابرات حماس في غزة، ونشطاء الذراع العسكري لحماس. واعلنوا كل المنطقة منطقة عسكرية مغلقة، ابعدوا كل المواطنين ومنعوا الفضوليين من الاقتراب. حسب تقارير فلسطينية، اخلى رجال حماس من المكان بضعة جثث: بعض من رجال حماس واربعة خبراء ايرانيين. بعد ذلك ابعدوا من المكان كميات كبيرة من الوسائل القتالية. بعد يوم من الحدث نشرت حماس منشورا غامضا نشر فيه اسم احد القتلى في الحدث: نشيط في الذراع العسكري يدعى ابو دجانة عبدالرحمن. منشور حماس أكد بان ابو دجانة قتل يوم الاربعاء دون أن يذكر ظروف موته. في حماس لم يكشفوا عن الانفجار في مختبر المتفجرات. واكتفوا ببيان قال ان ابو دجانة قتل في "مهمة جهادية". ومع ذلك، في سياق المنشور يتبين أن ذات القتيل كان عنصرا هاما في منظومة انتاج السلاح لدى حماس. وجاء في المنشور ان "الشهيد ابو دجانة تميز جدا في مجال انتاج السلاح" وكان احد البارزين في كتائب القسام. وقد وفر عبوات ناسفة ووسائل قتالية لازمة للحرب".