لأول مرة منذ 50 عاما.. وفد من دروز سوريا يزور "إسرائيل" (فيديوهات)

الجمعة 14 مارس 2025 04:52 م / بتوقيت القدس +2GMT
لأول مرة منذ 50 عاما.. وفد من دروز سوريا يزور "إسرائيل" (فيديوهات)



القدس المحتلة/سما/

عبر وفد يضم نحو ستين رجل دين من الدروز السوريين خط الهدنة في مرتفعات الجولان المحتل إلى إسرائيل الجمعة، في أول زيارة من نوعها منذ حوالي خمسين عاما وتتضمن الصلاة في مقام النبي شعيب.

وصل الوفد في ثلاث حافلات رافقتها مركبات عسكرية إسرائيلية إلى بلدة مجدل شمس في الجولان السوري، وتوجه شمالا للقاء الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل الشيخ موفق طريف، وفق مصدر مقرب من الوفد.

ثم توجه الوفد لزيارة مقام النبي شعيب في بلدة جولس بالقرب من طبريا.

في مجدل شمس، استقبل الزوار نحو 100 درزي ورحبوا بهم عبر ترديد الأغاني التراثية والتصفيق فيما لوح عدد من الشباب بالرايات الدرزية باللون الأخضر والأحمر والأصفر والأزرق والأبيض.

وارتدى بعض الرجال الزي الأسود التقليدي واعتمروا عمامة بيضاء تشبه الطربوش وتتميز بغطائها الأحمر.

 

وقال جمال أيوب (61 عاما) وهو مزارع جاء من الجليل للترحيب بعمّه ضمن وفد الشيوخ: “كنا ننتظر لقاءهم منذ سنوات طويلة إنها لحظة مؤثرة جدا”.

ويتوزّع الدروز بين لبنان وإسرائيل والجولان المحتل وسوريا، ولا سيما في محافظة السويداء المجاورة للقنيطرة في الجنوب.

لكن مصدرا درزيا قال إن الزيارة لقيت “معارضة شديدة” داخل المجتمع السوري، علما أن الدروز يمثلون أقل من 3 بالمئة من عدد سكان سوريا.

ويقيم في إسرائيل والجولان المحتل قرابة 150 ألف درزي. وغالبيتهم في إسرائيل يحملون الجنسية الإسرائيلية ويخدمون في الجيش.

غير أن غالبية المقيمين في الجولان المحتل والبالغ عددهم 23 ألفا، لا يحملون الجنسية الإسرائيلية ولا يزالون يعتبرون أنفسهم مواطنين سوريين.

ويتوزّع الدروز بين لبنان وإسرائيل والجولان المحتل وسوريا، حيث تشكل محافظة السويداء (جنوب) المجاورة للقنيطرة معقلهم الرئيسي.


ومنذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، تمكن الدروز إلى حد كبير من تحييد أنفسهم عن تداعياته. فلم يحملوا إجمالاً السلاح ضد النظام ولا انخرطوا في المعارضة باستثناء قلة.


وتخلف عشرات آلاف الشبان عن التجنيد الإجباري، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح دفاعاً عن مناطقهم فقط، بينما غضّت دمشق النظر عنهم.
وأثارت تصريحات إسرائيلية مؤخراً بلبلة في سوريا، بعدما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، مطلع الشهر الحالي، إنه “إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه”، وذلك إثر اشتباكات محدودة في مدينة جرمانا الواقعة في ضاحية دمشق والتي يقطنها دروز ومسيحيون.


وأبدى قادة ومرجعيات دينية درزية رفضهم للتصريحات الإسرائيلية. وأكدوا تمسكهم بوحدة سوريا، وهو ما أكده الرئيس الانتقالي أحمد الشرع بدعوته المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب “الفوري” من مناطق توغلت فيها في جنوب سوريا، عقب إطاحة الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وتجري حالياً محادثات بين ممثلين عن الطائفة الدرزية والإدارة الجديدة في سوريا للتوصل إلى اتفاق يضمن دمج فصائلهم المسلحة في وزارة الدفاع السورية.
(أ ف ب)