حملة الجيش والمخابرات الاسرائيلية ضد نشطاء اليسار الدوليين مستمرة – فأمس في الثالثة قبل الفجر، اجتاح جنود الجيش الاسرائيلي، للمرة الثانية هذا الاسبوع، مكاتب ISM ، منظمة التضامن الدولية في رام الله. هذه المرة اكتفى الجنود بمصادرة حواسيب، قمصان باكمام قصيرة واساور كتبت عليها كلمة فلسطين. ويوم الاحد ليلا اعتقل جنود الجيش الاسرائيلي في ذات المكتب اريدنا حوفا مارتي، نشيطة من اسبانيا، وبريجيت تشابل، نشيطة استرالية، افرج عنهما يوم الاثنين قضاة محكمة العدل العليا. وعقد اعضاء المنظمة أمس مؤتمرا صحفيا مع منظمات اخرى هاجموا فيه بحدة سلوك الجيش الاسرائيلي. وبزعم النشطاء، فقد شرع الجيش الاسرائيلي في منتصف كانون الاول بحملة منظمة لتحطيم الاحتجاج الشعبي ضد الجدار في قريتي بلعين ونعلين وكجزء من ذلك فانه ينفذ سلسلة طويلة من اعمال الاعتقال والتحرش بالنشطاء. وقال تشابل في المؤتمر الصحفي أمس: "انهم يشعرون على ما يبدو باننا نشكل تحديا لاسرائيل ولهذا فانهم يعملون ضدنا. واضح لنا بان ليس لهم ما يبحثوا عنه في الحواسيب إذ لا يمكنهم ان يجدوا علينا شيئا. كل نشاطاتنا قانونية". وحسب المعطيات التي بيد "عدميون ضد الجدار"، فانه منذ كانون الاول اجرى الجيش الاسرائيلي ما لا يقل عن 18 اجتياحا ليليا لقرية نعلين فقط، اعتقل فيها 25 نشيطا. اما على قرية بلعين في ذات الفترة فقد اجتاح الجنود نحو خمس مرات واعتقلوا ثمانية نشطاء. وقال يونتان بوليك من النشطاء ضد الجدار: "لا اعتقد أن حتى في نابلس في 2002، في ذروة الانتفاضة كان هذا القدر الكبير من اجتياحات الجيش". وفي الاسبوع الماضي فقط اجتاح الجيش الاسرائيلي مرتين مكاتب ISM في رام الله وكذا مكاتب منظمة Stop the Wall. والحزب الشيوعي الفلسطيني. في كل الاحوال، بزعم النشطاء، لا يدور الحديث عن نشاطات ارهابية بل عن منظمين للمظاهرات. منظمة ISM التي تشكلت في بداية الانتفاضة الثانية، لا تتميز بعدد كبير من النشطاء. فهم اقل من 20 في الغالب، ولكن نشاطهم ملموسا جدا في عدد من الصراعات الحادة في الضفة وفي شرقي القدس. واليوم هم نشطاء في الشيخ جراح في شرقي القدس، في نابلس، في بلعين وفي نعلين. اربعة نشطاء يوجدون ايضا في غزة. حتى اليوم توفي في اثناء النشاطات نشيطان للمنظمة – ريتشل كوري وتوم هيرندل. اثنان آخران اصيبا بجراح خطيرة – تريستان آندرسون، الذي اصيب اصابة دماغية شديدة وبريون آيبري الذي اصيب في وجهه. "لوثر كينغ وغاندي ايضا اعتبرا استفزازيين في زمانهما"، تقول نيتع غولان، من النشيطات الاسرائيليات في المنظمة. السلاح الاساس للمنظمة، حسب نشطائها، هي الكاميرات التي صودر سبع منها في اجتياح الجيش الاسرائيلي يوم الاحد. وجاء عن الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي بانه اعماله تمت على خلفية دور المحافل في النشاط العنيف ضد قواتنا.