وصف المحلل العسكري الإسرائيلي ناحوم برنياع في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه يقود “تحالفا للبلطجية”.
وقال برنياع في مقالٍ له، إن حكومة الاحتلال تجد نفسها جزءًا من هذا التحالف، إذ تستفيد من النهج الذي يعتمده ترامب في إدارة السياسة الدولية، لكنه حذر في المقابل من أن إسرائيل قد تتعرض للخيانة بسبب سلوك ترامب المتقلب.
وأشار إلى أن ما يجري في الولايات المتحدة منذ الانتخابات الأخيرة هو “ثورة” غير مسبوقة في السياسة الأميركية، إذ يعيد ترامب ترتيب الأولويات والقيم والسياسات، متجاوزًا القواعد التقليدية في العلاقات الداخلية والخارجية.
وأوضح، أن المؤسسة السياسية الأميركية وكذلك المجتمع الدولي في حالة صدمة بسبب نهجه غير المسبوق، وفق “شهاب”.
ويطرح المحلل العسكري نظريتين لتفسير سلوك الرئيس الأميركي، إذ يرى البعض أن تحركاته الصاخبة ما هي إلا تكتيك تفاوضي للحصول على صفقات أفضل، في حين يعتقد آخرون أنه يقود أميركا والعالم إلى كارثة، وربما إلى حرب عالمية ثالثة.
ووفقا للنظريتين اللتين طرحهما، يحاول المحلل العسكري تفسير النتائج المترتبة على موقف ترامب من زيلينسكي، ويقول “بالنسبة للبعض، كان رد فعل الرئيس الأوكراني -الذي سارع إلى إصدار بيان متودد لترامب والعمل على خطة جديدة لوقف إطلاق النار- دليلا على أن كل شيء مجرد تكتيك تفاوضي”.
لكن بالنسبة للآخرين كانت هذه الواقعة إشارة واضحة إلى خيانة ترامب حلفاءه التقليديين، مما أدى إلى قلق في أوروبا وفرحة في موسكو.
ويشير برنياع إلى أن الملياردير إيلون ماسك تبنى تغريدة تدعو إلى تفكيك حلف الناتو، متسائلا “عندما تكون أميركا وروسيا متفقتين فمن يحتاج إلى الناتو؟”.
ويعتبر برنياع أن طريقة التعامل مع زيلينسكي تحمل رسالة واضحة لحلفاء واشنطن “الدعم الأميركي ليس مضمون، ويمكن أن يتبخر في أي لحظة”.
وأوضح أن هذا التصرف لا ينفصل عن نهج ترامب في إدارة السياسة الخارجية، إذ يسعى إلى فرض نفسه كمحور رئيسي في تحديد مستقبل التحالفات الدولية.
وأضاف، يمكن “لإسرائيل” أن تشارك في هذه الرؤية لأن ترمب يحترم القوة ويتبني سياسة السيطرة على الأراضي ويبتعد عن المبادئ والقوانين الدولية ويتحفظ منها، يتجاهل المعاناة الإنسانية والعدل والقانون.
واستطرد “لذلك يمكن للحكومة الإسرائيلية أن تسمح لنفسها القيام بخطوات لم تجرؤ على القيام بها مسبقًا خلال إدارات أمريكية سابقة سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية، كما هو الحال من انتهاك “إسرائيل” لاتفاقية الصفقة مع حماس والسيطرة على مواقع في سوريا، والإعلان بأنها ستبقي هناك للأبد والتهديد بالتدخل العسكري ضد النظام السوري الجديد والتدخل بين النظام الجديد والدروز والسيطرة عل مناطق حاكمة في لبنان خلافًا للاتفاق معها وطرد لآلاف السكان من مخيمات الضفة وإصدار تعليمات للجيش للاستيطان فيها ومنع دخول مساعدات إنسانية لغزة ورفض الدخول للمرحلة الثانية في المفاوضات والتخلي عن بقية الأسرى.
على المدى القصير، ربما كان الأمر مجديًا طالما بقي ترمب مؤيدًا لـ”إسرائيل” ويوفر لها الغطاء ويمنحها الحصانة لكن ما عايشه زلنسكي في البيت الأبيض وتوبيخه ..لربما سيسبب قلق لنتنياهو لأن مزاج ترمب قد يتغير.
وأضاف أن “نتنياهو تابع ما جرى للرئيس الأوكراني، وربما شعر بالقلق لأن الوضع قد يتكرر معه في أي لحظة، ولذلك يسارع إلى فرض المزيد من الحقائق على الأرض في غزة والضفة وسوريا ولبنان تحسبا لتغير موقف ترامب”.
ويتساءل برنياع عما إذا كانت إسرائيل قد وضعت كل بيضها في سلة واحدة بمراهنة كاملة على ترامب، محذرا من أن أي تغيير مفاجئ في مزاجه السياسي قد يترك تل أبيب في مواجهة معضلة غير متوقعة.
ويشير إلى أن “غياب القيم المشتركة بين الحلفاء يجعل الخيانة مسألة وقت”، مؤكدا أن “نتنياهو يدرك جيدا أن مزاج صديقه الأكبر قد يتغير في أي لحظة، مما يدفعه إلى تسريع خطواته الاستباقية قبل فوات الأوان”.