شارك مئات الأردنيين، الجمعة، في مسيرة شعبية رفضاً لسياسة تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة، وللدعوات الإسرائيلية بتهجير سكان قطاع غزة، وهي التي جاءت بشعار "لا للتهجير"، بتنظيم من الحركة الإسلامية ممثلة في جماعة الإخوان وحزب جبهة العمل الإسلامي بالتعاون مع قوى وطنية وأحزاب سياسية.
وانطلقت المسيرة من أمام المسجد الحسيني بمنطقة وسط البلد في العاصمة عمان، وصولاً إلى ساحة النخيل التي تبعد حوالي كيلومتر واحد، حيث رفع المشاركون لافتات كُتب عليها "نعم لحق العودة.. لا هجرة إلا للقدس"، و"لا للتهجير لا للتوطين لا للوطن البديل"، و"غزة تنتصر على الاحتلال والإبادة".
وردد المشاركون هتافات رافضة لتهجير الفلسطينيين، منها "قضيتنا فلسطين.. وهذا الوطن غالي كثير"، و"لا للتهجير.. يسقط حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)"، و"لا للتهجير.. شعبك يا غزة جبار.. رغم الألم والحصار".
ووجه المشاركون هتافات تنتقد سياسة الولايات المتحدة في دعمها للاحتلال الإسرائيلي، مثل "أمريكا هي هي .. أمريكا رأس الحية"، و"اسمع يا ترامب وتعلم، اتعلم من غزة وافهم، شعبي عمره ما استسلم".
وعلى هامش المسيرة، قالت إحدى المشاركات، وهي السيدة "أم أشرف" البرغوثي البالغة مع العمر 80 عاما: "هذا أقل شيء ممكن نعمله (..) حسبنا الله بترامب وكل من والاه". وأضافت: "أهل غزة أهل عزة، بارك الله في جهودهم وصمودهم، علّموا العالم بأكمله كيف حب الوطن والانتماء له".
ويأتي ذلك في وقت جدد فيه زعيم حزب "القوة اليهودية" الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، مساء أمس الخميس، دعوته لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وللاستيطان اليهودي فيه.
وأطلق بن غفير دعوته خلال مظاهرة لليمين الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، نظمت للمطالبة باستئناف الحرب على قطاع غزة، واحتلاله وتهجير الفلسطينيين منه وإقامة مستوطنات. ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، الجمعة، عن بن غفير قوله خلال المظاهرة: "يجب إعادة استيطان اليهود في قطاع غزة".
ومنذ 25 كانون الثاني/ يناير الماضي، يروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وفي المقابل، تعمل مصر على بلورة وطرح خطة عربية شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، خشية تصفية القضية الفلسطينية.
وفي الضفة الغربية، حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الثلاثاء الماضي، من "التصعيد الإسرائيلي الخطير لجريمتي الفصل العنصري والتهجير القسري" ضد الفلسطينيين هناك. وكان وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد أوعز الأحد الماضي لجيشه بالبقاء في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي أخلاها من سكانها شمالي الضفة، على مدى الـ12 شهراً المقبلة، وعدم السماح لهم بالعودة.
وحذرت وزارة الخارجية الفلسطينية، في 4 شباط/ فبراير الجاري، من مخاطر سياسة التهجير الإسرائيلية بالاعتماد على تدمير منازل المواطنين في عدوانها المتواصل على الضفة الغربية. ومنذ 39 يوماً، يواصل جيش الاحتلال عدوانه على شمال الضفة، مستهدفاً مدينة جنين ومخيمها، ويستهدف مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ33، بينما يواصل اقتحام مخيم نور شمس لليوم الـ20.