انطلقت مسيرات وفعاليات شعبية في عدة محافظات في الأردن بعد صلاة الجمعة تحت عنوان ” كفى قتلا.. كفى صمتاً وتخاذلاً” تندد بالصمت والخذلان العربي الرسمي والتواطؤ الدولي تجاه ما يرتكب من جرائم حرب ومجازر يواصلها العدو الصهيوني بدعم أمريكي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وردد المشاركون في هذه الفعاليات، التي جاءت بدعوة من الحركة الإسلامية والملتقى الوطني لدعم المقاومة، هتافات تندد بجرائم الاحتلال وتعبر عن شدة الخطر الداهم الذي يواجه الأمّة العربية والإسلامية مع استمرار حرب الإبادة الجماعية ضد الأهل في غزة والضفة الغربية، مطالبين بتحرك عربي رسمي وشعبي لوقف العدوان ودعم صمود الشعب الفلسطيني والمقاومة.
وفي العاصمة عمان انطلقت مسيرة شعبية حاشدة بعد ظهر الجمعة بالقرب من السفارة الأمريكية، ردد فيها المشاركون هتافاتٍ تحيّي المقاومة البطلة على صمودها الأسطوري بوجه آلة العدوان الصهيونية الغاشمة، مؤكدين أنّ غزة والضفة وصمود الشعب الفلسطينيّ فيهما هو خط الدفاع الأول عن الأردن وكل الدول العربية والإسلامية بوجه مخططات التوسع الصهيونية.
كما ردد المتظاهرون هتافات غاضبة تطالب الجيوش العربية بالتحرك الفوري لنصرة غزة، مشددين على أن الشعوب لن تغفر الصمت والتخاذل أمام المجازر المستمرة التي يرتكبها الاحتلال، مؤكدين دعمهم المطلق فصائل المقاومة الفلسطينية على رأسها حركة “حماس”، كما أثنى المشاركون على صمود الفلسطينيين في قطاع غزة رغم كلّ القتل والتجويع ومحاولات التهجير التي يتعرّضون لها، كما طالبوا الحكومة الأردنية بقطع كلّ العلاقات مع العدوّ الصهيوني وإلغاء اتفاقية وادي عربة، والإفراج الفوري عن كافة معتقلي الرأي وخاصة أولئك الموقوفين على خلفية الفعاليات الداعمة للمقاومة وتندد بالعدوان.
وفي مخيم البقعة انطلقت مسيرة شعبية بدعوة من الحركة الإسلامية تحت عنوان “خذلان غزة عار” أكد فيها المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين مراد العضايلة أن العدو الصهيوني لن يجني من استمرار حرب الإبادة في غزة سوى الفشل والخيبة وأن غزة ستكون سبباً في زوال هذا الكيان، كما أكد على أن الدور الأردني مرقوب ومطلوب تجاه كسر الحصار الظالم على غزة وإرسال القوافل الطبية والإغاثية وتصليب الموقف العربي والدولي لوقف هذه الحرب الإجرامية التي تصيب آثارها الأردن إضافة لفلسطين، وأن كل يوم تستمر فيه الحرب على غزة لن يجر على العدو سوى توسيع المعركة بأدوات الشعوب والأنظمة العاجزة.
وقال العضايلة “لا خيار للأردن والأردنيين إلا أن يكونوا في الخندق الأول للدفاع عن فلسطين ولا يجوز أن تفتر همة وعزيمة الأردنيين في نصرتهم لغزة في ظل استمرار العدوان بمختلف أنواع النصرة بالموقف والكلمة والعمل الإغاثي ومختلف أنواع الدعم”، كما طالب الحكومة بالرد على قرار ترامب عبر وقف النهج المتبع منذ وادي عربة لربط اقتصاد الأردن بالاقتصاد الأمريكي، وأن يكون ما جرى من رفع الرسوم الجمركية ووقف المساعدات الأمريكية فرصة لبناء اقتصاد يعتمد على الذات، مؤكداً أن الأردنيين سيقفون مع كل خيار لبناء اقتصاد المواجهة والاعتماد على الذات واستقلال القرار الاقتصادي، مجدداً الدعوة لمقاطعة كل البضائع الأمريكية التي تدعم الكيان الصهيوني.
واعتبر أن الوجود الفلسطيني على أرض فلسطين هو عنوان المعركة وأن المرحلة الثانية من العدوان هدفها تنفيذ مخطط التهجير عبر ما يجري من إخلاء رفح واستهداف المدارس والمسعفين والمركز الصحية وآبار المياه والذي يضرب بعرض الحائط بالخطة العربية لإعمار غزة، مما يهدد الأمن الوطني الأردني والأمن القومي العربي مما يجعل المنطقة ودولها في حاجة لمراجعة سياساتها تجاه ما يجري واتخاذ قرار بدعم وإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته في مواجهة الخطر الصهيوني الذي يهدد الأردن والمنطقة.
وأشار العضايلة إلى أن هدف الجولة الأخيرة من الحرب على غزة هو تهجير الفلسطينيين من القطاع، مما يعني أن نتائج المعركة موجهه باتجاه مصر والأردن وسوريا والسعودية.
كما وجه المراقب العام تحذيراً لنتنياهو مؤكداً أن اندفاعه لنقل هذه المعركة لدول المنطقة لن يجر عليه سوى الخيبة، وقال: “أنت تحفر قبرك بيدك وجاءتك الرسالة أمس من نوى في درعا السورية التي خرج أهلها بعشرات الألوف للرد على عدوانك على سوريا، وبأن يوم اليرموك قادم في مواجهة العدو الصهيوني، فالمعركة واحدة ونتيجتها زوال هذا الكيان”.
كما استنكر في الوقت نفسه، ممارسات التنسيق الأمني للسلطة الفلسطينية مع الاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن “مصير كل من خان شعبه وارتبط مع الاحتلال هو أن يزول مع الاحتلال”.
وفي مدينة إربد، شمالي البلاد، انطلقت مسيرة حاشدة، تم منع المشاركين فيها من استكمال مسارها، في حين ندد النائب ناصر النواصرة في كلمته بالصمت والتخاذل الرسمي العربي تجاه حرب الإبادة الصهيونية في غزة والعربدة التي يمارسها في عدوانه على دول المنطقة، مستنكراً حملات التحريض والتضييق على المقاومة من قبل أطراف عربية رغم ما تشكله المقاومة من سد منيع في مواجهة المشروع الصهيوني الذي يتهدد فلسطين والأردن والعالم العربي الذي لن تنفعه الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال الذي يخرق كافة الاتفاقيات والمواثيق والقوانين الدولية.
وأكد النواصرة أن المقاومة لن تتخلى عن سلاحها الذي يمثل قوة لها وأجبر الاحتلال على الرضوخ للمفاوضات سابقاً وسيجبرها على الرضوخ مرة أخرى، مما يؤكد على واجب دعم المقاومة، معتبرا أن “الأردنيون لن يسمحوا بمؤامرة الوطن البديل وبقوة الشعب وجيشه العربي سنرد أي عدوان على الأردن وفلسطين، ونحن والفلسطينيون شعب واحد ونحن مع المقاومة”، مطالبا بالتحرك لكسر الحصار عن غزة ووقف ممارسات التضييق ضد الفعاليات المنددة بالعدوان وفعاليات دعم المقاومة، مع استمرار واجب دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته بمختلف الوسائل المتاحة.
وفي مدينة العقبة، جنوبي البلاد، انطلقت مسيرة شعبية من أمام المسجد الكبير وسط المدينة، أكد فيها القيادي في الحركة الإسلامية حمزة الجهني أن المعركة مع العدو الصهيوني هي معركة عقيدة وأن الاستقرار لن يتحقق في المنطقة إلا بزوال الكيان الصهيوني الذي يشكل وجوده تهديداً للأردن والمنطقة، مضيفاً “الأردن الشعبي والرسمي مجمعون على العداء مع هذا الكيان وسوف تستمر ظلال معركة الكرامة في مواجهة العدو الصهيوني”.
وندد الجهني بالصمت العربي الرسمي تجاه حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني وحرب التجويع بدعم مباشر من الإدارة الأمريكية، مؤكداً على واجب دعم صمود الشعب الفلسطيني ودعم المقاومة بمختلف الوسائل المتاحة لما يشكله الصمت والخذلان تجاه ما يجري من جريمة وعار لن ينساه التاريخ.





