موسكو / سما / أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اليوم, أن لقاءه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يعد أمراً صعباً بالنسبة إلى حركته, غير أن اللقاء لا يحذف مسألة التسوية بين الفلسطينيين عن جدول الأعمال. ونقلت وكالة نوفوستي الروسية عن مشعل قوله في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة موسكو ..أن الهدف هو التوصل إلى مصالحة بين الفلسطينيين بغض النظر عن قيام اللقاء, مشيراً إلى أن حماس مستعدة لتوقيع الورقة المصرية بعد إدخال التعديلات التي تم التوصل إليها مع حركة فتح وأطراف فلسطينية أخرى بشأنها. وقال مشعل أن الاعتراف بدولة إسرائيل لا بد أن يكون قرارا صادرا عن الشعب الفلسطيني في إطار دولة فلسطينية مستقلة, مضيفاً "نحن وافقنا على قيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967 هذا جزء من المرونة التي قدمتها الحركة, لكن نقول إننا لا نعترف بإسرائيل ". وتابع " الدولة الفلسطينية عندما تنشأ على حدود 1967 وبحريتها وبقرارها المستقل وباستفتاء شعبها في الداخل والخارج تقرر هذا الموضوع", وأضاف " إن حماس، وبصرف النظر عن قناعاتها، تحترم قرار الأغلبية في الشعب الفلسطيني ولو خالف بالرأي موقفها ". وأشار مشعل إلى أن العرب والفلسطينيين قدموا أعلى سقف من التنازلات، وعلى سبيل المثال القبول "بدولة فلسطينية على 21% (خمس) من أراضي فلسطين, مؤكداً أن هذا تنازل كبير ولكن إسرائيل تريد المزيد لأنها، حسب قوله، "تريد فرض الهزيمة على الفلسطينيين وفرض شروط الهزيمة ولا تريد صنع سلام عادل ومنصف يعيد الحقوق الفلسطينية والعربية". وقال: "لا يجوز لأحد أن يطالب الفلسطينيين والعرب بتقديم تنازلات إضافية سواء في غزة أو الضفة الغربية أو في القدس أو في السيادة على الأرض". كما وأشار إلى أن حماس تعي تماما وجود خلافات إقليمية غير أنها حريصة على "ألا تكون جزءا من هذه الخلافات" بل هي حريصة على إيجاد تقارب بين مختلف "الأطراف العربية والإسلامية في إستراتيجية واحدة ضد إسرائيل"، على حد تعبيره. ولفت مشعل إلى أنه لم يناقش في إطار المحادثات التي أجراها في موسكو مسألة مشاركة حماس في مؤتمر موسكو الدولي حول الشرق الأوسط.وأضاف مشعل " تحدثنا عن موضوع مؤتمر موسكو للسلام ولكن لم ندخل في التفاصيل لأن موعد هذا المؤتمر لم يحدد وأعتقد أن إسرائيل هي أحد الأطراف التي لا ترغب في عقد هذا المؤتمر ". وقال مشعل "وجدنا في اللقاءات مع السيد لافروف ومع طاقمه في الخارجية تركيزا على أمور في مقدمتها المصالحة الفلسطينية وأهميتها لتمكين الشعب الفلسطيني من إنجاز حقوقه الوطنية. كما عبروا عن موقف روسيا الحريص على وجود عملية سلام حقيقية وهم يدركون العقبات التي تقف أمام هذه المسيرة وأولها الاستيطان". وشدد على أن حركة حماس ترحب بالدور الروسي وبالجهود الروسية وبأية جهود دولية وإقليمية تساعد على حل الصراع العربي الإسرائيلي على أسس عادلة تنهي الاحتلال وتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه ومنها "حق تقرير المصير". وأفاد مشعل أن هذه الزيارة إلى موسكو تعتبر الثالثة من نوعها وبأنه قد التقى في وقت سابق في دمشق بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمندوب الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط الكسندر سلطانوف. أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن الحركة ستنتقم لاغتيال أحد قياديها، محمود المبحوح، مشددا على أنها ستنفذ عملية عسكرية ردا على ذلك, وكانت قيادة "حماس" قد اتهمت إسرائيل بقتل المبحوح في دبي الشهر الماضي، وتعهدت بالانتقام. وقال مشعل " إن الرد على "الجريمة التي نفذها الموساد" بحق المبحوح ليس حق حماس فحسب بل يعتبر واجبا عليها. وأضاف أن حماس وأجهزتها المعنية ستحدد مكان وتوقيت العملية العسكرية التي ستنفذ ردا على اغتيال المبحوح. هذا ووصل مشعل الى موسكو اليوم الاثنين بزيارة لإجراء مشاورات وصفتها الخارجية الروسية بأنها تندرج في سياق الحوار السياسي الذي تجريه روسيا مع القوى الفلسطينية الأساسية بهدف المساعدة على استعادة وحدة الصف الفلسطيني.