"لا فرق بين ياسر عرفات وابو مازن – هذا مثل جاك الممزق وهذا مثل الخانق من بوسطن، كل واحد وطريقته". واحد يقتل فيما يتراشق الدم على الحيطان وآخر يقتل بهدوء، ولكن النتيجة هي ذات النتيجة". هكذا يصف وزير البنى التحتية، عوزي لنداو، رئيس السلطة الفلسطينية، شريك اسرائيل في المفاوضات. في حديث مع "اسرائيل اليوم" يوضح رقم اثنين في حزب اسرائيل بيتنا بانه بعد سنة من رفض ابو مازن الدخول في مفاوضات مع اسرائيل، رغم مناشدات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لا يؤمن بان وجهة رئيس السلطة الفلسطينية نحو السلام. وبزعم لنداو، لا فرق بين عرفات، الذي بدأ طريقه كـ "ارهابي" وحتى بعد ان وقع على اتفاق اوسلو لم يهجر طريق المواجهة المسلحة، وبين ابو مازن. هدف الرجلين، على حد قوله، مماثل – ابادة دولة اسرائيل، حتى وان كانت السبل لتحقيقه مختلفة. ولغرض المقارنة، اختار لنداو شخصيتين معروفتين من عالم الجريمة: "جاك الممزق"، الذي كان لقب القاتل المواظب الخفي الذي عمل في لندن في نهاية القرن التاسع عشر. وقد تميزت اعمال القتل التي قام بها بالوحشية وتضمنت ضمن امور اخرى بتر الجثث. "الخانق من بوسطن"، كان لقب منح لمن نفذ 13 عملية قتل بالخنق في منطقة بوسطن في الولايات المتحدة في الستينيات من القرن الماضي. ولكن رغم حسم لنداو، لا يزالون في القدس يحاولون استيضاح موقف ابو مازن. مصادر في ديوان رئيس الوزراء ووزارة الخارجية ممن يهتمون بمسألة الى أين تتجه نية رئيس السلطة الفلسطينية – نحو المفاوضات ام نحو المواجهة، لم يتوصلوا بعد الى جواب لا لبس فيه في هذا الشأن ووصفوه كمن يجلس على الجدار. وبتقدير تلك المحافل، رغم مساعي المبعوث الامريكي جورج ميتشيل والبادرات الطيبة التي نفذها نتنياهو، لن يتخذ ابو مازن القرارات قبل اجتماع الجامعة العربية الذي سيعقد في نهاية شهر اذار. وكان ابو مازن انهى اول امس زيارة رسمية الى اليابان وخرج الى لقاءات في السعودية وقطر. وحسب مصدر كبير في حاشيته، ينفي ابو مازن ان يكون وافق على الشروع في مفاوضات مع اسرائيل في صيغة "محادثات تقارب" كما وصفت ذلك واشنطن بوساطة المبعوث ميتشيل ورجاله. "في هذه اللحظة الموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية بقي على حاله: طالما لا تجمد اسرائيل تماما البناء في الضفة الغربية وفي شرقي القدس، فلا معنى للجلوس والحديث"، قال المصدر. "وكما يبدو هذا، فان اسرائيل لا تعتزم الايفاء بتعهداتها، واضافة الى ذلك يرفض الامريكيون اعطاء ضمانات في حالة فشل المحادثات بوساطة واشنطن. وعليه فاغلب الظن سيستمر الجمود السياسي". ومع ذلك، شدد مصدر كبير في مكتب ابو مازن في رام الله على أنه رغم الموقف الرسمي الذي تتخذه السلطة الفلسطينية فان "المفاوضات قريبة من الاستئناف". القرار النهائي في هذا الشأن سيتخذ، بتقدير هذا المصدر، بعد أن يعود ابو مازن من جولته المكوكية التي يقوم بها في العالم.