أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن إعادة تشغيل مستشفى القدس في حي تل الهوى بمدينة غزة، رغم الأضرار الكبيرة التي لحقت به خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وتعرض المستشفى، خلال الحرب، لحصار خانق استمر لأسابيع، مُنعت خلاله الطواقم الطبية والإمدادات من الدخول، ما أدى إلى توقفه عن العمل بشكل كامل. كما شهد محيط المستشفى قصفًا إسرائيليًا عنيفًا تسبب في تدمير أجزاء واسعة منه، وإلحاق أضرار جسيمة بأقسام الطوارئ والمختبرات، إضافة إلى تدمير المبنى المغربي، الذي يُعدّ جزءًا أساسيًا من مجمع القدس، واحتراق بعض المرافق الطبية.
ورغم التحديات، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان صحفي، إن الفرق الطبية والإدارية بذلت جهودًا مكثفة على مدار الأسابيع الماضية لإعادة تأهيل المستشفى، وسط نقص حاد في المعدات والمواد الطبية.
وأوضحت الجمعية أنه تم تجهيز غرفتي عمليات وقسم الطوارئ والاستقبال والعيادات الخارجية، إلى جانب تفعيل وحدة العناية المركزة والأقسام التشخيصية، مثل الأشعة والمختبر، لضمان تقديم خدمات طبية متكاملة.
وأكدت الجمعية أن طواقمها واصلت العمل وسط الدمار لإعادة تأهيل المستشفى، رغم التحديات الكبيرة المتمثلة في نقص المواد وصعوبة إدخال المعدات الطبية، إلا أنها تمكنت من إعادة تشغيل بعض الأقسام الحيوية، مما يسمح بعودة الخدمات الطبية للمواطنين.
وتأتي إعادة تشغيل مستشفى القدس بعد خطوة مماثلة في الأول من سبتمبر/ أيلول الماضي، حين أعادت وزارة الصحة في غزة افتتاح قسم الطوارئ والاستقبال في مجمع الشفاء الطبي غربي المدينة، بعد جهود استمرت خمسة أشهر وبإمكانات محدودة، لكنها كافية لدعم القطاع الصحي المتضرر بشدة، لا سيما في مدينة غزة ومحافظة الشمال.
وكان مجمع الشفاء الطبي قد تعرض لهجومين إسرائيليين عنيفين، الأول بعد شهر من بدء العملية العسكرية البرية في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2023، والثاني في الأول من أبريل/نيسان الماضي، ما أسفر عن تدميره بالكامل وإخراجه عن الخدمة.