قالت حماس، فجر الثلاثاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استأنف حرب الإبادة الجماعية في وقت لم يحترم فيه تعهداته ولم يف بالتزاماته أمام الوسطاء فيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي انقلب عليه في هجومه الواسع على قطاع غزة.
وأضاف القيادي في الحركة عزت الرشق في بيان: “لم يكتف نتنياهو بمنع دخول الغذاء والدواء إليهم، بل قصف أطفال غزة وقتلهم وهم نيام”.
وتابع: لم يحترم المحتل تعهداته، ولم يف بالتزاماته أمام الوسطاء وأمام العالم”.
واعتبر أن قرار نتنياهو باستئناف حرب الإبادة جاء “بوصفها قارب نجاة له من الأزمات الداخلية”، لافتا إلى أن هذا القرار يعني “التضحية بأسرى الاحتلال والحكم بالإعدام ضدهم”.
وطالب الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بـ”التحرك للجم التوحش النازي الصهيوني، وحرب الإبادة ضد المدنيين بغزة”.
كما دعا الوسطاء لـ”كشف الحقائق حول انقلاب نتنياهو على اتفاق وقف النار، وتحميله وحده مسؤولية صب الزيت على النار في غزة والإقليم”.
وجدد الرشق تأكيد حركته على أن إسرائيل “لن تحقق بالحرب ما عجزت عن تحقيقه عبر المفاوضات”.
وناشد أبناء الأمتين العربية والإسلامية بالتظاهر رفضا لاستئناف إسرائيل إبادتها الجماعية ضد الفلسطينيين بغزة.
وفجر الثلاثاء، استأنف نتنياهو الإبادة الجماعية بغزة بهجوم جوي واسع ومفاجئ ما أسفر عن مقتل أكثر من 220 فلسطينيا بينهم أطفال، وفق ما أفادت به مصادر طبية للأناضول.
ونقل مراسل الأناضول عن شهود عيان تأكيدهم أن الجيش الإسرائيلي استهدف منازل مدنيين وخيام نازحين ومراكز إيواء بشكل مباشر.
هذا الهجوم جاء بعد تعليمات أصدرها نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، للجيش بالتحرك بـ”قوة” ضد قطاع غزة، بزعم رفض حركة حماس العروض التي تلقتها من المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ومن الوسطاء، بحسب بيان صدر عن مكتب نتنياهو.
وكانت وسائل إعلام عبرية قالت الخميس، إن المبعوث الأمريكي ويتكوف قدم اقتراحا محدثا الى الطرفين يقضي بإطلاق 5 أسرى إسرائيليين مقابل 50 يوما من وقف إطلاق النار وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيليين وإدخال مساعدات إنسانية والدخول في مفاوضات حول المرحلة الثانية.
فيما أعلنت “حماس” الجمعة، موافقتها على مقترح قدمه الوسطاء، حيث تتضمن الموافقة الإفراج عن جندي إسرائيلي-أمريكي و4 جثامين لمزدوجي الجنسية، في إطار استئناف مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى.
وزعم بيان مكتب نتنياهو أن الجيش استهدف في هجومه أهدافا تتبع لحركة حماس، فيما توعد بأن “إسرائيل ستتحرك من الآن وصاعدا ضد حماس بقوة عسكرية متزايدة”.
بدوره، قال الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) في بيان مشترك: “بناء على توجيهات المستوى السياسي، تشن قوات جيش الدفاع والشاباك هجوما واسعا في أنحاء مختلفة من قطاع غزة”.
من جهتها، اعتبرت حماس في بيان هذا الهجوم “استئنافا لحرب الإبادة الجماعية وانقلابا على اتفاق وقف إطلاق النار”.
ومطلع مارس/ آذار الجاري انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوما، بينما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
وتريد إسرائيل تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين دون تقديم مقابل أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق.
في المقابل، تؤكد حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام إسرائيل بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.