انتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية لائير لابيد الحكومة لتقصيرها بمتابعة قضية الرهائن الذين مضى على أسرهم 500 يوم في غزة، لافتا إلى إن الإدارة الأمريكية مهتمة بالإفراج عنهم أكثر منها.
وقال لابيد: "500 يوم مرت ولا يزال محتجزونا يعيشون في جحيم أسر حماس في غزة تحت الأرض ويتعرضون للتعذيب، وهذا أمر لا يمكن أن يستمر وممنوع أن يستمر".
وأضاف: "نحن ملزمون بالانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق، وتقصير الفترات الزمنية والاستمرار بتطبيق مراحل الاتفاق حتى النهاية، وحتى عودة آخر محتجز".
وأشار لابيد إلى أنه "تحدث مطولا مع وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو وتبين له أن الإدارة الأمريكية ملتزمة بموضوع المحتجزين أكثر من الحكومة الإسرائيلية".
وتابع قائلا: "بدلا من الانشغال في موضوع المحتجزين، الكابينيت الإسرائيلي مشغول في موضوع إقالة رئيس جهاز الشاباك".
وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، قال مسؤول أمني إسرائيلي مطلع إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على تعطيل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن مع "حماس".
وحذر من أنه "حتى إذا غيرت إسرائيل نهجها وشرعت على الفور في مفاوضات مكثفة بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، فلن يكون هناك ما يكفي من الوقت لإنهاء تلك المحادثات بحلول نهاية المرحلة الأولى في 2 مارس"، مبينا أنه "مع ذلك، تسمح بنود الاتفاق باستمرار المرحلة الأولى إلى أجل غير مسمى طالما بقيت الأطراف جالسة إلى طاولة المفاوضات بحسن نية".
وكان نتنياهو قد أوعز أمس الأحد لفريق المفاوضين بالتوجه إلى القاهرة لبحث مواصلة تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع الوسطاء.
وذكر بيان لمكتب نتنياهو أن الأخير سيعقد اجتماعا الاثنين لمجلس الوزراء الأمني، بغية بحث المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأن فريق المفاوضات سيتلقى تعليمات لمواصلة المفاوضات بشأن المرحلة الثانية بعد اجتماع الكابينت.
وأعلن نتنياهو أنه ينسق بشكل كامل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ما سيفعله بقطاع غزة في حال عدم إعادة جميع الرهائن المتبقين.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال مؤتمر مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الأحد: "لدينا استراتيجية مشتركة مع ترامب، بما في ذلك متى ستفتح أبواب الجحيم في غزة، وستفتح إذا لم يتم إطلاق سراح أي من رهائننا".
وكانت حركة "حماس" قد أفرجت عن 3 رهائن يوم السبت المنصرم وسلمتهم للصليب الأحمر ضمن سادس عملية تبادل أسرى منذ بدء تطبيق وقف إطلاق النار في 19 يناير الماضي.
بالمقابل أفرجت إسرائيل عن دفعة من الأسرى هي الأكبر حتى الآن، شملت 36 فلسطينيا من المحكومين بالمؤبد، و333 ممن اعتقلتهم بعد السابع من أكتوبر في قطاع غزة، كما سيتم إبعاد 24 من المحكومين بالمؤبد إلى خارج قطاع غزة.
وبموجب شروط الاتفاق، سيتم في المرحلة اللاحقة منه إطلاق سراح 33 رهينة في غزة بحلول بداية مارس، مقابل 1900 معتقل فلسطيني في سجون إسرائيل.
ومن المقرر أن تشهد المرحلة الثانية من الهدنة إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب.
أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق فستخصص لإعادة إعمار غزة، وهذا مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.
ويروج مكتب نتنياهو، في هذه الأثناء، إلى أن بالإمكان تمديد المرحلة الأولى بدون الاتفاق على المرحلة الثانية، لكن مصدرا أمنيا إسرائيليا رفيعا أشار إلى أن "احتمال أن توافق حماس على استمرار تبادل الأسرى، بعد انتهاء المرحلة الأولى وتجاوز قائمة أسماء الأسرى الذين سيفرج عنهم في المرحلة الأولى، أشبه باحتمالات موافقة حماس على أن يغادر جميع سكان القطاع طواعية".