مصداقية التقرير الذي كتبته لجنة غولدستون عن احداث "رصاص مصبوب" تلقت ضربة شديدة أمس، في اعقاب نشر اقوال الخبير العسكري الرئيس للجنة، ديزموند ترافرس، لمجلة لشؤون الشرق الاوسط ادعى فيها بأن حماس اطلقت في الشهر الذي سبق الحملة صاروخين على اسرائيل فقط. وتظهر هذه الاقوال في التقرير الذي كتبه المركز المقدسي للشؤون العامة والسياسية برئاسة د. دوري غولد، السفير الاسرائيلي السابق الى الامم المتحدة والمستشار السياسي لبنيامين نتنياهو. ويركز التقرير الانتباه الى مواقف العقيد ترافرس، ضابط كبير سابق في الجيش الايرلندي، والذي كان العسكري الوحيد بين اربعة اعضاء اللجنة التي ترأسها ريتشارد غولدستون. ضمن امور اخرى، قضى التقرير الذي كتبه المقدم احتياط يونتان دحوح – هليفي والذي في اثناء كل المقابلات التي اجرتها اللجنة مع المواطنين الفلسطينيين في القطاع في اثناء نشاطها، لم يكلف نفسه ترافرس او اعضاء اخرون في اللجنة عناء السؤال اذا كان الشهود، الذين ادعوا بان منازلهم قصفها الجيش الاسرائيلي، هم اعضاء في حماس او في الجهاد الاسلامي واذا كانت المنازل استخدمت لتخزين وسائل قتالية. وتوجد المقابلات في موقع انترنت الامم المتحدة ومع ذلك، حين اجرى مقابلة مع خبيرين نفسيين فلسطينيين، سألهما ترافرس كيف يمكن لجنود الجيش الاسرائيلي ان يقتلوا اطفالا امام اهاليهم وتعاطى مع ذلك كحقيقة ناجزة. ادعاءات ضد الجيش الاسرائيلي في المقابلة التي منحها ترافرس الاسبوع الماضي لمجلة Middle East، فصل سلسلة من الادعاءات الشديدة ضد الجيش الاسرائيلي، لا تظهر على الاطلاق في تقرير غولدستون. ضمن امور اخرى ادعى بان الجيش الاسرائيلي استخدم ادوات طائرة غير مأهولة قادرة على اكتشاف الناس داخل المنازل حسب حرارة اجسامهم، ومن خلال ذلك هاجم عن قصد منازل اختبأ فيها عشرات المواطنين الفلسطينيين. كما ادعى بأن اسرائيل شنت هجوما على غزة رغم انه حسب اقواله اطلقت حماس فقط صاروخين نحو الاراضي الاسرائيلية في الشهر الذي سبق الحملة وان المنظمة طلبت مواصلة وقف النار "التهدئة". تقرير المعهد يشير الى ان ترافرس يتجاهل حقيقة ان فقط في ثلاثة ايام في اثناء ذاك الشهر، اطلقت حماس 32 صاروخا نحو اسرائيل وحسب اقوال الناطقين بلسان حماس انفسهم، بمن فيهم زعيم المنظمة خالد مشعل، فقد قرروا بأنفسهم انهاء التهدئة. كما ينفي ترافرس ايضا نفيا باتا، في مقابلتين لوسائل الاعلام، امكانية ان تكون حماس استخدمت المساجد في القطاع لتخزين وسائل قتالية، رغم البراهين التي عرضتها اسرائيل على ذلك وشهادة ضابط كبير في الجيش البريطاني زار غزة ووجد علائم واضحة على ذلك في مسجد. وحسب ترافرس، كل ادعاء بشأن استخدام المساجد "يعكس مفاهيم غربية بموجبها الاسلام هو دين عنف". وكدليل آخر على تحيزه الواضح ضد اسرائيل، يجلب التقرير اقتباسات عن مقابلة منحها واتهم فيها ترافرس اسرائيل في انه في الفترة التي كان فيها جنود ايرلنديون جزءا من قوة يونيفيل في جنوب لبنان، قتلت اسرائيل الكثير منهم بدم بارد. اضافة الى ذلك، حين سئل عن حقيقة انه في بريطانيا كان هناك عدم موافقة رسمية على نتائج تقرير غولدستون، ادعى ترافرس بأن "السياسة الخارجية البريطانية في الشرق الاوسط متأثرة على ما يبدو جدا بمجموعات الضغط اليهودية". تصريحات ترافرس في المقابلة تتعارض حتى مع تقرير غولدستون حين يقول انه لم يجد دليلا على ان الشهود الفلسطينيين الذين ظهروا امام اللجنة خافوا من ثأر حماس اذا ما قدموا تفاصيل عن نشاط المنظمة. وذلك، رغم انه قيل العكس في التقرير الذي وقع عليه هو نفسه. د. غولد: لنندد به قضى تقرير غولدستون بأن اسرائيل نفذت اصابات مقصودة لاهداف فلسطينية مدنية ولبنى تحتية. وذلك استنادا الى الادعاء بأنه وقعت اصابات في مواقع لم يكن فيها نشاط عسكري لحماس. وحسب دحوح – هليفي، الذي قحص مادة كثيرة نشرتها حماس بنفسها في موقعها على الانترنت بشأن نشاطاتها في اثناء القتال، لو كانت لجنة غولدستون فحصت بنفسها هذه المادة، كان المعهد وجهها اليها، لكانت وجدت ادلة عديدة على نشاط حماس في هذه المواقع. ودعا د. غولد القاضي غولدستون الى المسارعة الى شجب تصريحات ترافرس واوصى حكومة اسرائيل والجيش الاسرائيلي باستخدام نتائج المعهد لدحض ادعاءات التقرير. وردا على الاتهامات الشديدة التي اطلقت ضده اجاب ترافرس في بريد الكتروني بانه لا يمكنه ان يعقب على ذلك قبل اغلاق العدد. عداء فظ والى ذلك قال هلل نوير، مدير عام United Nations Watch، في مقابلة هاتفية من جنيف، ان المعلومات عن ترافرس "بالفعل تؤكد الجوهر الحقيقي لمجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة ومن يختاره اعضاؤه مستشارين – خبراء لهم. هذه ظاهرة ثابتة . يوجد عداء فظ وعميق جدا تجاه اسرائيل، الاراء المسبقة ضدها شديدة جدا لدرجة مثيرة للصدمة، ولكن هذا ثابت تماما". وحسب اقواله، غولدستون ملزم بان يرد على هذه النتائج.