التايمز: سواء كانت “ريفيرا ترامب” في الشرق الأوسط حقيقة أم خدعة.. فهي تنفع رجلا واحدا

الأربعاء 05 فبراير 2025 06:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
التايمز: سواء كانت “ريفيرا ترامب” في الشرق الأوسط حقيقة أم خدعة.. فهي تنفع رجلا واحدا



لندن/سما/

قالت صحيفة “التايمز” البريطانية، إن “خطة” الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لغزة، سواء كانت خدعة أم لا، تنفع رجلا واحدا، وهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وفي تقرير أعدته جوسي إنسور، قالت إن حديث ترامب عن تهجير الفلسطينيين من غزة، والسيطرة على القطاع يعتبر بمثابة شريان حياة لنتنياهو في حكومته. وفي الوقت الذي حدد فيه ترامب خطته لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى “دول مهتمة وبقلوب إنسانية”، جلس نتنياهو إلى جانبه وهو يبتسم بدون كلمة، وظل يؤمئ طوال الوقت.

ورأى الكثير من المعلقين أن الخطة وقحة جدا بدرجة كبيرة ولا يمكن التعامل معها بجدية، لكن التعهد من الرئيس الأمريكي بالاستيلاء على غزة، منح نتنياهو شريان حياة سياسيا.

وتشير الصحيفة إلى أن نتنياهو يقوم بزيارة تمتد أسبوعا إلى واشنطن، وهو يواجه تهديدات من أعضاء حكومته المتطرفين بإسقاط الحكومة لو انتهت الحرب وحماس موجودة في غزة. ومن المستبعد أن تصبح خطة ترامب القائمة على إجبار مليوني نسمة في غزة بالرحيل عنها، حقيقة، لكنها تسمح لنتنياهو بأن يلوح بهذا الخيار أمام أعضاء حكومته المتطرفين.

وتقول إنسور إن السيطرة على غزة ظلت نقطة اشتعال مستمرة في الشرق الأوسط. وبالنسبة للفلسطينيين الذين استمعوا لترامب في مؤتمره الصحافي، فإن كلامه يعيد إليهم أصداء نكبة عام 1948.

وقد اقترح ترامب أن يكون الأردن ومصر مكانا لنقل الفلسطينيين في غزة، مع أن كلا البلدين رفض الفكرة. وإذا صدقنا التقارير التي نشرت في المنطقة، فقد تجد دول الخليج طريقا لإخراج ترامب من وهم خطته، والتي إذا نفذت، فستزعزع استقرار حلفاء أمريكا الأكثر موثوقية في المنطقة. وقد أصدرت السعودية على عجل بيانا بعد المؤتمر الصحافي لترامب، مؤكدة أنها لن توافق على إقامة علاقات مع إسرائيل بموجب اتفاقيات إبراهيم التي رعاها ترامب دون إقامة دولة فلسطينية.

ومن المعروف أن ترامب يتحدث ارتجاليا، ولم يكن المؤتمر الصحافي الذي عقده مساء الثلاثاء مختلفا. فقد تصور ترامب أن الجيش الأمريكي أو المقاولين المدنيين الأمريكيين، سيتولون إعادة إعمار غزة كجزء من “ملكية طويلة الأجل”. وقال إن الولايات المتحدة “ستتولى قطاع غزة، وسوف نمتلكه”.

 ووصف ترامب مشروع التطوير العقاري بأنه قد يكون “ريفيرا الشرق الأوسط” و”يعيش فيه العالم كله”، وبدا وكأنه يصحح نفسه بالقول: “وكذلك الفلسطينيون.. الفلسطينيون بشكل رئيسي”.

وتعلق الصحيفة أن معاهدة جنيف التي وقّعت عليها الولايات المتحدة وإسرائيل تحظر تهجير السكان قسرا، وسيحتاج ترامب لموافقة من الكونغرس لإرسال الجنود الأمريكيين إلى غزة. وبعد أن خاض الجمهوريون حملتهم بناء على شعار انعزالي يتلخص بوضع أمريكا أولا، وإنهاء تورط الولايات المتحدة في “حروب لا تنتهي”، فمن الصعب أن نصدق أن الوجود الأمريكي الطويل الأمد في الأراضي الفلسطينية هو شيء يريده ترامب.

والسؤال الآن هو ما إذا كان لنا أن نقرأ المؤتمر الذي انعقد يوم الثلاثاء باعتباره مجرد مثال آخر على الخداع والتبجح الذي يمارسه ترامب، أم أنه اقتراح جدي من شأنه أن يقلب الشرق الأوسط رأسا على عقب.