خبر : قوانين ومشرعون/يديعوت

الخميس 11 فبراير 2010 11:24 ص / بتوقيت القدس +2GMT
قوانين ومشرعون/يديعوت



في السبعينيات من القرن الماضي، في اطار بحث موضوعه انعدام الوسيلة، أدخل عالم نفس امريكي يدعى زليغمان كلبا في قفص بحجم غرفة متوسطة، قسمت الى قسمين بحاجز منخفض. في المرحلة الاولى كهرب زليغمان ارضية الغرفة في القسم الذي مكث فيه الكلب. قفز الكلب من على الحاجز وانتقل الى الجانب الاخر. وعندما تعلم الكلب الامر بل لعله رأى فيه تسلية ما، بدأ زليغمان يكهرب ايضا ارضية الجانب الاخر. الكلب البائس، الذي حاول القفز من جانب الى جانب آخر وفهم بان ليس له الى اين يهرب، انحشر، مرتعدا ومذعورا، في احدى الزوايا. الكشف المقلق هو ان الكلب لم يحاول فحص امكانية الهرب من الارضية المكهربة، حتى عندما اوقف زليغمان كهربة الجانب الاخر. "تعلم انعدام الوسيلة"، اسمى ذلك العالم النفسي، او بالتعبير المقبول اليوم: انعدام الحيلة المكتسب. بحوث لاحقة أكدت الفرضية بان بني البشر لديهم ردود فعل مشابهة: تجربة حياتية تؤدي الى فقدان الثقة بالمبادرة الشخصية وبالامل في تحسين الشروط تخرب شديدا بالدافعية للتجربة، حتى عندما تكون امكانية التحسين قائمة. الناس، مثل كلب زليغمان، ينحشرون داخل أنفسهم ويجتهدون في اقصى الاحوال لضمان محيط مريح في زواياهم. وأين يرتبط كل هذا؟ بالرغبة في الفهم كيف يحتمل ان السياسيين الاسرائيليين – وللدقة: بعضهم يسمحون لانفسهم، المرة تلو الاخرى بحث قوانين، وتعديل أنظمة وتحديد قواعد، ودفع قرارات وقيادة خطوات كل اهدافها خدمة غرض شخصي و/او حزبي. المبادرات المنقطعة عن الواقع في افضل الاحوال، والمتعارضة معه في اسوئها، عن ارادة الاغلبية، وتتناقض مع وتسحق الاحساس بالعدل الطبيعي الذي يحمله معه كل انسان.يكفي متابعة خطوات الاسابيع الاخيرة: مبادرة الوزير ايلي يشاي لتسويغ "بيت يونتان"، النية للمصادقة للنواب على الطيران في جناح رجال الاعمال حتى في السفريات القصيرة، الاقتراح للسماح للمهاجرين من اسرائيل التأثير على نتائج الانتخابات في اسرائيل، المشاركة في تحديد من يكون رئيسا للوزراء وكيف يبدو المجلس التشريعي للدولة التي يغتربون عنها، مع او بدون قصائد يورام غائون في يوم الاستقلال، على الساحة الخضراء في لوس انجلوس. وهكذا ايضا فكرة تحسين وترميم مكانة رئيس قيادة ايهود باراك، يوني كورن، ورؤساء قيادات في 11 وزارة حكومية اخرى. وماذا يعني كل هذا؟ ان لا معنى لصوت الجمهور؟ ان مثلما في مزرعة الحيوانات لـ اورويل، يدفع جمهور باكمله الى الاعتقاد انه بدون الخنازير لا يمكن لهم ان يتدبروا امورهم. اننا مثل كلب زليغمان بتنا نرتعد في الزاوية؟ لا نؤمن بانه تبقى لنا ساحة غير مكهربة؟ ام ربما نزعة التمتع، الانشغال في الامور الخاصة، التنازل عن الحرب من اجل المبادىء، قد شلت خيار الاحتجاج؟من الصعب القول. الواضح ان واقع حياتنا يثبت مرة اخرى، كما مهم دور وسائل الاعلام، كم مهم الاسناد الذي تعطيه لذاك الصوت، مهما كان خافتا. وكم ضروري لوجودنا الايمان في أنه اذا ما واصلنا الاصرار والقفز من فوق كل الحواجز، ففي نهاية المطاف ستتوفر الارضية الامنة.وبالنسبة للقوانين نفسها، لا يمكنني ان انهي دون قصة صغيرة: قبل بضع سنوات التقيت في حديث لغير الاقتباس مع احد رجال القانون الكبار والاكثر تقديرا في اسرائيل. في ختام اللقاء، قبل قليل من خروجي، سألته رأيه في مشروع قانون معين، كان بالضبط على جدول الاعمال. فهزء قائلا: "لم اتابع حقا. قولي لي من يؤيده – واقول لكِ ما رأيي فيه". لعل هذا ليس دقيقا علميا – والاقوال قيلت بنصف ابتسامة – ولكن مثل كل قاعدة من المحزن للمرء ان يتبين كم هذا ينجح هنا.